وصلت أورسولا فون دير لايين إلى كييف في زيارة تخصص لبحث طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإعادة إعمار البلد، وتوجد عراقيل وتحفظات كثيرة من عدة دول على هذا الانضمام المحتمل. من هي الدول الداعمة؟ والأخرى المتحفظة؟
إعلان
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين للصحافيين المرافقين لها في زيارتها إلى كييف لمناقشة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي: "عدت إلى كييف للقاء الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي ورئيس الوزراء (دينيس) شميغال، سنستعرض العمل المشترك الضروري لإعادة الإعمار والتقدم الذي أحرزته أوكرانيا على طريق أوروبا".
وأضافت اليوم (السبت 11 يونيو/حزيران): "هذا سيصب في تقييمنا الذي سنعرضه قريبا".
ومن المقرر أن تبدي المفوضية الأوروبية رأيها بشأن هذه المسألة في الأيام المقبلة، قبل أن يقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح الرسمي في قمة تعقد يومي 23 و24 حزيران/يونيو.
وتطالب أوكرانيا بـ"التزام قانوني" ملموس من الأوروبيين بحلول نهاية حزيران/يونيو من أجل منحها وضع الدولة المرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، غير أن الدول الـ27 منقسمة حول هذه المسالة.
ففي حين تدعم دول عديدة ولا سيما من أوروبا الشرقية عضوية أوكرانيا، تبدي بعض الدول مثل هولندا والدنمارك وكذلك فرنسا وألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد حتى نهاية حزيران/يونيو، تحفظات شديدة.
حتى إذا حصلت أوكرانيا على "وضع المرشح"، فستبدأ عملية مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق سنوات إن لم يكن عقودًا قبل ضمها إلى الاتحاد الأوروبي. ونبه العديد من دول الاتحاد كييف الى أنه لن يكون هناك مسار "سريع" لانضمامها.
وهذه ثاني زيارة لفون دير لايين إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير. وأكدت خلال زيارتها الأولى في 8 نيسان/ابريل أن أمام أوكرانيا "مستقبلا أوروبيا".
إصرار أوكراني
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة (11 يونيو/حزيران 2022) من جديد الدول ال27 إلى إخراج بلاده من "المنطقة الرمادية"، قبل أيام من إعلان رأي المفوضية الأوروبية بشأن منح كييف وضع المرشح، وقبل قمة رؤساء الدول المقررة في نهاية حزيران/يونيو والتي ستبت في الأمر. ويفترض أن يتم التصويت بالإجماع على القبول.
وقال زيلينسكي عبر الفيديو خلال مؤتمر دولي في كوبنهاغن "في الأسابيع المقبلة، قد يقوم الاتحاد الأوروبي بخطوة تاريخية تثبت أن التصريحات حول انتماء الشعب الأوكراني إلى الأسرة الأوروبية لن تذهب سدى".
وأضاف زيلينسكي وسط تصفيق حاد "لماذا؟ إذا كانت استطلاعات الرأي تكشف أن 71 بالمئة من الأوروبيين يعتبرون أوكرانيا جزءا من الأسرة الأوروبية، فهل لا يزال سياسيون مشككون يترددون في السماح لنا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟".
وقامت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا هذا الأسبوع بجولة أوروبية زارت خلالها خصوصا باريس وبروكسل، لدفع الحملة الدبلوماسية لكييف قدما. وكتبت في تغريدة من بروكسل الخميس "موقفنا واضح: أوكرانيا بحاجة إلى التزام قانوني وليس إلى وعد سياسي"، مؤكدة أن "التردد يكلف بلدي الكثير بينما يخوض معركة من أجل حريته وتطوره الديموقراطي". وقالت خلال زيارتها لباريس "نحن متأكدون من أنه لن يستطيع أي من القادة الأوروبيين ال27 أن يقول رسميا وعلنا 'لا' ، لكن قول 'نعم' أكثر تعقيدا".
قرار صعب
وبالإضافة إلى أوكرانيا، يفترض أن تصدر المفوضية رأيها الأسبوع المقبل حول وضع منح جورجيا ومولدافيا أيضا وضع الدولة المرشحة.
وفضلا عن الثلاثة، هناك خمس دول أخرى (ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو وصربيا وتركيا) مرشحة رسميا للانضمام إلى الكتلة، بينما كوسوفو والبوسنة والهرسك مرشحتان محتملتان.
وخلال انعقاد المجلس الأوروبي نهاية أيار/مايو، أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أن "كل الدول الكبرى تقريبا في الاتحاد الأوروبي تعارض (منح أوكرانيا) وضع المرشح، باستثناء إيطاليا".
واعترف مصدر دبلوماسي من إحدى هذه الدول بأن "منح أوكرانيا وضع مرشح مسألة كبيرة"، مشيرا إلى عقبات من بينها أنها في حالة حرب وتعاني من الفساد، فضلا عن الإصلاحات التي يتعيّن عليها القيام بها.
وصرح مصدر دبلوماسي آخر في بروكسل أنه "من الصعب تصور مفاوضات حول انضمام أوكرانيا حاليا، لكن تجري مناقشات في الوقت الراهن بين العواصم عن كيفية إعطاء الإشارة الصحيحة".
ع.ا/ خ.س (أ ف ب)
في صور.. هكذا يبدو التفاوت الكبير في الثروة بأوروبا!
