1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إبداع أم سرقة أدبية: هذا هو السؤال!

٢٤ فبراير ٢٠١٠

ما الحد الفاصل بين السرقة الأدبية والاستلهام الفني المشروع؟ هذا هو السؤال الذي يشغل ألمانيا منذ أسابيع، بعد النجاح الكبير الذي حققته الشابة هيلينه هاغيمان التي نقلت في روايتها الأولى مقاطع بأكملها من أعمال أخرى.

الكاتبة الشابة هيلينه هاغيمان، (18 عاماً)، التي استمتعت بالشهرة قبل أن يفضح أمرها وتصبح ربما أشهر من ذي قبلصورة من: Verlag Ullstein

رغم أنها لم تتم الثامنة عشرة إلا قبل أيام، رغم ذلك، فقد أصبحت الكاتبة هيلينه هاغيمانHelene Hagemann منذ أسابيع هي الشغل الشاغل للصحافة الأدبية في ألمانيا، بعد أن نشرت روايتها الأولى بعنوان Axolotl Roadkill. احتفى نقاد الأدب بهذه الرواية احتفاء كبيراً، وسرعان ما احتلت مكان الصدارة في قوائم أفضل المبيعات في ألمانيا، بل وتم ترشيح الرواية لجائزة الكتاب التي يمنحها معرض لايبتسغ في الربيع من كل عام، واستطاعت الرواية أن تشق طريقها وسط مئات من الإصدارات الجديدة حتى وصلت الآن إلى القائمة القصيرة التي لا تضم سوى ستة أعمال.

ولكن سرعان ما اكتشف النقاد والقراء أن أجزاءً من روايتها الشبابية الصادمة منقولة بالحرف الواحد من أعمال كتاب آخرين، دون أن تشير الكاتبة إلى ذلك بالطبع. ومن بين الكتاب الذين نقلت عن أعمالهم مالهول لوري وكاثي آتشر ودافيد فورستر والس. ولكن لم تكن تلك "الاقتباسات الطفيفة" هي سبب الضجة الكبيرة. لقد قامت هيلينه هاغيمان بنقل ما يصل إجمالاً إلى نحو 20 صفحة من المدوّن الألماني الذي يحمل اسماً مستعاراً هو "أيرين"، وتحديداً من روايته المجهولة إلى حد كبير بعنوان "شتروبو".

"اقتباس" عشرين صفحة؟

الرواية مثار الجدل للشابة هيلينه هاغيمان

اعترفت دار النشر "أولشتاين" التي طبعت رواية هاغيمان بهذه السرقة، وأضافت في الطبعة الجديدة الرابعة قائمة في آخر الكتاب تضم كل العبارات التي "اقتبستها" الكاتبة الشابة. ولكن هل ترفع هذه القائمة تهمةَ السرقة الأدبية عن هيلينه هاغيمان؟ وما هو الحد الفاصل في الأدب بين السرقة الأدبية والنقل عن الآخرين، وبين التناص وإدماج عبارات من أعمال أخرى في النص الأدبي؟ "الكتابة الأدبية ترتكز دوماً على القراءة"، يجيب الكاتب رولاند كوخ الذي يدّرس في جامعة زيغن مادة "الكتابة الإبداعية"، ويضيف قائلاً: "الأساس هو القراءة، وكل ما أقرأه يدخل في يوم ما فيما أكتبه أيضاً. ولكن أن يجلس كاتب ونسخ صفحات بأكملها حرفاً حرفاً، فهذا بالطبع شيء سخيف ومُخجِل."

أين تنتهي حرية الفن، وأين تبدأ سرقة الأفكار؟

ضمن توماس مان روايته "دكتور فاوستوس" نصوصاً اقتبساها من آخرين، غير أنه أشار إلى ذلك في كتاب مستقلصورة من: AP

الكتابة كشكل فني تقتبس دوماً مما سبق وكتبه الآخرون، هذا ما يؤكده كوخ الذي يستشهد بآراء الكاتب المشهور رولان بارث: "لم يعد هناك وجود للكاتب العبقري الذي يبدع كل شيء. لقد أصبح الكاتب يأخذ ما يكتبه من وسائل الإعلام ومن حياته اليومية، ومما يقرأه ويسمعه ويراه. لقد كتبتُ على سبيل المثال قصة قصيرة بعنوان "الليالي المضيئة". وهناك رواية لدوستويفسكي تحمل العنوان ذاته. كما أن قصتي وثيقة الصلة برواية الكاتب الروسي، فالمناخ والأجواء والشخصيات والمكان كلها متشابهة. لكن قصتي ليست سرقة للرواية، بل استلهام لما كتبه دستويفسكي."

وبالفعل، يضم تاريخ الأدب قائمة طويلة من الأدباء المشهورين الذين اقتبسوا مما كتبه زملاء لهم. غوته مثلاً استلهم بعض الأفكار عن صديقه شيلر، بل إن توماس مان ألّف كتاباً بأكلمة عن النصوص التي اقتبسها من آخرين واستخدمها في روايته "دكتور فاوستوس". لقد زالت حدود كثيرة في عصر ما بعد الحداثة بين الاقتباس المشروع والسرقة المشينة؛ رغم ذلك فإن السؤال ما زال مطروحاً: أين تنتهي حرية الفن، وأين تبدأ سرقة الأفكار؟ هذا السؤال ليس جديداً، ولكنه بات مطروحاً بشدة بعد رواية هيلنيه هاغيمان التي اقتبست مقاطع بأكملها من كتب وأفلام وأغانٍ. الفارق – يقول أهل القانون – هو في ذكر المصدر أو إغفاله: من يستشهد بأقوال الآخرين ويقتبس عنهم، لا بد أن يشير إلى المؤلف الأصلي. وهذا – تحديداً - هو ما لم تفعله الكاتبة الشابة هيلنيه هاغيمان.

الكاتبة: غيزا فونك/ سمير جريس

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW