1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إجرام "داعش" بحق الكرد يفجر موجة رفض ضد العرب

عامر عبد السلام- أربيل٢٣ أغسطس ٢٠١٤

تتعالى أصوات الأكراد المنادية بطرد العرب الفارين من ويلات الحرب الدائرة في العراق إلى المناطق الكردية. ووضع بعض الأكراد صورة موحدة على مواقع التواصل الاجتماعي ترمز إلى رفض وجود العرب في المدن الكردية.

صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP/Getty Images

يسخر الشاب أحمد، الذي فر من ديالى إلى شمال العراق، وهو يجلس في مقهى شعبي عند قلعة أربيل، من التظاهرة التي خرجت قبل أيام قلية ونادت بطرد العرب من إقليم كردستان، ويقول لـ DW عربية: "نعم هناك دعوات لطرد العرب من الإقليم، بعد معارك تنظيم "داعش" مع قوات البيشمركة الكردية"، مشيراً إلى أنه معتاد على زيارة أربيل أيام العطل، قبل ظهور "داعش"، هرباً من الميليشيات الإيرانية المسيطرة على منطقته.

"داعش" ونشر الأفكار المتعصبة

ومع أنه سوري الأصل، إلا إن جنسيته العراقية تسببت للمهندس عمر الفحام بتلقي الإهانات العنصرية مؤخراً، وقال: "أنا هنا منذ سنة ونصف السنة، وكنت أسمع بعض التعليقات سابقاً، ولكنها بقيت فردية، ولم اكن مهتما بها بسبب ثقتي بنفسي وبعملي في خدمة الإقليم، فأنا أعمل في منظمة تخدم المجتمع في كردستان. وكوني محب للشعب الكردي وأحترم نضالاته وأتفهم معاناته، كنت أواجه تلك المواقف بثقة وعدم مبالاة"، مبدياً أسفه في جعل هجمات "داعش" أرضاً خصبة لبعض العنصريين في نشر أفكارهم، ومؤكداً على أن التوتر السياسي جعله يجد نفسه فجأة ضمن أجواء القلق.

ويستغرب الفحام من علاقة "داعش" بالعرب، معتبراً أن "داعش" تنظيم عالمي إسلامي متشدد يضم العديد من الأعراق والجنسيات ومنهم بعض الأكراد، متسائلاً عن علاقة داعش بالمواطن البسيط الذي هرب فقط كي يمارس حياة طبيعية؟ ويعترف الفحام بأنه سمع متظاهرين يطالبون بطرد العرب العراقيين من إقليم كردستان، حين نصحه صديق كردي أن يلزم المنزل، إلا أنه اعتبر كلام الصديق مبالغا فيه. وأكد أن قرار حكومة الإقليم بمنع مثل تلك التظاهرات منحه بعضاً من الطمأنينة.

وشهد الأسبوع الماضي تفاقم الدعوات الكردية لطرد العرب، حيث نظم بعض الشبان تظاهرات في أربيل والسليمانية تطالب بإخراج العرب، إلا إن وزارة الداخلية في الإقليم أصدرت أوامر اعتقال لأي شخص يشارك في تلك النشاطات أو يساهم في التحريض ضد العرب، وهددت باتخاذ إجراءات قانونية بحقه.

الخوف من خلايا نائمة لـ "داعش"

عبد الكريم نجاة يشعر بعودة شريط الذكريات أمام عينيه، كونه شاهدٌ على مجزرة حدثت في قريته شمال دهوك، ويقول لـ DW عربية: "لم تكن أياماً سعيدة، وآثار تلك المذابح لاتزال في قلبي". والأقسى من ذلك اكتشافه مؤخراً أنه ليس الابن الحقيقي للعائلة التي قامت بتربيته، وأن والداه كانا من ضحايا حملة الأنفال التي شنها صدام حسين ضد السكان المدنيين في كردستان.

قوات من البيشمركة الكردية في طريقها إلى سد الموصل لمواجهة تنظيم "داعش".صورة من: A.Al-Rubaye/AFP/Getty Images

ويضيف نجاة الذي يرفض الحديث بالعربية مع أنه يتقنها: "كانت جريمة بكل المقاييس، وما نعيشه اليوم ليس سوى نتاج تلك التضحيات، ولسنا مستعدين للعودة إلى الوراء". ويتساءل نجاة، ما الذي يضمن أن لا يحمل العرب المؤيدون للدولة الإسلامية السلاح ضد الكرد؟ مبدياً تخوفه من وجود "خلايا نائمة" تابعة لتنظيم داعش من ضمن العرب النازحين إلى المدن الكردية. ويبرر هوار شريف (طالب) دعوته إلى المظاهرة المطالبة بطرد العرب من إقليم كردستان باتهامه للعرب الساكنين في المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى، ككوير وسنجار، بمساعدة "داعش" في الاستيلاء على تلك المناطق ونهب بيوت الإيزيديين والمسيحيين والكرد الهاربين من داعش، بحسب معلومات.

وقام العديد من الأكراد بتبديل صورهم الشخصية على موقع الفيسبوك إلى صورة موحدة تتكون من صورة مجهولة لشخص يلبس العقال العربي وأمامه علامة حمراء ترمز لعدم الرغبة بوجوده.

أصوات خارجة عن المألوف

من جانبه اعتبر رئيس فرع السليمانية لنقابة صحفيي كردستان كاروان أنور، أن الأصوات التي تنادي بطرد العرب خارجة عن المألوف، وأن الفئات التي تظهر التعصب القومي موجودة في كل الأمم والشعب الكردي لا يخلو من وجود تلك العناصر الشاذة، التي تطالب بمحاربة بقية الشعوب في لحظة الغضب والاستياء.

آلاف المدنيين فروا من المدن العراقية إلى إقليم كردستان هربا من الحروب.صورة من: REUTERS

وعلق أنور على التظاهرة قائلاً في تصريح لـDW عربية: "التاريخ الكردي مليء بقصص التعايش السلمي مع شركائهم، عشنا مع العرب والترك والفرس والطوائف ومع جميع الأعراق"، لافتاً إلى أن الشعب الكردي غير متعصب قومياً، وأن عدد المتعصبين قليل جداً بشكل لا يؤثرعلى سكان الإقليم.

وأشار رئيس تحرير الموقع الرسمي لإعلام الاتحاد الوطني الكردستاني إلى أن "أغلبية سكان الاقليم قبل سنتين كانوا من الكرد، لكنهم اليوم أصبحوا أقلية بعد لجوء العائلات العربية. والسمة الكردية البارزة تكمن في عدم سؤال الآخر عن عرقه، والكل يعيش في مجتمع متحضر".

وأضاف أنور إن هذه الأصوات تجمعت نتيجة استحضار صورة العربي القومي الذي يكره الأكراد، فتراكم الحقد الدفين تجاه الأقلية العربية عند البعض.

وعن ارتباط الصورة الذهنية للعرب بـ "داعش" قال أنور إن: "داعش لا يمثلون إلا أنفسهم، ومن لجأوا إلى المناطق الكردية هربوا من جحيم داعش. نحن عشنا مع العرب سوية آلاف السنين، وتبادلنا النضال في فلسطين ولبنان"، معتبراً أن "داعش" عبارة عن صناعة عجيبة ليست مألوفة عربياً ولا إسلامياً، وأنهم عصابات تهتم بالقتل والإجرام.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW