هناك عدد لا يمكن حصره لأولئك، اللذين بدؤوا إجراءات الحصول على تأشيرة سفر إلى أوروبا، إلا أن صعوبة الأمر جعلتهم يغيرون وجهة سفرهم إلي بلاد أخري لا تتبع إجراءات روتينية طويلة لمنح التأشيرات. البعض يعتقد أن صعوبة الأمر ترجع في المقام الأول إلي الإجراءات الجديدة الخاصة بالحفاظ الأمن ومنع وصول الإرهابيين إلي أوروبا.

وكما تقول ايفا كلامت عضوة كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي فإن "العديد من النوابغ أدركوا أنه لا فائدة من المحاولة، وقالوا بعد أن ضاق بهم الأمر: إننا ننتظر منذ شهور طويلة فرصة الحصول على تأشيرة دخول للاتحاد الأوروبي، لكننا نؤثر السفر الآن إلي الولايات المتحدة أو ربما إلى كندا حيث يُرحب بوجودنا هناك وتتوافر فرص البحث العلمي وإمكانيات العمل المختلفة".

نقص كبير

أما ريناته كلوزنير من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي فتعلم جيدا أن ألمانيا بحاجة إلى كفاءات وخبرات أجنبية وهي قلقة بشأن أعداد الجيل الناشئ في الجامعات الألمانية، لذلك فهى تقول أن ألمانيا تعاني من نقص كبير في بعض المجالات كمجال العلوم الطبيعية والبيولوجية والهندسية، وخصوصا إذا ما تعلق الأمر بعدد طلبة الدراسات العليا.

العديد من الدول الأوروبية يشتهر بإجراءات التأشيرة المعقدة. وتعد باحثة علم الأحياء فالنتينا ديميتروفسكا احدى الذين عانوا من تعقيدات إجراءات الحصول على تأشيرة السفر. فبعد أن تم قبولها للعمل في مؤسسة علمية في ايطاليا لمدة عامين تقدمت ديميتروفسكا بطلب الحصول التأشيرة إلى السفارة الإيطالية في مقدونيا، واستغرق ذلك 13 يوماً. بعدها بدأت سلسلة من الطلبات للعديد من المستندات. وعندما سألت ديميتروفسكا عن عدد المستندات المطلوبة منها لإتمام الإجراءات قيل لها: " حوالي 40 مستنداً لضمان نيتك في العودة إلي مقدونيا بعد إتمام فترة العمل مباشرة وعدم الإقامة في ايطاليا إلي الأبد".

إجراءات معقدة

وفي الكتيب الخاص بالسفارة تم تحديد الشروط الأولية للحصول علي التأشيرة ألا وهي وجود سكن ثابت في مقدونيا وأن يكون كلا الوالدين قادرين على الإعالة أن يكون لدى المتقدم بطلب التأشيرة تأميناً صحياً وأن يكون لدية أيضاً رصيداً بنكياً. وبعد شهور طويلة حصلت فالنتينا ديميتروفسكا علي التأشيرة وقالت: "إنني اشعر بالاضطهاد وبالإرهاق! ماذا يعتقد هؤلاء؟ إنني لست لصة أو إرهابية".

لكن الكثير من العقول النابغة أخفق في الوصول إلي أوروبا وخسرت القارة الأوروبية بذلك كفاءات هامة كان من الممكن الاستفادة بها في شتي المجالات، ويبقى السؤال عالقاً: متي سيعي الاتحاد الأوروبي هذه الحقيقة ليعود تدفق الكفاءات العالية إلي القارةالأوروبية بشكل كبير من جديد.