يحتدم الجدل حول القضية التالية الناجمة عن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا: هل يجب أن يستمر السماح للروس بقضاء العطلة في الاتحاد الأوروبي؟ تبرز المعارضة لهذا الاستمرار في ألمانيا قبل غيرها من دول التكتل الأوروبي: "يجب وقف منح تأشيرات العطلات للروس"، هذا ما قالته أندريا ليندهولس، عضو حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ونائبة رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي يوم الاثنين (22 آب/أغسطس 2022) لصحيفة "بيلد" الألمانية.

من جانبه، أعلن المستشار أولاف شولتس وأعضاء آخرون من الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي معارضتهم للحظر الشامل لدخول المصطافين من روسيا.

الحكومة الألمانية ليست الوحيدة في الاتحاد الأوروبي المترددة في هذا الشأن. وترى مفوضية الاتحاد الأوروبي نفسها أمام مشاكل قانونية في هذه القضية وتثير اعتراضات لأسباب إنسانية، خاصة بالنسبة للمعارضين الروس. ومع ذلك، قامت العديد من دول الاتحاد، وخاصة في شرق أوروبا، بتقييد منح التأشيرات للروس وعلقت إصدار ما يسمى بالتأشيرات قصيرة الأجل، التي تمكن السائحين الروس من دخول البلاد دون أي مشاكل. وتقوم تلك الدول اليوم بالدفع باتجاه ما ينتظره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الاتحاد الأوروبي: حل موحد من قبل الاتحاد الأوروبي لمنع السياحة الروسية في الاتحاد الأوروبي.

في الواقع، إمكانيات دخول الروس إلى العديد من دول الاتحاد الأوروبي مقيدة بالفعل بسبب الحظر الجوي المتبادل، إذ لا يُسمح للطائرات القادمة من روسيا بالهبوط في الاتحاد الأوروبي، والعكس صحيح. هذا هو بالضبط سبب دخول عدد كبير من الروس إلى البلاد في الأشهر الأخيرة عبر البلدان المجاورة لروسيا كفنلندا ودول البلطيق وبولندا. وقد أعلنت الحكومات هناك بالفعل أو نفذت خطوات لإنهاء ذلك.

ما هي الدول الرائدة؟

إستونيا

يوم الاثنين كرر وزير خارجية إستونيا أورماس رينسالو طلب الحكومة في الإذاعة الإستونية: "يجب أن نرفع بشكل كبير ثمن العدوان على المعتدين قبل حلول الشتاء. لذلك يجب على المواطنين الروس دفع جزء من الثمن". ودعا الوزير، إلى جانب الحظر الكامل على الطاقة وفرض مزيد من العقوبات على الأفراد، إلى حظر دخول على مستوى الاتحاد الأوروبي للمواطنين الروس.

لم تصدر أقصى دولة في دول البلطيق الثلاثة، إستونيا، تأشيرات أو تصاريح إقامة جديدة للمواطنين الروس منذ وقت ليس بالقريب. منذ يوم الخميس من الأسبوع الماضي، لا يسمح للروس بدخول البلاد، حتى مع تأشيرة صالحة، إلا إذا تمكنوا من إثبات أن لديهم مكان إقامة أو أقارب في إستونيا.

لاتفيا

تدعم الحكومة في ريغا أيضاً تقييد دخول السياح الروس لكل دول الاتحاد الأوروبي. وهي تمنح في الوقت الحاضر تأشيرات دخول للروس لغرض وحيد هو حضور جنازة أحد الأقارب المباشرين في لاتفيا.

ليتوانيا

مثل جمهوريتي البلطيق الأخرتين، علقت ليتوانيا إلى حد كبير إصدار التأشيرات للروس. في الأسبوع الماضي، أوضح وزير الخارجية غابريليوس لاندسبيرجيس سبب دعم فيلنيوس لاقتراح رفض دخول السياح الروس إلى الاتحاد الأوروبي بالكامل: "إن المواطنين الروس يمكنهم الحصول على تأشيرة في أي قنصلية تابعة لدولة الاتحاد الأوروبي والدخول عبر إحدى الدول المجاورة لروسيا من أجل قضاء عطلة في الاتحاد الأوروبي".

الروس يدخلون الاتحاد الأوروبي برا

فنلندا

دولة الشمال الأوروبي، فنلندا، لديها أطول حدود بين أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي مع روسيا. كل يوم يقصد روس الحدود للحصول على تأشيرات قصيرة الأجل للاتحاد الأوروبي. الآن تعتزم الحكومة في هلسنكي الحد من ذلك. وفقاً للقانون الفنلندي، هذا غير ممكن في الواقع، كما أوضح وزير الخارجية بيكا هافيستو. بيد أن الحكومة وجدت الحل عن طريق تقليص ساعات الدوام بحيث يتم إصدار 100 تصريح دخول فقط اعتباراً من أيلول/ سبتمبر بدلاً من 1000 تصريح اليوم. وتعتزم فنلندا تسهيل الأمر على الروس الذين يرغبون في القدوم إلى فنلندا لأسباب وجيهة، مثل العمل أو زيارة أفراد الأسرة.

جمهورية التشيك

بعد أيام قليلة من هجوم روسيا على أوكرانيا، توقفت الحكومة في براغ عن إصدار التأشيرات للروس أولاً ولمواطني بيلاروسيا بعد ذلك بوقت قصير. كما أنها تدعم عملية اتخاذ قرار موحد يمنع دخول السياح الروس إلى كل دول الاتحاد الأوروبي. كرئيسة لمجلس الاتحاد الأوروبي، يمكن للحكومة التشيكية أن تضع القضية على جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد في جمهورية التشيك في نهاية الشهر الجاري.

بولندا

تدعم الحكومة في وارسو اعتماد حظر أوروبي شامل لمنح التأشيرات السياحية للمواطنين الروس. كما تعتزم بولندا اعتماد حل وطني خاص بها لهذا الأمر في الأسابيع المقبلة.

ماذا عن الحالات الاستثنائية؟

الدنمارك

من الواضح أن الدنمارك تخطط لتقييد إصدار التأشيرات للمواطنين الروس على المستوى الوطني، لكنها تريد أيضاً أن تتخذ الدول الأعضاء الأخرى نفس الخطوة: "ما تقترحه إستونيا معقول. في النهاية، يكفي من الناحية النظرية لدولة ما أن تصدر تأشيرات شنغن للمواطنين الروس دون تردد لتمكينهم من السفر في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي"، علق وزير الاندماج الدنماركي كار ديبفاد.

هولندا

علقت هولندا إصدار التأشيرات قصيرة الأجل في نهاية نيسان/ أبريل بعد طرد العديد من أعضاء السفارة الهولندية في موسكو من البلاد، لكنها تعطي بعض الاستثناءات "لأسباب إنسانية قاهرة". كما أن التأشيرات طويلة الأجل معفاة من الحظر.

يان د. فالتر/ خ.س