كان الموسم الماضي كارثياً بكل المقاييس على ريال مدريد الإسباني إذ خرج مبكراً من المنافسة على جميع الألقاب لينتهي صفرياً، فأطلق حملة لترميم خطوطه بلاعبين جدد، فهل كانت هذه الصفقات ملبية لطموحات النادي وجماهيره؟
إعلان
بعد الموسم الصفري لريال مدريد أطلق النادي مرحلة جديدة من إعادة بناء الفريق الأول مع عودة مدربه الأسبق الفرنسي زين الدين زيدان (47 عاماً) إلى توجيه دفة الفريق من جديد. وقم ضم بالفعل ستة لاعبين لتعزيز خطوط الفريق المختلفة، منفقاً في ذلك أكثر من 300 مليون يورو.
لكن يبدو أن الوافدين الجدد لم يحدثوا بعد الفارق الذي تمتنه إدارة النادي وجماهيره، بل على العكس لم يتمكن إلا أحدهم من الحصول على فرصة المشاركة بانتظام في التشكيلة الأساسية.
إيدن هازارد (100 مليون يورو)
على الر غم تمريرته الحاسمة لتوني كروس الذي سجل هدف الفوز اليتيم لريال مدريد على غلطة سراي التركي في مواجهة الفريقين بإطار دوري الأبطال بإسطنبول، فإن جماهير ريال مدريد بدأت تفقد صبرها ببطء على اللاعب البلجيكي إيدن هازارد (28 عاماً). فبعد أن تعرض للإصابة في بداية الموسم شارك النجم البلجيكي في سبع مباريات مع النادي الملكي بيد أنه لم يسجل أي علامة فارقة في مستوى الفريق حتى الآن مكتفياً بهدف واحد وتمريرة حاسمة.
وهذا أقل بكثير من الآمال العريضة التي يرهنها عليه الميرنغي ومشجعوه. وبات لاعب تشيلسي السابق هو الوافد الجديد الوحيد الذي يلعب بانتظام في التشكيلة الملكية الأساسية.
لوكا يوفيتش (60 مليون يورو)
ثمان مباريات، صفر أهداف! حصيلة مخيبة للآمال في بداية مشوار المهاجم الصربي لوكا يوفيتش (21 عاماً) مع النادي الملكي. خصوصاً إذا ما علمنا أن يوفيتش سجل في الموسم الماضي 27 هدفاً لفريق اينتراخت فرانكفورت في 48 مباراة بعد أن شد الرحال إلى العاصمة الإسبانية الصيف الماضي. ولم يظهر النجم الصربي أي خطورة حقيقية على مرمى الخصم في مشاركاته مع النادي الملكي. ومؤخراً حذرت تقارير إعلامية من أن صفقة يوفيتش كانت "أكثر عملية شراء غير مجدية في ريال مدريد في السنوات الأخيرة".
لكن ما قد يشفع للمهاجم الصربي هو أنه سنه الفتي ورأي مدربه الفرنسي زيدان فيه، إذا قال مؤخراً: "سأعول عليه كثيراً. صحيح أنه لم يلعب كثيراً في الآونة الأخيرة، لكنه ما يزال لاعباً رئيسياً في صفوف الفريق سيكون في المستقبل جزءاً مهماً من الفريق. هذا بالتأكيد". لكل هل تنفع هذه الشهادة بعد أن باتت زيدان نفسه مع الملكي عرضة للتساؤلات؟
إيدير ميليتو (50 مليون يورو)
جاء المدافع البرازيلي إيدير ميليتو (21 عاماً) من نادي بورتو البرتغالي في الصيف الماضي، لكنه بات مباشرة في مواجهة مشكلتين في صوفوف ريال مدريد، أسمهما: سيرجيو راموس ورافائيل فاران، إذ يشكلان قطبي الدفاعات الملكية تحت إدارة الفرنسي زين الدين زيدان.
فيرلاند ميندي (48 مليون يورو)
الظهير الفرنسي الأيسر فيرلاند ميندي (24 عاماً) أحد أكثر اللاعبين سوءا للحظ في صفوف ريال مدريد، فبعد أن تعاقد مع النادي قادماً من ليون الفرنسي ألمت به إصابتان أبعدته عن المستطيل الأخضر. ولهذا لم يشارك سوى في ثلاث مباريات مع الفريق حتى الآن. وسبق لميندي أن قال على هامش تقديمه لجماهير النادي كلاعب جديد: "في البداية لم أكن أصدق هذا الأمر لأنه نادي كبير، التوقيع لهذا النادي أمر رائع وأتمنى أن يسير كل شيء على ما يرام". لكن يبدو أن أفضل أمانيه لم تتحقق للأسف.
وكان رئيس ريال مدريد، فلورينتيو بيريز، قد أشاد بالوافد الجديد، مؤكداً أن ميندي يدرك جيداً كيفية مواجهات المعوقات للوصول إلى أحلامه مع فريقه الجديد.
رودريغو سيلفا دو غويس (45 مليون يورو)
لم يخض الموهبة البرازيلية رودريغو سوى مباراتين فقط بقميص النادي الملكي في الدوري الإسباني، لكنه يبقى استثماراً واعداً للمستقبل. على الرغم من أن ريال مدريد دفع 45 مليون يورو لمهاجم سانتوس السابق، إلا أن النادي لا يتوقع المعجزات من لاعب في ربيعه الثامن عشر في الدوري الإسباني أول الأمر. بيد أن هدفه الرائع في شباك أوساسونا قد يقلب حسابات النادي ومدربه تجاهه.
ألفونس أريولا (2.2 مليون يورو على سبيل الإعارة)
كشف الحارس الفرنسي ألفونس أريولا (26 عاماً) أن المدرب الألماني توماس توخيل كان سبباً في انتقاله مُعاراً إلى ريال مدريد في صفقة تبادلية باللحظات الأخيرة، مقابل انتقال كيلور نافاس إلى حديقة الأمراء. في هذا الموسم لم يُسمح له بحماية الشباك الملكية في الدوري الإسباني إلا في مباراتين فقط، حيث سُجل فيها هدفان. وبعد أن كان سبب عدم انتقاله عدم اتاحة توخيل ما يكفي من الفرص له للوقف بين خشبات النادي الفرنسي وقرر الذهاب إلى العاصمة الإسبانية مُعاراً، فقد وجد أمامه المعضلة ذاته بتفضيل الفرنسي زيدان للحارس البلجيكي كورتوا.
وكان النادي الفرنسي قد عرض أريولا و20 مليون يورو على ميلان الإيطالي مقابل الحصول على خدمات حارسه جيانلويجي دوناروما، لكن النادي الإيطالي رفض العرض مفضلاً الاحتفاظ بحارسه.
محطات صنعت نجاحات زيدان التدريبية مع ريال مدريد
لم تهنأ جماهير الريال كثيرا بكتابة فريقها التاريخ كأول ناد يفوز بدوري أبطال أوروبا بالمسمى الحالي للمرة الثالثة على التوالي، فقد فاجأ زيدان الجميع وأعلن استقالته من تدريب الفريق. محطات صنعت نجاحات زيدان مع ريال مدريد.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
تعيين مفاجئ
في الرابع من يناير/كانون الثاني 2016 أعلن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز تعيين لاعبه السابق الفرنسي زين الدين زيدان مدربا للفريق الإسباني العملاق خلفا لرافاييل بينيتيز، الذي أقيل من منصبه بسبب سوء نتائج الفريق.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Lerena
بداية مُبشرة
في أول لقاء له كمدرب للفريق الملكي، قاد زيدان فريقه إلى سحق فريق ديبورتيفو لاكورونيا بخمسة أهداف، في مباراة برسم الدوري الإسباني لكرة القدم. وقدم "الميرنغي" أداء جميلا في تلك المباراة.
صورة من: Reuters/S. Vera
مواصلة التألق
استعاد ريال مدريد بريقه من جديد تحت قيادة زيدان، الذي قاد الفريق للانتصار تلو الأخر بالاعتماد، على اللعب الجماعي، والضغط على حامل الكرة وتنويع مراكز اللعب، بطريقة تعكس فكر زيدان التدريبي، الذي يُجيد قراءة مجريات المباريات.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
كسب ثقة اللاعبين
استطاع زين الدين زيدان زرع أجواء إيجابية بين اللاعبين وداخل أروقة النادي الملكي، إذ ظل المدرب الفرنسي يؤكد على أهمية الثقة والتحلي بالإيجابية، من أجل قهر الظروف وإسعاد جماهير "الميرنغي" في مختلف أرجاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Martin
باكورة الألقاب
اصطاد المدرب الفرنسي أول لقب له مع فريق ريال مدريد، الذي هزم جاره أتلتيكو مدريد في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بركلات الترجيح 3-5. وقدم زيدان في تلك المباراة اعتماده كواحد من أحسن المدربين في عالم الساحرة المستديرة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الاستعداد الجيد
في وقت وجيز، استطاع زيدان أن يترك بصمة واضحة على ريال مدريد، فقد استفاد "الأبيض الملكي" من أساليب المدرب الفرنسي التدريبية والاستعداد الجيد لكل مباراة على حدة، وهو ما أتى بأكله بشكل كبير في موسم زيدان الثاني على رأس الإدارة الفنية لريال مدريد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Geber
موسم للتاريخ
سيظل الموسم الكروي 2017 راسخا في ذاكرة محبي فريق ريال مدريد، حيث قاد زيدان "الميرنغي" إلى تحقيق خمسة ألقاب، بيد أن الفوز بدوري أوروبا للمرة الثانية على التوالي، كان أبرز حدث في سنة زيدان التدريبية الثانية مع ريال مدريد.
صورة من: Reuters/P. Kopczynski Livepic
تراجع ملحوظ
في موسم زيدان الأخير مع ريال مدريد، تراجع أداء "الأبيض الملكي" كثيرا، خاصة في النصف الأول منه، إذ فرط الفريق في العديد من النقاط، وابتعد في جدول ترتيب الدوري الإسباني عن المتصدر برشلونة. كما احتل "الميرنغي" المركز الثاني خلف فريق توتنهام في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Geber
خيبة أمل محلية
لم يستطيع زيدان الحفاظ على لقبي الدوري الإسباني و مسابقة كأس الملك، التي ودعها ريال مدريد بطريقة مفاجئة للغاية على يد فريق ليغانيس المتواضع بـ1-2. ووصف زيدان تلك الخسارة بأنها "مؤلمة للغاية".
صورة من: Imago/Newspix/R. Oleksiewicz
طوق النجاة
نزل المدرب الفرنسي بكل ثقله في مسابقة دوري أبطال أوروبا، من أجل إنقاذ موسم "الميرنغي" الذي كان يُواجه شبح الخروج خاوي الوفاض. واصطدم العملاق الإسباني بفرق قوية للغاية، على غرار باريس سان جيرمان ويوفنتوس وبايرن ميونيخ، قبل أن يصل إلى المحطة النهائية في مسابقة "الكأس ذات الأذنين".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Seko
مسك الختام
مباراة نهائي كييف أمام فريق ليفربول الإنجليزي، كانت هي أخر محطة للمدرب الفرنسي زيدان برفقة ريال مدريد، الذي كان مع موعد مع التاريخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
كتابة التاريخ
قاد الأسطورة الفرنسية ريال مدريد إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه، حيث أصبح "الميرنغي" أول فريق يفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي بالمسمى الحالي، وكذلك أكثر فريق يُتوج بـ"الكأس ذات الأذنين" للمرة الـ 13 في تاريخه.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
وداع مفاجئ
في ( 31 مايو/أيار 2018) أعلن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان استقالته رسميا من تدريب ريال مدريد، وذلك في مؤتمر صحفي مفاجئ. وعلل زيدان قراره هذا برغبته في أخذ قسط من الراحة بعد ثلاث سنوات شاقة من العمل.