1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أين حركات السلام الإسرائيلية؟

٢٣ يناير ٢٠١١

طرح مشروع قرار تقدم به حزب إسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية ليبرمان، للتحقيق مع منظمات حقوقية إسرائيلية حول مصادر تمويلها، تساؤلات حول نية حكومة نتانياهو التضييق على هذه المنظمات وحركات السلام. فأين صوت هذه الحركات؟

يتساءل المراقبون عن أسباب غياب مظاهرات حركات السلام الإسرائيليةصورة من: picture-alliance/dpa

"عندما أسسنا حركة "السلام الآن" في 1978 فإن جزءا بسيطا من الجمهور الإسرائيلي فكر أن حل النزاع يكمن في تسوية مع الفلسطينيين، إقامة دولة فلسطينية والانسحاب إلى حدود 1967. وبعد مرور أكثر من 30 عاما من النشاطات فإن جميع الأحزاب تقريبا تدرك ضرورة حل الدولتين". هذا ما قاله تسيلي ريشيف من زعماء حركة السلام الآن سابقا في مؤتمر في جامعة تل أبيب. وتركز الحركة في السنوات الأخيرة على موضوعين: وقف الاستيطان ومعارضة هدم المنازل غير المرخصة في شرقي القدس.

حركات السلام وصناع القرار
أما الكاتب والمحلل السياسي إيلي عمير، من حزب العمل الذي كان يقوده وزير الدفاع إيهود باراك، فيقول في لقاء مع دويتشه فيله بأن "حركات السلام كانت تستمد قوتها من حزبي العمل وميريتس (اليساري) عندما كانا في الحكومة، كما أن قسما من مؤيديها كانوا أعضاء في الحزبين. غير أن ضعف قوة الحزبين السياسية وافتقارهما إلى زعماء قياديين ناهيك عن الانقسامات الداخلية، أثر بدوره على معسكر السلام". ويبلغ عدد مقاعد الحزبين في الكنيست الحالية 17 مقعدا بالمقارنة مع 56 مقعدا عشية اغتيال رئيس الحكومة اسحق رابين.


محطات شلل
سجلت الانتفاضة الثانية عام 2000 نقطة تحول كبيرة في تاريخ حركة "السلام الآن". فقد الجمهور الإسرائيلي إثرها ثقته بالجانب الفلسطيني بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، أو ما تردد وقتها من رفض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبول "عروض سخية" قدمها رئيس الحكومة الإسرائيلية يومها، وزير الدفاع الحالي، إيهود باراك. وفسرت غالبية الجمهور انفجار الانتفاضة الثانية مناورة سياسية للتهرب من اتفاقية سلام. ساهمت هذه الأحداث في تفريغ مخزون الثقة الذي وظفه الجمهور في اتفاقية أوسلو، فيما كان رد حماس على انسحاب إسرائيل من غزة القشة التي قصمت ظهر البعير.

مظاهرات لحركة السلام تضمنا مع سكان الشيخ جراح بالقدسصورة من: Meni Livne


تغير نمط الاحتجاج
ولاشك أن دور حركة "السلام الآن" تراجع على الساحة السياسية، غير أنها كانت مصدر إلهام لما يقارب خمس عشرة حركة سلمية واحتجاجية مثل حركة "النساء الأربع"، التي نادت بالانسحاب من جنوب لبنان. وكذلك "تحالف النساء من أجل السلام"، التي تضم عشر منظمات نسائية إسرائيلية وناشطات فلسطينيات، ومبادرة جنيف التي تقوم بحملات في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني تؤيد العودة إلى المفاوضات من أجل حل الدولتين.


الشبكات الاجتماعية بدلا من الحشود الشعبية
كما برزت حركة "محسوم واتش"، أي لا للحواجز، بقيادة مجموعة من النساء الإسرائيليات. وتنشط هذه الحركة من خلال مراقبة هؤلاء النسوة للحواجز العسكرية بهدف التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان. كذلك فتح تطور تكنولوجيا المعلومات والشبكات الاجتماعية أفقا جديدا بوجه عدة حركات سلام تموضعت على صفحات فيسبوك الذي يخلف الشارع أحيانا. وتحرص حركة "تضامن شيخ جراح" ـ وهي حركة تضم نشطاء من اليهود والعرب للتضامن مع سكان حي الشيخ جراح بالقدس ـ تحرص على التظاهر بصورة سلمية مرة كل أسبوع ونشاطها الأكثر حضورا ودأبا يظهر على الموقع الالكتروني.


