1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أي فرص لصباحي في قيادة المعارضة في مصر؟

مصطفى هاشم - القاهرة٥ يونيو ٢٠١٦

بعد غياب طويل عن الساحة السياسية بدأ حمدين صباحي، المنافس الوحيد للسيسي في انتخابات الرئاسة 2014 في الظهور بمواقف معارضة لسياسات النظام الحالي. فهل يود صباحي استغلال الضغوط السياسية الحالية على السيسي لقيادة معارضة ضده؟

Sabahy hält Rede bei Wahlkonferenz
صورة من: M. Hashem

في انتخابات الرئاسة 2014 حصل صباحي على نحو 800 ألف صوت أي بنسبة 3.3 بالمائة من مجموع أصوات الناخبين، علما أنه حصل في انتخابات 2012 ،التي خاضها 13 مرشحا، على 4 ملايين و800 ألف صوت ، أي بنسبة 20.7 بالمائة.

شعبية السيسي تتراجع... وصباحي يعود

بعد الانتخابات الأخيرة اختفى صباحي عن المشهد السياسي لنحو عام ونصف، ثم بدأ في الظهور من خلال مبادرة لتشكيل معارضة مدنية تحت شعار "لنصنع البديل" والتي كان قد أعلن عنها في مارس الماضي. وخلال لقاء تليفزيوني في برنامج "العاشرة مساء" انقطع عنه البث على الهواء بعد هجومه الشديد على النظام الحالي.

مع انخفاض شعبية السيسي، كما يرى استبيان مركز "بصيرة"، بدأ صباحي منذ بداية العام الحالي في الإعلان عن مواقفه المعارضة لسياسات السيسي، وتجلى ذلك في معارضته القوية للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية واعتصامه من أجل الضغط على النظام للإفراج عن أكثر من 150 شابا حكم عليهم بالسجن لأنهم تظاهروا ضد التنازل عن الجزيرتين، ثم تضامنه مؤخرا مع مجلس نقابة الصحفيين، حيث أحيل ثلاثة منهم، وعلى رأسهم نقيب الصحفيين على المحاكمة العاجلة على خلفية أزمة اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين.

وحول قرار النيابة بتقديم المستشار هشام جنينه للمحاكمة العاجلة بتهمة نشر أخبار كاذبة عن حجم الفساد في البلاد، قال صباحي على صفحته على فيس بوك: " #هشام_جنينة يقضى هذه الليلة محتجزا.. ليلة أشد حزنا وظلما وظلاما... وكلما اشتدت الظلمة اقترب نور الصبح الطالع... الذين يحتجزون الأحرار يعجزون عن احتجاز الفجر".

حمدين صباحي المرشح والمنافس الوحيد للسيسي في انتخابات الرئاسة 2014 (أرشيف)صورة من: DW/A.Wael

ما هي فرص صباحي في قيادة معارضة قوية؟

بالرغم من أن صباحي كان قد أعلن في 12 أبريل الماضي أنه لا يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة لعام 2018، وتأكيده أن قراره هذا نهائي ولا رجعة فيه، فإن الباحث السياسي عمار علي حسن يرى أنه حين تدور عجلة السياسة تتغير الرؤى والتصورات، وربما يراهن حمدين على أن الدعايات المضادة التي رافقت مساره وقلصت من فرصه قد يتراجع تأثيرها، حيث قد يستيقظ الناس ليعلموا أنها كانت مقصودة لتفريغ الساحة من المنافسين.

ويضيف الباحث حسن أنه "بمرور الوقت وتماسك خطاب صباحي وقدرته على إقناع عدد كبير من الجمهور أصبح الحصان الأسود، وقد ينتظر أن يدفع به دفعا في لحظة معينة".


ويرى المحامي طارق نجيدة المستشار القانوني السابق لحمدين صباحي وأحد أصدقائه المقربين، أنه لا توجد حياة سياسية في مصر حاليا، ويصور الوضع قائلا: "لا تحدثني عن مباراة تجد فيها لاعبين يقدمون عرضا مقبولا وليس هناك تدريب ولا حتى ميدان للعب.. كلهم على مقاعد المتفرجين".. ثم يضيف "لا توجد فرصة لأحد للظهور ولن تكون هناك فرصة سواء لصباحي أو غيره في ظل هذا الوضع السياسي.. نحن ممنوعون من مخالطة الجماهير، وممنوعون من عقد مؤتمر جماهيري أو حتى صياغة بيان وتوزيعه على الناس.. هذه كلها تعتبر إجراما سواء بقانون التظاهر الذي يمنع الإحتجاج أو من باب: "البلد مش فاضية : إما محاربة الإرهاب أو تعطيل عجلة الإنتاج".

احتجاجات بعد اقتحام الأمن لنقابة الصحفيينصورة من: picture-alliance/Zumapress/A. Sayed

وحول سؤالنا عن ندرة ظهور صباحي في حوارات ولقاءات تليفزيونية يرد المحامي طارق نجيدة بسخرية قائلا "عندما يُطلب يَذهب لكن تُقطع عليه الكهرباء، ويتبع ذلك حملة ضده".

"مصر تحتاج معارضة قوية لتفرز مرشحا"

ويضيف المحامي نجيدة قائلا: "صباحي لا يطرح نفسه كقائد ولا كرمز ولا يريد أن يقود معارضة وهذه معلومة وليس تحليلا... وهو يرى أن مصر تحتاج إلى حزب قوي له رؤية وسياسات وبرامج واضحة... وفي مبادرة نصنع البديل نطرح سياسات بديلة ... المسألة ليست من يحكم ولكن كيف يحكم".

الكاتب أيمن الصيادصورة من: Privat

ويؤكد الباحث السياسي عمار علي حسن أنه كلما تراجعت شعبية السيسي إلا وفقد الشباب الأمل وحينها يبحثون عن بديل، لكن في الوقت ذاته يرى أن تعاظم دور صباحي سيكون مبنيا على دعم حركات سياسية وشبابية وشبكة مؤسسات المجتمع المدني، وهو ما يبحث عنه صباحي حاليا" ويضيف عمار علي حسن: "صباحي يعمل الآن بشكل أفقي وليس بشكل رأسي كما كان في السابق، إذ يعمل على تكوين قواعد من الممكن أن تفرز معارضة قوية قد تفرز مرشحا معارضا"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن صباحي ومن حوله يرفضون التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين، بل ويرون أن أي تنسيق معهم قد يكون انتحارا سياسيا.

وعن احتمالات التغيير يقول الكاتب أيمن الصياد لـDW: " لا أحد يستطيع أن يتنبأ بأن هناك تغييرا في المدى المنظور. فالمراقب السياسي يلاحظ أن الأوضاع ليست كما يريد البعض عرضها... الاستقرار غائب. والذين يراهنون على أن آلة القمع يمكن أن تأتي بالاستقرار، لم يقرأوا جيدا درس يناير، ولا يعرفون كيف يمكن أن يفكر شباب جيل جديد".

ويضيف المتحدث قائلا: " إن الذين يعتمدون على تخويف الناس من نموذج سوريا والعراق، ينسون أن الاستبداد والتمييز وغياب العدالة والمساواة كانت كلها عوامل مهدت الطريق إلى ما وصلت إليه سوريا والعراق واليمن. الاستبداد لا يحمي الدولة. بالعكس الاستبداد هو الطريق الضامن للدولة الفاشلة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW