إجلاء طاقم سفينة استهدفها الحوثيون وقتلوا عددا من بحارتها
٧ مارس ٢٠٢٤
بعد استهداف الحوثيين لسفينة قبالة ميناء عدن، ما أدى لمقتل ثلاثة من أفراد طاقمها، أجلت البحرية الهندية بقية طاقم السفينة، فيما نفى ملاك السفينة أي صلة لها بإسرائيل أو بالولايات المتحدة.
إعلان
أجلت البحرية الهندية طاقم سفينة منكوبة في البحر الأحمر يبلغ قوامه 20 فردا بعد أن أدى هجوم للحوثيين إلى مقتل ثلاثة بحارة في أول حادث يسفر عن سقوط مدنيين جراء الحملة التي تشنها الحركة اليمنية على طريق الشحن الرئيسي.
وأطلق المسلحون المتحالفون مع إيران صاروخا على سفينة "ترو كونفيدنس" التي ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان أمس الأربعاء على بعد نحو 50 ميلا بحريا قبالة ميناء عدن مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وقال الملاك والمدير في بيان إن سفينة حربية هندية نقلت جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 وثلاثة حراس مسلحين إلى مستشفى في جيبوتي بمنطقة القرن الإفريقي. وأوضح الملاك والمديرون أن اثنين من القتلى فلبينيان والثالث فيتنامي، معبرين عن تعازيهم لأسرهم. كما أصيب فلبينيان آخران بجراح خطيرة.
وأظهرت صور نشرتها البحرية الهندية طائرة هليكوبتر تنتشل أفراد الطاقم من قارب نجاة صغير وسط أمواج متلاطمة وتأخذهم إلى سفينة للبحرية. وظهر بعض الجرحى في قاع قارب نجاة تابع للبحرية حيث جرى إرسالهم لإسعافهم. ونقلوا على محفات للسفينة وظهروا لاحقا والضمادات تغطي أطرافهم أثناء إجلائهم إلى مستشفى جيبوتي. وقالت الشركات في البيان "السفينة تنجرف بعيدا عن البر تُتخذ ترتيبات الإنقاذ".
وتوعدت الولايات المتحدة بـ"محاسبة" الحوثيين بعد مقتل البحارة. وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان نشرته فجر الخميس إنه "تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والمدعومون من إيران باتجاه سفينة أم/في ترو كونفيدينس، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس، أثناء عبورها لخليج عدن".
أزمة البحر الأحمر.. هل فشلت المهمات العسكرية الغربية؟
12:38
ومضى الحوثيون في حملة هجمات متواصلة على السفن في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت اتحادات الشحن العالمية الرئيسية اليوم الخميس إن "الخسائر في الأرواح والإصابات في صفوف البحارة المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضافت أن "تكرار الهجمات على السفن التجارية يسلط الضوء على الحاجة الملحة لجميع أصحاب المصلحة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية حياة البحارة المدنيين الأبرياء ووضع حد لمثل هذه التهديدات".
ويستخدم الحوثيون مجموعة من الأسلحة المتطورة، تشمل صواريخ باليستية و"طائرات مسيرة انتحارية" على الرغم من الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على قواعدهم في اليمن بهدف شل قدرتهم على الهجوم. وطالب ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، وهو اتحاد يقود النقابات المنتسبة ومعترف به على أنه السلطة القائدة للنقل في العالم، بتوفير حماية أفضل. وقال كوتون "لا توجد منطقة توزيع تستحق فقدان حياة البحارة... ندعو الصناعة إلى تحويل مسار السفن للإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح حتى يصبح العبور الآمن في البحر الأحمر مضمونا".
وتمر نحو 23 ألف سفينة سنويا عبر مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن بقناة السويس، وهو ما يمثل نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية. ويتسبب استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول في إضافة نحو عشرة أيام لرحلة السفينة مما يؤخر سلاسل التوريد ويزيد التكاليف. وارتفعت تكلفة التأمين على السفينة بمئات آلاف الدولارات منذ بدء هجمات الحوثيين بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يخاطرون برحلة أقصر مدتها سبعة أيام عبر البحر الأحمر.
وكانت سفينة ترو كونفيدنس تبحر من الصين إلى جدة والعقبة بحمولة من منتجات الصلب والشاحنات. والسفينة مملوكة لشركة ترو كونفيدنس شيبينغ المسجلة في ليبيريا وتديرها شركة ثيرد جانيواري ماريتايم ومقرها اليونان. وقالت الشركتان إنه لا يوجد أي صلة حاليا مع أي كيان أمريكي.
ف.ي/ع.ج.م (رويترز، ا ف ب)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.