التجاذب الحزبي يقيل اليسار
" أقيل اليسار الإسرائيلي من الخارطة السياسية، بسبب التجاذب الذي طرأ على مواقف الأحزاب الرئيسية في إسرائيل". بهذه العبارة يلخص الدكتور ألون ليئيل، الخبير في العلوم السياسية ومدير عام وزارة الخارجية سابقا، في حوار مع دويتشه فيله وضع اليسار الإسرائيلي. فقد دخل حزب العمل في مأزق إثر دخول حزب كديما، بزعامة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، الحلبة السياسية وتمركزه في الوسط، بعيدا عن الليكود، حزب رئيس الوزراء بنيامين ناتنياهو، وتقمصه مواقف حزب العمل وقبول مبدأ الدولتين.

وفد من حركات السلام الإسرائيلية بقيادة عمرام ميتسناع، زعيم حزب العمل الأسبق، في زيارة للرئيس الفلسطينيصورة من: Mati Milshtein


نظرية لولب الصمت
ويضيف الدكتور ليئيل بأن "اليسار الجديد أكثر تطرفا مما كان عليه في السابق. وهو في هامش المجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل التعاطف معه شبه خيانة، كما أن الإعلام الإسرائيلي يتغاضى عنه". ووفقا لنظرية "لولب الصمت أو دوامة الصمت" للباحثة الألمانية إليزابيث نويله ـ نيومان، فإن حجب آراء الأقلية في الإعلام يدفع بمؤيدي هذه الآراء إلى اللجوء إلى الصمت خوفا من العزلة الاجتماعية، فتبقى أفكارهم غير مقبولة لدى عامة الشعب.


الأخطاء التي وقع فيها اليسار
وبدوره يشير الكاتب والناشط في حزب العمل الإسرائيلي إيلي عمير إلى عوامل أخرى ساهمت في إضعاف اليسار وحركات السلام وهي: التركيز على السياسة وتجاهل العدالة الاجتماعية والتغاضي عن يهود الدول العربية كقوة انتخابية احتضنهم زعماء اليمين. ويضيف عمير بأن اليسار وحركات السلام "تتبنى موقفا أحادي الجانب، يكرس اللوم للجانب الإسرائيلي مع التغاضي عن الأخطاء في الجانب الفلسطيني".


وتسود قناعة لدى أغلبية الجمهور الإسرائيلي بأن هناك مشكلة مع الشريك الفلسطيني أيضا. وقد تجلى ذلك في رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لما يعتبرونه "عرضا سخيا" تقدم به رئيس الوزراء السابق إيهود اولمرت من حزب كديما، تعيد بموجبه إسرائيل 98% من الأراضي المحتلة ويتم تبادل 2% من الأراضي بين إسرائيل والضفة الغربية.

الباحث إبراهام ديسكين يرى أن حركات السلام باتت تؤثر سلبا على فرص السلامصورة من: Hebrew University

"حركات السلام تؤثرا سلبا على فرص السلام"
ويرى البروفسور ابراهام ديسكين، الخبير في السياسة المقارنة، في حوار مع دويتشه فيله، أن "الحركات السلمية اليوم، التي تمولها مصادر أجنبية، تتمثل في اليسار المتطرف الذي يؤثر سلبا على فرص السلام وعلى تحقيق اختراق ملموس". فهذه الحركات، وبتبنيها لموقف يساري متشدد، تدفع بالجانب الفلسطيني إلى "تبني مواقف أكثر تشددا تتلاءم مع مواقف اليسار الإسرائيلي".


الفرق بين اليمين واليسار
يزخر المشهد المدني الإسرائيلي بحركات سلمية عديدة غير أن "السلام الآن" ما زالت تتربع على العرش في مملكة الحركات الصغيرة التي تدعو للعدالة الاجتماعية وتدعم السلام بعدة أشكال ولها ربما الآف مؤلفة من المؤيدين. "لكن تعدد الفئات التي تقرع الطبول بصورة آنية يضعف من الأداء"، حسب أقوال الدكتور ايتان اميلي من القسم السياسي في الجامعة العبرية لدويتشه فيله. كما أن حركة "السلام الآن" تعكس مواقف أقرب إلى المين ستريم مما أضر بنضالها".



ليندا مينوحين عبد العزيز- تل أبيب

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW