أيام حاسمة في مصير حملة بايدن الانتخابية.. هل ينسحب؟
٣ يوليو ٢٠٢٤
بعد أداء متراجع في مناظرة حاسمة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديات جديدة قد تهدد مسار حملته الانتخابية المستقبلية، فهل سيتراجع بايدن مفسحا المجال لحلفاء آخرين بالتقدم أم سيقرر الإستمرار؟
إعلان
محادثة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع حلفائه تكشف عن مخاوف بشأن مستقبل حملته الانتخابية بعد أداء ضعيف في مناظرة مع دونالد ترامب الأسبوع الماضي. بايدن أعرب عن قلقه بشأن قدرته على استعادة ثقة الجمهور، مؤكدا على أن ظهوراته القادمة يجب أن تكون ناجحة.
صحيفة "نيويورك تايمز" أوردت أن مساعدين لبايدن أعربوا عن تخوفهم من تأثير أداء المناظرة على حظوظه. ومستشارون لبايدن أكدوا أنه يدرك التحديات السياسية التي تواجهه.
وقال الرئيس بايدن لحليف رئيسي إنه يعرف أنه ربما لا يكون قادرا على إنقاذ ترشحه إذا لم يكن قادرا على إقناع الجمهور في الأيام المقبلة بأنه قادر على أداء المهمة بعد أداء كارثي في الأسبوع الماضي.
ويدرك بايدن، الذي أكد حليفه أنه لا يزال منخرطا في المنافسة من أجل إعادة انتخابه، أن مرات ظهوره القليلة المقبلة حتى عطلة نهاية الأسبوع، يجب أن تسير بشكل جيد والتي تشمل مقابلة مقررة يوم الجمعة مع جورج ستيفانوبولوس من شبكة "اي بي سي نيوز" وتوقفات في الحملة الانتخابية في ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن الحليف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: "إنه يعلم أنه إذا ظهر في حدثين آخرين كما ظهر من قبل، فسنكون في مكان مختلف" قبل حلول الأسبوع المقبل، في إشارة إلى أداء بايدن المتعثر والذي اتسم بعدم التركيز في المناظرة. غير أنّ المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس ردّ على الفور على ما جاء في الصحيفة، وقال عبر منصة إكس، إنّ "هذا غير صحيح تماما. لو أعطتنا صحيفة نيويورك تايمز أكثر من سبع دقائق للتعليق لكنّا أخبرناها".
ويأتي ذلك بعدما تساءل عدد من الديموقراطيين، بما فيهم شخصيات بارزة في الحزب مثل نانسي بيلوسي، بشأن صحة بايدن العقلية فيما برزت مطالبات بانسحابه، حتى لو كانت هذه الدعوات لا تزال حتى الآن مقتصرة على برلمانيين قلائل وغير معروفين. وقال أحد كبار مستشاري بايدن، والذي تحدث أيضا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الوضع، إن الرئيس "يدرك جيدا التحدي السياسي الذي يواجهه".
بعد المناظرة الرئاسية الأولى.. هل "احترقت" أوراق بايدن؟
23:50
وبعد حوالي أسبوع، لا يزال الرئيس الأمريكي بعيدا من محو الانطباع المحبِط الذي تركته 90 دقيقة تلعثم خلالها في بعض الأحيان أو حملق في الفراغ، كما فقد تسلسل أفكاره في أحيان أخرى.
ومن المقرّر أن ينعقد لقاء الحكّام مع الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً عند الساعة 22,30 بتوقيت غرينتش في البيت الأبيض. ويوجد في الولايات المتحدة حوالي عشرين حاكم ولاية ديموقراطيين، غير أنّه لم يتمّ الإعلان عن القائمة المحدّدة للمشاركين في الاجتماع.
وقال جي بي بريتسكر الحاكم الديموقراطي لولاية إيلينوي على شبكة "سي ان ان" مساء الثلاثاء، "سنُجري نقاشا صحيا مع الرئيس". وأضاف "في الوقت الحالي، جو بايدن هو مرشّحنا، أنا أؤيد ترشيحه بنسبة مئة في المئة ما لم يتخذ قرارا آخر، وفي هذه الحالة سنناقش جميعا أفضل مسار نتبعه".
في ذات السياق كشفت سبعة مصادر من الحملة الانتخابيةللرئيس الأمريكي جو بايدن ومن البيت الأبيض واللجنة الوطنية الديمقراطية، مطلعة على مناقشات جارية، إن كاملا هاريس نائبة الرئيس هي البديل الأول لبايدن في سباق الرئاسة، إذا قرر عدم الاستمرار. كما يعتبر حاكم إيلينوي وحكام كاليفورنيا غافين نيوسوم وميشيغان غريتشن ويتمر وبنسلفانيا جوش شابيرو، مرشّحين محتملين في المستقبل للرئاسة.
ومنح استطلاع نشرته شبكة "سي بي اس" الأربعاء الرئيس السابق دونالد ترامب 50 في المئة من نوايا التصويت مقابل 48 في المئة لمنافسه الديموقراطي على المستوى الوطني، و51 مقابل 48 في المئة في الولايات الحاسمة.
ع.أ.ج/ ف.ي (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