إحدى عجائب الدنيا: الحاجز المرجاني بأستراليا مهدد بالزوال
٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
تسبب ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب الاحتباس الحراري في تدمير مساحة قدرها 700 كيلومتر من الحاجز المرجاني العظيم لأستراليا، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وفق ما توصل إليه فريق من العلماء.
إعلان
قال فريق من العلماء الأستراليين اليوم الثلاثاء (29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016) إن المياه الدافئة حول الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا قد دمرت ثلثي منطقة شعاب مساحتها 700 كيلومتر. يأتي ذلك خلال الشهور التسعة المنصرمة في أسوأ تكلس يسجل بالموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
ويوجه اكتشاف التدمير في شمال الحاجز ضربة قوية للسياحة في المكان الذي أفاد تقرير في 2013 بأنه يدر نحو 5.2 مليار دولار أسترالي (3.9 مليار دولار أمريكي) سنويا.
وفي سياق متصل، قال الأستاذ أندرو بيرد، وهو باحث في جامعة جيمس كوك وشارك في إجراء مسح للشعاب المرجانية، لرويترز عبر الهاتف "إن الشعاب المرجانية تهترئ." وأضاف أن هذا التكلس هو "قطعا" أكبر ما تم تسجيله في أي مكان. ويرجع ذلك إلى مساحة الحاجز المرجاني العظيم الذي يغطي 348 ألف كيلومتر مربع، فهو أكبر حاجز مرجاني في العالم.
ويحدث التكلس بسبب دفء سطح المياه في المحيط وهي ظروف مواتية تدفع الشعاب المرجانية إلى طرد الطحالب منها، ما يؤدي إلى تكلسها. ويمكن للشعاب، التي تتكلس قليلا، التعافي إذا انخفضت درجات الحرارة. وأفاد المسح بأن هذا الأمر حدث بالفعل في الأجزاء الجنوبية من الحاجز، حيث تكون فرص بقاء الشعاب المرجانية حية أكثر.
لقطات رائعة للحاجز المرجاني العظيم
أصبح بإمكاننا التقاط صور من زوايا مختلفة بفضل الطائرات الصغيرة بدون طيار، التي تساعد بتحسين الكثير من البحوث العلمية حول العالم. إليكم صور مذهلة للحاجز المرجاني العظيم، أكبر شعاب مرجانية على سطح الأرض.
صورة من: imago/blickwinkel
تستمتع كارين جويس، وهي عالمة بيئية، أثناء إجراء أبحاثها بالعرض العظيم للحياة البحرية في الحاجز المرجاني العظيم بأستراليا. تُظهر هذه الصورة مشهد بانورامي لجزيرة هيرون من الجهة الغربية.
صورة من: Karen Joyce/James Cook University
تقوم جويس بتجهيز طائرة بدون طيار وضبطها بجهاز التحكم عن بعد وجهاز كمبيوتر. يتم تحميل الصور الملتقطة بواسطة هذه الآلة بعد انتهاء المهمة. تُظهر هذه اللقطة الجزء الجنوبي من سطح الشعاب المرجانية في هيرون وامتداد مياه ويستاري.
صورة من: Karen Joyce/James Cook University
يشكل الحاجز المرجاني العظيم موطناً لعدد هائل من الحيوانات والنباتات البحرية. وتظهر الصورة أعلاه الشعاب المرجانية والطحالب في جزيرة هيرون من ارتفاع 22 متراً، والتي تبدو كلوحة فنية فعلاً. يتم إرسال بث مباشر مما تم تصويره بواسطة الطائرة إلى كمبيوتر جويس، إلا أنه قد يكون بدقة منخفضة.
صورة من: Karen Joyce/James Cook University
على يسار الصورة، من الممكن مشاهدة أسماك القرش تسبح في مسار القوارب بجزيرة هيرون. أما على اليمين، من الممكن مشاهدة الشعاب المرجانية الكثيفة بشكل واضح. تقدم هذه التقنية الحديثة ميزة عظيمة في هذا المجال، إذ أصبح بإمكان جويس مسح مناطق يصعب الوصول إليها أو تعتبر في غاية الخطورة. كما تسمح للعلماء أيضاً بتغطية مساحات أكبر مما يمكن إجراؤه من خلال الغوص.
صورة من: Karen Joyce/James Cook University
بمساعدة الطائرات بدون طيار، أصبح بمقدور العلماء الحصول على معلومات ذات دقة عالية وبتفاصيل أكبر مما تقدمه الأقمار الصناعية. تُظهر هذه الصورة فسيفساء مفصلة بمئات الصور الفردية التي قامت جويس بالتقاطها فوق سطح الشعاب المرجانية في جزيرة هيرون.
صورة من: Karen Joyce/James Cook University
يعاني الحاجز المرجاني العظيم من ابيضاض الشُعب المرجانية على نطاق واسع، حيث تفقد الشعاب ألوانها الزاهية بسبب هلاك الطحالب الملونة التي تعيش بداخلها وتغذيها بعلاقة تكافلية مدهشة، ما يؤدي بالنهاية إلى هلاك الشعاب المرجانية. يحدث ذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة مياه البحار الناتج عن التقلب المناخي. إجراء الأبحاث، كبحث جويس، من شأنه تسليط الضوء أكثر على هذه الظاهرة للوصول إلى الأسباب الكامنة خلفها.
صورة من: imago/blickwinkel
6 صورة1 | 6
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أحجمت عن إدراج الحاجز المرجاني العظيم على قائمتها للمواقع "المعرضة للخطر" في مايو/أيار، لكنها طلبت من الحكومة الأسترالية إفادتها بمستجدات التقدم الذي تحرزه في سبيل حماية الحاجز.
ويقول علماء المناخ إن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو تحبس الحرارة الصادرة عن الأرض مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. وأستراليا من أكبر الدول المسببة لانبعاثات الكربون لاعتمادها على مصانع تعمل بالفحم لتوليد الكهرباء.
وقال تشارلي وود، وهو عالم بيئي في حركة 35 دوت أورغ"، وهي حركة مناهضة للوقود الأحفوري، "تغير المناخ يقتل الحاجز المرجاني العظيم." وأضاف في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "استمرار التعدين وحرق الفحم والنفط والغاز يضر بالمناخ بشكل لا يمكن إصلاحه. إذا أردنا لأطفالنا الاستمتاع بالحاجز المرجاني العظيم لأجيال قادمة، فيجب علينا التحرك الآن لإبقاء الوقود الأحفوري في الأرض."