Mai-Kundgebungen
١ مايو ٢٠١٠لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، شارك آلاف الأشخاص صباح اليوم السبت في ساحة" تقسيم" في العاصمة التركية اسطنبول في تظاهرات حاشدة بمناسبة حلول الأول من مايو/ آبار؛ عيد العمال العالمي. وذكرت وكالات الأنباء أن أكثر من 22 ألف شرطي انتشروا استعداد لهذه التظاهرة التي دعت إليها نقابات وأحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية ويشارك فيها ـ حسب الجهات المنظمة ـ 300 ألف شخص. وكانت السلطات التركية تمنع تنظيم هذه الفعالية السنوية في تلك الساحة الشهيرة، بعد مقتل عدد من الأشخاص في الأول من مايو/ آبار من عام 1977.
النقابات في اليونان تندد بالتقشف الحكومي
وفي اليونان أضاف الوضع الاقتصادي الراهن زخما جديدا إلى حركة الاحتجاجات التقليدية بمناسبة عيد العمال العالمي، إذ تجمع الآلاف في وسط العاصمة أثينا للتنديد بالشروط المفروضة من قبل صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي لمساعدة اليونان على الخروج من أزمته المالية. وينظم عشرات الآلاف من مواطني اليونان اليوم إضرابا في أنحاء البلاد، وهو ما من شأنه تعطيل النقل البحري بين الجزر اليونانية، ونظام السكك الحديدية الرئيسي في البلاد.
وذكرت الأنباء الواردة من العاصمة اليونانية أن المواجهات اندلعت عندما ضرب شبان بعضهم مسلحون بعصي قوات مكافحة الشغب التي نشرت أمام وزارة الداخلية، وأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع قبل أن يتفرق مثيرو الشغب اثر تبادل بعض الشتائم. كما استخدمت القنابل المسيلة للدموع لصد شبان هاجموا واجهات محلات تجارية ومصارف في سالونيكي كبرى مدن الشمال حسبما ذكر مصدر في الشرطة. وكتب على لافتة رفعها ناشطو جبهة النقابة الشيوعية في ساحة سينتاغما في قلب العاصمة "لا تضحيات، على أصحاب المال أن يدفعوا ثمن الأزمة".
وكانت الحكومة اليونانية قد أعلنت أمس عن عدد من الإجراءات لخفض العجز في موازنة الدولة وعلى رأسها خفض الرواتب. كما أعلنت عزمها تنفيذ المزيد من الإجراءات التقشفية ومنها رفع ضريبة القيمة المضافة ورفع سن التقاعد وخصم رواتب العاملين في القطاع الحكومي. وقد انتقدت نقابات العمال هذه الإجراءات التي تعتبر غير مسبوقة في هذا البلد.
وجود أمني مكثف في برلين
أما في ألمانيا فشهدت العديد من المدن انتشار الآلاف من أفراد الشرطة، حيث لا تخرج المجموعات اليسارية فحسب للتظاهر في الأول من مايو/ آيار، وإنما تشارك في تلك التظاهرات أيضا الجماعات اليمينية المتطرفة. ونظرا إلى إن قسما من المؤيدين من الجانبين متأهبين لاستخدام العنف، تعمل الشرطة لمنع أعمال الشغب مثل تلك التي وقعت العام الماضي، خصوصا في العاصمة برلين. وهناك من المتوقع أن يشارك في المظاهرة المنظمة من قبل التيار اليميني المتطرف 3000 شخص، مقابل 10 آلاف من اليساريين الذين يخرجون في مظاهرة مضادة. وتسعى الشرطة إلى إبعاد المجموعتين عن بعضهما لمنع وقوع تجاوزات. وتفيد أول الأنباء الواردة من برلين وقوع مواجهات بين الشرطة وعناصر يسارية في العاصمة قبل مسيرة النازيين الجدد.
وخلال المظاهرات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح اليوم في مدينة هامبورغ، أصيب 14 شخصا على الأقل. وكما قال متحدث باسم الشرطة فإن نحو 150 متظاهرا من اليساريين وضعوا قطع أثاث وألواحا خشبية وقمامة في الشارع وأشعلوا النيران فيها. كما تعرضت عناصر الشرطة للهجوم بالزجاجات الفارغة والحجارة ولحقت أضرار بفرع لأحد البنوك بحسب المصدر نفسه، واستعانت الشرطة برشاشات "الفلفل" وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
دعوات إلى "يوم غضب" في موسكو
أما في روسيا فيشارك اليوم عشرات الآلاف من الروس الشيوعيين والقوميين ومؤيدي الحزب الحاكم في تجمعات حاشدة في أنحاء موسكو احتفاء بعيد العمال، وتخرج حشود كبيرة اغلبها من المتقاعدين في مسيرات في أنحاء العاصمة المختلفة.
ودعا لاعب الشطرنج السابق غاري كاسباروف، أحد اشد منتقدي الكرملين الذي يتزعم حركة المعارضة الديمقراطية (روسيا الأخرى) المؤيدة للغرب، دعا إلى "يوم غضب". وكما جاء في بيان نشره على موقعه على الانترنت "سيصبح الأول من مايو يوم غضب بلا صبغة حزبية وإنما مدنية ويمكن للناس من مختلف المشارب السياسية أن يشاركوا فيه."
ورغم أن الحكومة الروسية سمحت للقوميين الروس الداعين إلى وقف الهجرة بالمشاركة في تجمعات حاشدة إلى جانب الشيوعيين ومؤيدي الكرملين، إلا أنها منعت حزب كاسباروف من الاحتجاجات.
ومظاهرات تجتاح أوروبا
وفي فرنسا نظمت تظاهرات في المدن الكبرى بدعوة من النقابات التي تعتزم الضغط في اتجاه اعتماد إصلاح نظام التقاعد فيما سجلت نسبة مشاركة اقل من تلك في العام 2009. بينما أتسمت التظاهرة النقابية الوطنية المنظمة في روزارنو الإيطالية (جنوب) بأجواء كرنفالية.
أما في مدريد فقد نظمت أيضا تظاهرة خلف يافطة كبرى كتب عليها "من اجل العمل مع حقوق وضمانة لمتقاعدينا". وفي فيينا شارك حوالى مئة ألف شخص بحسب المنظمين في التظاهرة التي تنظم مثل كل سنة أمام مركز البلدية.
(ن ط، ا ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده المخلافي