يسود الاعتقاد بأن جميع دول الاتحاد الأوروبي تتمتع بالثراء نفسه أن مواطنيها مرفهون بالدرجة نفسها، لكن هذا التصور خاطئ كما تثبت لغة الأرقام. فكيف تتوزع الثروة في الأسرة الأوروبية؟. تابع هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Kalker
بلغاريا: رواتب منخفضة وأجور متدنية
تعد بلغاريا من أفقر دول الاتحاد الأوروبي، والأولى في معدلات الفساد في أوروبا. وبحسب مؤسسة التجارة والاستثمارات التابعة للحكومة الألمانية (GTAI) بلغ إجمالي الدخل الشهري للفرد في 2018 بالكاد 580 يورو. منذ أن انضمت بلغاريا للاتحاد الأوروبي تركت أعداد كبيرة من الشباب البلد، ومن بينهم العديد من المتعلمين.
صورة من: BGNES
رومانيا: المركز ما قبل الأخير في التصنيف الاقتصادي
قد تعطي هذه الصورة الجميلة انطباعاً خاطئاً، فالعديد من المدن القديمة في زيبنبورغن، ومنها هذه المدينة في براسوف، مرممة بشكل يخطف الأنظار. لكن معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد بلغ في 2019 نحو 11.440يورو، وهو ما يضعها في المرتبة قبل الأخيرة التي احتلتها بلغاريا بمعدل بلغ 8680 يورو للشخص الواحد في 2019. أما في ألمانيا فبلغت 41.340 يورو.
صورة من: Imago Images/Design Pics/R. Maschmeyer
اليونان: أزمات مالية متكررة
لم تكد اليونان تلتقط أنفاسها من أزمة الديون التي أثقلتها لسنوات حتى جاءت أزمة كورونا لتعصف بالقليل من الاستقرار الذي حظيت به. فبسبب كورونا وقعت اليونان مرة أخرى تحت ضغط مالي شديد، وأصبحت في حاجة لمساعدة الاتحاد الأوروبي. وبالرغم من الظرف الحالي، إلا أن الأمر نسبي: فمقارنة بألمانيا يمكن اعتبار اليونان دولة فقيرة بمعدل 17.500 يورو كدخل للفرد. إلا أن هذه القيمة تعد ضعف مثيلتها في بلغاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/VisualEyze
فرنسا: بلد أصحاب العقارات
قد تكون هذه المعلومة غير متوقعة، لكن فرنسا تتفوق بشكل كبير على ألمانيا فيما يتعلق بمتوسط أملاك الفرد. فبحسب بيانات شركة أليانز (Allianz) للتأمين لعام 2019 فإن متوسط الأصول الصافية للفرد بلغ في فرنسا 26.500 يورو،وهو ما يمثل زيادة 10 آلاف يورو عن متوسط الأصول الصافية للفرد في ألمانيا. يرجع السبب في ذلك إلى تملك الكثير من الفرنسيين لبيوتهم، بل يملك الكثير منهم بيتاً ثانياً في المناطق الريفية.
صورة من: picture alliance/prisma/K. Katja
إيطاليا: إصلاحات نادرة وديون مرتفعة
تعد إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تضرراً من جائحة كورونا وتبعاتها، فمدينة برغامو الإيطالية كانت مركز وباء الوباء في بدايته. وبعد فترة ركود اقتصادي استمرت لعقدين كانت إيطاليا على رأس قائمة حزمة مساعدات كورونا التي أقرها الاتحاد الأوروبي. فمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيطاليا يصل إلى 29.6110 لعام 2018، وهي بذلك تقع بذلك تحت المتوسط الأوروبي بفارق بسيط.
صورة من: AFP/P. Cruciatti
إسبانيا والخوف من موجة ثانية من كورونا
بعد ارتفاع كبير في معدلات العدوى بفيروس كورونا، قررت السلطات في كاتالونيا إعادة فرض حظر التجول. لكن إسبانيا بلد سياحي من الدرجة الأولى، فالسياحة تمثل نحو 15 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وبحسب الإحصائيات فإن معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد بلغ 26.440 يورو في 2018، وهو ما يضعها تحت المعدل الأوروبي الذي بلغ نحو 31 ألف يورو.
صورة من: Reuters/N. Doce
السويد: حياة مرفهة مع ضرائب مرتفعة وبدون حظر تجول
حاولت السويد النجاة من جائحة كورونا بدون فرض حظر تجول، وهو ما تسبب في معدلات وفاة مرتفعة نسبياً. تأتي السويد في المرتبة الخامسة بعد لوكسمبورغ، ايرلندا، الدنمارك وهولندا فيما يتعلق بنصيب الفرد من الناتج المحلي والذي بلغت قيمته 46.180 يورو. وبالرغم من الضرائب المرتفعة التي تفرضها السويد، إلا أن سكانها تفوقوا على الفرنسيين في متوسط الأصول الصافية للفرد لعام 2018.
صورة من: imago images/TT/J. Nilsson
هولندا: أداء اقتصادي متقدم وثروة كبيرة
تنتمي هولندا لما بت يعرف بالدول "الأربع المقتصدة". وسميت المجموعة المكونة من هولندا، السويد، الدنمارك والنمسا بهذا الاسم لمعارضتها الشديدة لإقرار حزمة مساعدات مالية لمواجهة أعباء كورونا. وتعد هولندا من الدول الأكثر رفاهية في الاتحاد الأوروبي حسب معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ 46.800 يورو في 2019، ومتوسط أصول صافية للفرد بقيمة 60 ألف يورو في 2018.
صورة من: picture-alliance/robertharding/F. Hall
ألمانيا: دولة غنية سكانها ليسوا بالضرورة أغنياء
نجحت ألمانيا في التعامل مع جائحة كورونا، لكن التبعات الاقتصادية كبيرة: فقد قلت الصادرات، فيما تكافح شركات عديدة لتفلت من الإفلاس. تعد ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ووصل معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي إلى 41.340 يورو في 2019. بيد أن الأصول الصافية للفرد في ألمانيا بلغت 16.800 يورو فقط، اي نصف ما هو موجود في إيطاليا. توماس كولمان/ س.ح