تُطِلُ أيقونة الموضة فيكتوريا بيكهام على السجادة الحمراء أو في الشارع بمظهرٍ أنيقٍ، يدلُ على أسلوب فريد من نوعه في عالم الأزياء. إلا أن خطوط انتاجها الفارهة تواجه مشاكل مالية تمس إمبراطورية بيكهام، فماهي تلك المشاكل؟
شخصية فيكتوريا بيكهام تخطف الأضواء أينما حلتصورة من: Reuters/E. Gaillard
إعلان
وزعت شركة بيكهام القابضة للموضة الأرباح على الزوجين ديفيد وفيكتوريا بيكهام، والتي بلغت 30 مليون جنيه إسترليني أي نحو 35 مليون يورو. وكشفت التقارير التي تناولت الأمور المالية المتعلقة بالشركة التي تدير أعمال نجميّ الموضة، عن تزايد في خسائر أعمال الشركة من 8.5 إلى 10.3 مليون جنيه استرليني في عام 2017. واعتبرت التقارير، ذلك سببا إضافيا وراء تراجع أرباح الشركة قبل الضريبة بنحو 20 في المئة التي قُدرت بنحو 15.7 مليون جنيه استرليني.
الموضة سلبت ابتسامتها، ولكن!
ولعل من يتابع أخبار فيكتوريا، النجمة السابقة لفرقة البوب الإنجليزية "سبايس غيرلز"، يلحظُ أن الموضة قد سلبت منها الابتسامة على حد قولها هي نفسها، ولكن تغمرها السعادة عندما ترى النساء من حولها أنيقات يرتدين ملابس أو حُليّ من مجموعاتها.
وتعمل مصممة الأزياء العالمية بشكل دؤوب مع فريقها على استقطاب عدد من المستثمرين وذلك رغم التحديات المالية التي تحدق بالشركة. فقد جمعت شركة فيكتوريا بيكهام المحدودة مبلغ 30 مليون جنيه إسترليني من شركة ان أي او للاستثمار/ NEO Investment Partners وذلك مقابل التنازل 28 بالمائة من الأسهم.
ورغم تلك التحديات المالية، فإن أزياء فيكتوريا بيكهام تتنقل برشاقة بين عواصم الأناقة باريس ونيويورك مرورا بلندن، وتخطف خلالها أنظار وأفئدة المشاركين في مختلف العروض، كما أن أعمالها استطاعت أن تجد مكانا لها في الصدارة وسط أسماء عريقة في عالم الموضة.
ويعتبر الخبير روس مولد، من شركة أي جي بيل/ AJ Bell لتجارة الأسهم، خلال حديث مع DW أن الخسائر التي تكبدتها شركة فيكتوريا بيكهام هي بمثابة "عجز تجاري وليس حدث استثنائي"، مشككا في الوقت نفسه من أنها كانت تحقق أرباحا على الدوام.
ويضيف الخبير مولد، أن التحدي الراهن للعلامة التجارية فيكتوريا بيكهام أنه لا يتردد صداها بما يكفي لجذب أنتباه مستهلكي المنتجات الفاخرة. في المقابل، الكثير من العلامات التجارية للأزياء الفاخرة تستمر في تحقيق هوامش ربح عالية للغاية بمجرد النظر إليها مثل بيربري/ Burberry أو غوتشي التي تملكها كيرينغ / Kering- owned Gucci.
نجم المنتخب الإنجليزي السابق، ديفيد بيكهام برفقة عقيلته مصممة الأزياء العالمية فيكتوريا على السجادة الحمراء.صورة من: picture alliance/empics/I. West
منافسة شرسة تفرض تحديات كبيرة
وتخوض العلامة التجارية "فيكتوريا بيكهام" منافسة شرسة وسط علامات تجارية عملاقة، وخلال حديثمع DW، أعتبر أستاذ تصميم الأزياء في جامعة وست منستر، أندرو غروفز أنه "بالنسبة للعلامات التجارية الصغيرة مثل فيكتوريا بيكهام، فإن قطاع الأزياء الفاخرة هو ساحة تنافسية مكلفة جدا".
وأشار إلى أنه" في ظل هيمنة شركات مثل ل في ام اتش و كيرنغ/ LVMH and Kering فإنه من الصعب للغاية بالنسبة للعلامات التجارية صغيرة ومتوسطة الحجم أن تقوم بتوسيع نطاق أعمالها، من خلال حجم التصنيع، وإدارة سلسلة التوريد، والقدرة الشرائية للإعلان والقدرة على الحضور المهيمن في التغطية الصحفية".
وفي سياق متصل، واجهت شركة أسوس/ Asos، الرائدة في عالم الأزياء، أزمة مالية خسرت خلالها ما يقرب من مليار يورو من القيمة السوقية في بورصة لندن، مع انخفاض بنسبة 40 في المئة من قيمة أسهمها بعدماتلفت تحذيرا بشأن الأرباح صادر عن برنامج الأزياء البريطاني. وقد تحدث كبير المسؤولين التنفيذيين في أسوس، نيك بيتون عن "مستوى غير مسبوق من التخفيض" في صناعة الأزياء.
وشدد أستاذ التصميم في جامعة ويست مينستر خلال حديثه مع DW على "أن تستمر بيكهام في تنويع مجموعة منتجاتها، والتفكير في فتح آفاق تعاون كبيرة".
تجدر الاشارة إلى، أن شركة فيكتوريا بيكهام سبق وتعاونت مع شركة "ريبوك" في وقت سابق، ولكن ما تحتاج إليه العلامة التجارية هو شراكة مستمرة، مثل التعاون الدائر بين شركتي "ستيلا مكارتني" و"أديداس" الألمانية، إذ حقق هذا التعاون نجاحًا كبيرًا لكلتا الشركتين، وفقا لما ذكر المصدر السابق.
وكذلك، شاطره الرأي الخبير في تجارة الأسهم، مولد، خلال حديثه مع DW قائلا "يجب أن تستثمر في علامتك التجارية باستمرار من خلال تحسين الجودة والتسويق".
وتواظب أنامل السيدة بيكهام على قص القماش بكل عناية وتمزج الألوان بكل شغف، لتخرج للعالم أعمالا عصرية مستوحاه من عصور قديمة.
وأختتم أستاذ التصميم حديثه، أن "ما تتمتع به فيكتوريا بيكهام يعد اعترافا استثنائيا بالعلامة التجارية وفريق تصميم جيد من حولها، يُكسبها علامة فارقة في الموضة العصرية.
جو هاربر/ ج.س.
برلين تحيي ذكرى أسطورة الموضة فيرساتشي
جياني فيرساتشي هو في الواقع مصمم أزياء إيطالي الجنسية، غير أن شغفه بألمانيا يعود إلى زمن طويل، ومنها إنطلقت شهرته إلى العالم أسره. أحد المتاحف في العاصمة الألمانية يحتفي بالذكرى الأربعين على تأسيس داره الشهيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
قصة فيرساتشي مع الألوان
في الوقت الذي ترجع فيه أزياء فيرساتشي إلى حقبة الثمانينات حيث كانت الألوان تتميز بالتحفظ والرتابة، حاول فيرساتشي إدخال ألوان جديدة على مجموعة الأزياء ذات الألوان البراقة التي صممها في حقبة التسعينات بشكل معاكس لتصورات أي شخص آخر، حيث أطلق العنان لإبداعاته، لم يشعر فيرساتشي بالحرج من استخدام الألوان المتناقضة، لا بل عمل على التركيز على تناقض الألوان حتى أمسى ذلك التوجه يُمثل علامته التجارية.
صورة من: Versace
فيرساتشي والازياء الرجالية
عمل فيرساتشي في مطلع حقبة تسعينيات القرن الماضي جاهداً على تحريرمفهوم الأزياء الرجالية وذلك من خلال إطلاقه لموضة قمصانه الشهيرة ذات الألوان البراقة والصارخة، في الوقت الذي كانت فيه ألوان القمصان تجنح إلى السكون والهدوء، عَمِلَ على تصميم القمصان ذات الألوان الجريئة والتي عُرفت بسلسلة قمصان ميامي فيرساتشي.
صورة من: DW/Gero Schließ
فيرساتشي والأميرة ديانا
كان فيرساتشي صديقاً مُقرباً من الأميرة ديانا، وهناك ما يؤكد متانة هذه العلاقة وهي الصورة التي تُظهر حزن الأميرة ديانا وهي برفقة نجم الغناء البريطاني إلتون جون خلال حضورهما مناسبة إحياء ذكرى رحيل المصمم فيرساتشي. ومن بين أجمل ما صممه فيرساتشي للأميرة ديانا هذا الفستان الأحمر الذي يتصف تصميمه بالبساطة والجمال.
صورة من: DW/Gero Schließ
مجموعة القيود والأصفاد
لم يتمكن أي مصمم من محاكاة تنوع تصاميم فيرساتشي. فهو استطاع المرة تلو الأخرى النجاح في إدخال الدهشة على عالم الأزياء، فقد تمكن في خريف عام 1992 من طرح مجموعة تصاميمه تحت عنوان: "القيود والأصفاد في عالم الموضة والإثارة"، لجأ إلى استخدام الجلود، والقلائد، والاساور في محاولة منه للوصول إلى الفكرة التي يسعى لإثباتها لجمهوره. إرتدت عارضة الأزياء ناعومي كامبل هذا الفستان المصنوع من مادة الجلد.
صورة من: DW/Gero Schließ
فيرساتشي والمجوهرات
من المعروف أن فيرساتشي لا يتخصص بتصاميم الموضة والأزياء فحسب بل صمم الملحقات الأساسية والإستثنائية من القلائد كمثل القلادة المُسماة: "قلادة الميدوسا"، كما صمم الأساور الجلدية المُطَعَمة بالخرز، الصورة المرفقة للقلادة تعطي من يرتديها شعوراً غريباً بالبرد وتصيبه بالقشعريرة، ولعل هذا ما سعى إليه فيرساتشي من خلال تصميمه هذا.
صورة من: fashion culture Berlin
الأوشحة والشالات
الأوشحة والشالات الملونة التي صممها فيرساتشي تتمتع بشهرة واسعة أيضاً، وهي تعكس روعة وجمال تصاميم فيرساتشي. صورة الشال الأحمر الموشى باللون الذهبي البراق هو خير تعبيرعلى تقنية التناقض بين الألوان البراقة والصارخة التي أمست العلامة التجارية لفيرساتشي.
صورة من: fashion culture Berlin
بدلة مخصصة لزفاف المغني البريطاني ستينغ
لاتخفى على أحد حقيقة تفضيل فيرساتشي تصميمه لأزياء المشاهير والأغنياء، وقد كان فيرساتشي صديقاً لعدد كبير منهم. ويُذكر أن المغني البريطاني جوردون ماثيو توماس المعروف بـ "ستينغ" كان صديقاً شخصياً لفيرساتشي.
صورة من: Versace
ساعة المغني إلتون جون من تصميم فيرساتشي
حطم فيرساتشي من خلال مجموعات الأزياء التي قدمها من خلال عروضه الكبيرة قواعد ظلت تتحكم بخطوط الموضة طوال قرون، ولم تُحْجَزْ الصفوف الأولى للأغنياء بل كانت تُحْجَز لمشاهير زبائنه الذي كانت تربطه بهم أو بهن صداقات حميمة أمثال: المغني جوردون ماثيو توماس المعروف بـ "ستينغ"، ومغنية البوب الأمريكية مادونا، والمغني البريطاني إلتون جون.
صورة من: Versace
فيرساتشي وعارضات الأزياء المفضلة لديه
كان فيرشاتشي مُحاطاً بأجمل عارضات الأزياء في الصورة المرفقة عارضة الأزياء ليندا إيفانجيليستا، وعارضة الأزياء ناعومي كامبل برفقته. وكان هو من أوجد في تسعينات القرن الماضي مفهوم الـ "سوبرموديل". قامت دوناتيلا شقيقته بتنظيم مناسبة لإحياء الذكرى العشرين لوفاته شارك في إحياء هذه المناسبة كلوديا شيفر، و سندي كروفورد، و كارلا بروني، و هيلينا كريستينسن، و ناعومي كامبل.
إعداد: جيرو شليس/ غالية داغستاني