إجلاء مئات المهاجرين المحتجزين في جحيم المعارك بطرابلس
٢٦ أبريل ٢٠١٩
واصلت الأمم المتحدة مساء أمس الخميس عملية إجلاء لنحو 350 مهاجرا أفريقيا محتجزا في معسكر في طرابلس بسبب احتدام المعارك بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات حكومة التوافق الوطني برئاسة فايز السراج.
إعلان
أجلت الأمم المتحدة أمس الخميس ما يربو على 350 مهاجرا من مركز احتجاز في جنوب العاصمة الليبية طرابلس حيث تستعر معركة تبادل خلالها مقاتلون من معسكرين متناحرين إطلاق الصواريخ وقصف المدفعية.
وبدأت قوات"الجيش الوطني الليبي" بقيادة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، والمتحالفة مع حكومة منافسة في شرق البلاد، هجوما لانتزاع السيطرة على طرابلس لكنها لم تتمكن حتى الآن من اختراق الدفاعات الجنوبية للمدينة.
وأظهر شريط فيديو نشرته صحيفة الغارديان البريطانية تعرض المهاجرين لإطلاق نار وإصابة البعض بجروح. ويسمع في الشريط أزيز إطلاق النار في محيط المعسكر الذي يحتجز فيه المهاجرون ومعظمهم من الأفارقة.
وأمكن رؤية مجموعة من المهاجرين الخميس وهم داخل حافلات متجهة إلى مركز احتجاز في مدينة الزاوية التي تقع على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة، ليصل إجمالي من تم إجلاؤهم منذ الأربعاء إلى نحو 675 مهاجرا. وجاء المهاجرون من منشأة في منطقة قصر بن غشير الخاضعة لإدارة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس والتي باتت المسرح الرئيسي للمعارك.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان بعد الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع إن المستشفيات تعاني نقصا مزمنا في الإمدادات الطبية مع حدوث انقطاعات للكهرباء وضعف محطات ضخ المياه. وأضاف البيان "من الضروري السماح للمستشفيات والمنشآت الطبية والعاملين في قطاع الصحة ومركبات نقل المصابين بأداء مهامها بأمان".
وقالت منظمة الصحة العالمية على تويتر إن 278 شخصا قتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وأصيب 1332 آخرون.
في غضون ذلك، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الجمعة، أنه يتعين إخلاء اللاجئين والمهاجرين من العاصمة الليبية، طرابلس وحولها، بعد إصابة العديد منهم في إطلاق نار بمركز احتجاز هذا الأسبوع. وأضافت المنظمة أن الإصابات وقعت يوم الثلاثاء الماضي في مركز احتجاز قصر بن غشير جنوب طرابلس، حيث كان يُحتجز 700 شخص.
ودفع الحادث هيئات الإغاثة للإسراع بنقل بعض من هؤلاء في المركز، القريب من منطقة الصراع بين قوى متنافسة تسعى للسيطرة على طرابلس. ونقلت المنظمة 30 شخصا، من بينهم 12 طفلا إلى مركز احتجاز الزاوية. وقالت كارلين كليجر، رئيسة قسم الطوارئ في المنظمة "تدعو المنظمة اليوم مرة أخرى إلى إجلائهم بشكل عاجل وفوري من البلاد". وأضافت المنظمة أن بعض الأشخاص في المركز أبلغوا بأنه يتم مهاجمتهم "بشكل وحشي وبدون تمييز باستخدام أسلحة نارية".
ح.ع.ح/م.س(رويترز/د.ب.أ)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.