إختراق واتساب - ميتا تكسب القضية ضد "إن إس أو" لبرامج التجسس
سدوس الجهمي (رويترز)
٨ مايو ٢٠٢٥
بعد معركة قضائية استمرت 6 سنوات، محكمة أمريكية تُلزم شركة "إن إس أو" الإسرائيلية بدفع 168 مليون دولار لميتا، بعد إثبات استخدامها برامج تجسس لاختراق واتساب وانتهاك الخصوصية.
ميتا تنتصر على "إن إس أو" (NSO)، حكم قضائي لصالح الشركة الأمريكية في قضية تجسس على واتساب. الصورة لشعار شركة إن إس أو قرب بلدة سابير جنوب إسرائيل. صورة من: Sebastian Scheiner/AP/picture alliance
إعلان
أصدرت محكمة أمريكية حكماً لصالح شركة "ميتا بلاتفورمز" ، المالكة لتطبيق واتساب، ضد شركة "إن إس أو " (NSO) الإسرائيلية، قضى بتغريم الأخيرة مبلغ 168 مليون دولار، منه 167.3 مليون دولار كتعويضات عقابية و444,719 دولاراً كتعويضات عن الأضرار.
ويأتي الحكم بعد معركة قانونية استمرت ست سنوات، إثر اتهام "NSO" باستغلال ثغرة في تطبيق واتساب لاختراق هواتف المستخدمين باستخدام برنامج تجسس من إنتاج الشركة.
وكانت ميتا قد حصلت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي على حكم يؤكد التهمة.
12:36
This browser does not support the video element.
وفي بيان لها، وصفت ميتا الحكم بأنه "خطوة مهمة نحو تعزيز الخصوصية والأمن"، معتبرة أنه أول انتصار قانوني ضد مطوري برامج التجسس غير القانونية.
من جهتها، صرحت شركة "إن إس أو" (NSO) بأنها "تدرس الحكم بعناية" وستلجأ إلى السبل القانونية المناسبة، بما في ذلك الاستئناف.
"برامجنا مخصصة لملاحقة الإرهابيين والمتحرشين"
تجدر الإشارة إلى أن "NSO" اشتهرت منذ عام 2016 ببرنامجها التجسسي "بيغاسوس"، وتواجه انتقادات واسعة لاستخدام أدواتها في مراقبة نشطاء وصحفيين ومسؤولين في دول مثل السعودية والمكسيك وإسبانيا وبولندا. وتدافع الشركة عن نفسها بالقول إن برامجها مخصصة لملاحقة الإرهابيين والمتحرشين بالأطفال.
وحظيت الدعوى القضائية الخاصة بواتساب - التي تم رفعها في عام 2019 ووصلت في مرحلة ما إلى المحكمة العليا - بمتابعة وثيقة من قبل منافسي "إن إس أو" في مجال تكنولوجيا المراقبة والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين ينتقدون الصناعة.
وقالت ناتاليا كرابيفا، المحامية بمنظمة "أكسس ناو"، إن الحكم يُعد رسالة واضحة بأن شركات التجسس قد تواجه عواقب قانونية، مضيفة أن "NSO" أصبحت رمزًا لقطاع المراقبة المثير للجدل.
وقد كشفت المحاكمة عن تفاصيل حول فريق بحث وتطوير يضم 140 فردًا وميزانية تصل إلى 50 مليون دولار، خُصصت جزئيًا لاكتشاف واستغلال ثغرات أمنية في الهواتف الذكية. وكشف محام للشركة أن من بين عملائها أوزبكستان والسعودية والمكسيك.
ولا يزال الكثير من المعلومات حول أهداف شركة برامج التجسس وعملائها مجهولا، وهو ما يعود لأسباب منها رفض الشركة تسليم الأدلة.
تحرير: صلاح شرارة
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.