عشرات الآلاف يتظاهرون في شوارع برشلونة احتجاجا على إيقاف الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا في ألمانيا. القضاء الألماني يبدأ اليوم بالنظر في طلب إسبانيا تسليم كارليس بوجديمون بعد خمسة أشهر من المنفى في بلجيكا.
إعلان
خرج حوالي 50 ألف شخص إلى الشوارع في مدينة برشلونة الإسبانية، في وقت متأخر من يوم الأحد، وذلك عقب احتجاز الزعيم الانفصالي السابق لإقليم كتالونيا كارليس بوجديمون في ألمانيا. وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشرطة في العاصمة الإقليمية في برشلونة أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في الهواء واستخدمت الهراوات ضد المحتجين.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، نشرت عبر الإنترنت، متظاهرين يرمون أشياء على الشرطة وهم يسيرون من مكتب المفوضية الأوروبية إلى القنصلية الألمانية. وتم القبض على أكثر من 92 شخصاً وأربعة متظاهرين على الأقل. وأصيب سبعة أشخاص في تجمع صغير في مدينة لاردة كما أصيب آخر في تاراجونا.
وقالت منظمة (إيه.إن.سي) الانفصالية واسعة النفوذ، التي دعت إلى المظاهرة: "نحن نطالب ألمانيا بعدم تسليم الرئيس بوجديمون إلى إسبانيا لجرائم مختلقة لأسباب سياسية". ورفع الكثير من المتظاهرين لافتات صغيرة حملت عبارات بالألمانية: "حرروا رئيسنا، ولا تكونوا أعواناً"، فيما رفع آخرون أعلام الاستقلال وماسكات بوجديمون كعلامة على التأييد.
هل ستسلمه ألمانيا لإسبانيا؟
وتم إلقاء القبض على بوجديمون، المطلوب من السلطات الإسبانية بتهم التمرد، بعد عبوره الحدود إلى ألمانيا. وأيد بوجديمون استفتاءً، عُقد في تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، يسعى إلى استقلال كاتالونيا عن إسبانيا. والذي اعتبرته الحكومة المركزية غير قانوني، لكن بوجديمون، الذي كان رئيسا للإقليم وقتها، مضى قدما في عقد الاستفتاء على أي حال. وتم عزل بوجديمون من منصبه نهاية تشرين أول/أكتوبر العام الماضي وفر إلى بلجيكا لتجنب توجيه اتهامات بإثارة الفتنة والتمرد، بينما حلت مدريد الحكومة في كاتالونيا. وتم اعتقال بوجديمون في ألمانيا بناء على مذكرة اعتقال أوروبية.
ومن المنتظر أن يمثل بوجديمون اليوم الاثنين، أمام قاضي تحقيق بالمحكمة الابتدائية المختصة في ولاية شلزفيغ هولشتاين شمالي ألمانيا، من أجل البت في وضعه في سجن الترحيل، أما من سيحدد ما إذا كان ترحيله إلى إسبانيا قانونيا فهي محكمة الولاية العليا في شلزفيغ هولشتاين.
وفي حوار مع موقع "شبيغل أونلاين" نشر صباح اليوم الإثنين (26 مارس/ آذار) قال قاضي الجنايات الألماني مارتين هيغر إنه مقتنع بأن "ألمانيا ليس لديها خيار آخر سوى تسليم بوجديمون للقضاء الإسباني".
ص.ش/ م. س (د ب أ)
مدريد واستقلال كاتالونيا - تاريخ من العلاقات المضطربة
الخلاف حول الاستفتاء بين الحكومة المركزية في مدريد وإقليم كاتالونيا وتاريخ طويل من العلاقات المضطربة بين الجانبين تحولا إلى أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
1932
بعد عام على تأسيس الجمهورية الإسبانية الثانية تم تثبيت وضع إقليم كاتالونيا القانوني عام 1932 بمنحها استقلالاً مؤقتاً.
صورة من: picture-alliance/Prisma Archiv
1939-1975
لكن الدكتاتور الإسباني الجنرال فرانسيسكو فرانكو (1892- 1975)، الذي حكم إسبانيا بالنار والحديد حتى عام 1975، ألغى استقلال كاتالونيا وقمع نظامه أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية واللغة الكاتالونيين، بعد أن خرج منتصراً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
صورة من: picture alliance/AP Photo
1979
بعد وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، منح دستور إسبانيا الديمقراطي الجديد عام 1978 كاتالونيا حكماً ذاتياً، مؤكداً على أن الأمة الإسبانية لا يمكن أن تتجزأ، غير أنها تعترف بحقوق الأقاليم بالإدارة الذاتية.
صورة من: AP
2006
مفاوضات طويلة قادت الحكومة الإسبانية إلى الموافقة على رغبة الكاتالونيين بإعادة إصلاح وضع الحكم الذاتي لإقليمهم، إذ أقر البرلمان الإسباني ميثاق حكم ذاتي لكاتالونيا يعزز سلطات الإقليم المالية والقضائية ويصفه بـ"الأمة".
صورة من: AP
2010
قضت المحكمة الدستورية الإسبانية العليا بإلغاء أجزاء من ميثاق 2006، معتبرة أن استخدام مصطلح "أمة" لوصف الإقليم لا ينطوي على أي "قيمة قانونية" ورافضة الاستخدام "التفضيلي" للغة الكتالونية في خدمات البلدية.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Oesterle
2012
تظاهر نحو 1.5 مليون شخص في عاصمة الإقليم برشلونة من أجل استقلال كاتالونيا وهتفوا "نحن أمة والقرار لنا"، وقادت تداعياتها إلى انتخابات مبكرة في الإقليم فاز فيها مؤيدو الانفصال عن إسبانيا.
صورة من: AFP/Getty Images
2014
في تحد لمدريد، تجري كاتالونيا اقتراعاً رمزياً على الاستقلال، صوت فيه أكثر من 80 بالمئة، أي ما يعادل 1,8 ملايين شخص، لصالح انفصال الإقليم، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 37 بالمئة فقط. حكومة مدريد لم تعترف بالاستفتاء ولم تكن له أي تبعات مباشرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Lago
2015
في انتخابات الإقليم حصلت القوى المؤيدة للانفصال عن إسبانيا على الأغلبية المطلقة في برلمان كاتالونيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/EFE/A. Dalmau
يقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، و تبلغ مساحته نحو 32106 كلم مربع، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا.
صورة من: Imago/Nature Picture Library
العديد من نجوم نادي برشلونة لكرة القدم مثل بيكيه وتشافي ومدرب النادي السابق بيب غوارديولا يدعمون الاستفتاء الإقليم، لكن إدارة النادي لم تؤيد الاستفتاء صراحة، مؤكدة على حق الكاتالونيين بحرية التصويت.