1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إتقان اللغة الألمانية يبدأ بتشجيع الطفل على التحدث بلغته الأم

مايكه نابر٢٢ فبراير ٢٠٠٦

غالباً ما يقع أبناء المهاجرين في مأزق صعب، فبعضهم لا يتقن الألمانية ولا يستطيع حتى التحدث بلغة والديه الأصلية على نحو صحيح. ويرى المختصون أن ذلك يأتي نتيجة عدم تقدير الوالدين لأهمية تعلم أبنائهم للغتهم الأم منذ الصغر

صورة من: dpa

في سن الطفولة يسهل على المرء تعلم عدة لغات في آن واحد. وفي الماضي كان الرأي السائد هو أنه من الواجب حث المهاجرين المقيمين في ألمانيا على تعلم والتحدث باللغة الألمانية. أما اليوم فقد تغير الوضع بعد أن اتضح للمختصين أن للغات المهاجرين الأصلية، كالعربية أو التركية قيمة قصوى، فبدون إجادة اللغة الأم لا يمكن أن يتعلم المرء لغة أجنبية على نحو صحيح، كما يؤكد علماء اللغة. ويذهب البعض إلى أنه ينبغي أن يتعلم الأطفال ذوي الأصول الأجنبية اللغة الألمانية بجانب لغات آبائهم وأمهاتهم الأصلية. ويرى علماء اللغة في ذلك الطريقة المثلى لإتقان اللغة الألمانية.

عملية تلقائية

الأطفال أمل المجتمع ومستقبلهصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

اللغة هي هبة الطبيعة للإنسان. "وفي مرحلة الطفولة تأخذ عملية تعلم اللغات طابعاً تلقائياً"، كما تقول البروفسورة روزماري تراسي من مركز التعدد اللغوي بجامعة مانهايم الألمانية. فعندما يسمع الطفل الصغير لغة ما لا يسعه إلا أن يقوم بالتعامل معها فكرياً. ويشكل سن الثانية والثالثة لدى الأطفال مرحلة وضع "حجر الأساس للمهارات اللغوية"، على حد تعبير البروفسورة تراسي. والسؤال الهام هنا كيف يمكن أن يرفع المرء من مستوى إتقان اللغة الألمانية لدى الأطفال الذين يتكلمون منذ حداثتهم لغة أخرى؟ "لا ينبغي على أي حال الاهتمام بتعلم الألمانية على حساب اللغة الأصلية. ففي أسوء الظروف لن يستطيع الأطفال تحدث أي اللغتين على نحو جيد. من الواجب أن يتعلم الأطفال لغة والديهم أيضاً، ويجب ألا يظن المرء أنه بذلك يحمل الأطفال فوق طاقتهم، لاسيما وأنه من الممكن أن يتعلم المرء في سن الطفولة عدة لغات بسهولة"، على حد قول البروفسورة تراسي.

تقصير من الآباء والأمهات

تعلم اللغة يبدأ في محيط الأسرةصورة من: dpa - Bildfunk

يتعلم أبناء المهاجرين في ألمانيا لغتهم الأم غالباً في محيط الأسرة، لذلك فإنه من المهم أن يأخذ المرء هذه الإمكانية بعين الاعتبار وأن يهتم بمستوى التحصيل اللغوي لدى الأطفال في بيت الأسرة. في بعض أسر المهاجرين لا يتحدث الآباء والأمهات اللغة الأصلية كثيراً مع أبنائهم، كما أنهم لا يحرصون على توسيع المدارك والمفردات اللغوية للطفل عن طريق سرد الحكايات المثيرة لاهتمام الطفل باللغة الأم. وفي هذه الحالة لا يكون لدى الطفل أي دافع لتحدث اللغة الأم وتنمية مهاراته فيها. الكثير من الأمهات ذوات الأصول الأجنبية لا يعرفن قيمة الحديث مع أطفالهن منذ الصغر. وبعد إجراء دراسات ميدانية أكدت ذلك ينصح المختصون الأمهات بتخصيص وقت أطول لأطفالهن من أجل تصفح الكتب المصورة معهم و تدريبهم على استخدام اللغة الأم في حياتهم اليومية. ومن خلال ذلك يستطيع الأطفال تعلم كلمات ومفردات ومصطلحات عديدة.

مشروع للأمهات

اللغة الأم: اسم على مسمىصورة من: AP

ونظراً لأهمية إثارة فضول الأطفال وتشجيعهم على تعلم اللغة الأم قامت انجه شتاين شتراسر واندريا فيت مديرة قسم اللغة الألمانية والاندماج بالمدرسة الشعبية العليا في مدينة بون الألمانية بتأسيس مشروع "روك زاك" Rucksack في شهر كانون الثاني/يانير 2006. ويهدف هذا المشروع إلى إرشاد الأمهات ذوات الأصول الأجنبية إلى كيفية تشجيع أطفالهن على تعلم اللغة من خلال اللعب. وفي ورش عمل يتم التأكيد على أهمية إشراك الأطفال في الحياة اليومية للأسرة من خلال شرح الأمهات ماذا يقمن بعمله كل يوم كالطبخ والخبيز، وغيرهما من الأعمال المنزلية. بالإضافة إلى ذلك يتم تلقين الأمهات طرق الإطلاع على الكتب المصورة والغناء لتشجيع الأطفال على تحدث اللغة الأم.

اللغة الأم مصدر للإثراء

أبناء المهاجرين مصدر لاثراء المجتمع الألمانيصورة من: dpa

ومن المنظور العلمي، فإن تشجيع تنمية المهارات اللغوية لدى أطفال المهاجرين الأجانب سهل للغاية. فهو يكمن في يتم من خلال تشجيع الأطفال في البيت والمدرسة على أن يتحدثوا لغتهم الأم بقدر أكبر. "لقد حان الوقت لكي يكف المرء عن النظر إلى التعدد اللغوي في عائلات المهاجرين كما لو كان عائقاً أما الاندماج في المجتمع، إذ أنه يشكل على العكس من ذلك إثراءً للمجتمع. ففي الحياة اليومية يتعامل المرء مع لغات مختلفة. وفي مجتمعنا يعيش أناس يتحدثون بعدة لغات. أوروبا تحتاج إلى هؤلاء، لذلك فعلينا أن نحافظ على مصدر التعددية اللغوية الكامن في مجتمعاتنا."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW