عادت ذكريات الهجوم الإرهابي الذي شهدته برلين قبل ثلاث سنوات للواجهة من جديد، بعد قيام الشرطة بإخلاء أحد أسواق الميلاد في ميدان برايتشايدبلاتس في برلين. الشرطة قالت إنها اشتبهت في رجلين لكن هذا الاشتباه لم يثبت.
إعلان
أخلت الشرطة الألمانية مساء اليوم السبت (21 ديسمبر/ كانون الأول 2019) سوق أعياد الميلاد في ميدان برايتشايدبلاس بعد ورود أدلة إليها بوجود جسم غريب يثير الريبة. وفي وقت لاحق قالت الشرطة إنها قامت بإخلاء أحد أسواق أعياد الميلاد في ميدان برايتشايدبلاتس في برلين لاشتباهها في رجلين.
وقالت متحدثة باسم الشرطة إن الشخصين المشتبه فيهما لفتا الأنظار بسبب سلوكهما. وأضافت أن الاشتباه في أحد الرجلين ترتب عليه أمر اعتقال، لكن لم يثبت أي شيء من هذا الاشتباه. ولم تلق الشرطة القبض على أحد جراء هذا الاشتباه.
كما رفضت المتحدثة تأكيد ما ورد في تقرير لصحيفتي "بيلد" و"B.Z" حول اعتقال شخصين على خلفية ما حدث. وكانت صحيفة "B.Z" قد ذكرت أن الشخصين يصنفان كـ "إسلاميين خطيرين".
من جانبه أعلن متحدث باسم شركة السكك الحديدية الالمانية "دويتشه بان" أنه وبسبب العملية التي تقوم بها الشرطة في برلين فإن القطارات لن تتوقف في محطتين قربتين من ساحة برايتشايدبلاس.
وكانت الشرطة قد قالت على موقع تويتر إن احتفالية بكنيسة القيصر فيلهيلم أنهيت قبل موعدها أيضا لهذا السبب. وتابعت الشرطة أن جميع رواد السوق قد غادروا المكان "بهدوء"، وأنها تقوم حاليا بتفتيش المنطقة.
وأعاد التحذير ذكريات الهجوم الإرهابي الذي قام به أنيس عامري قبل ثلاث سنوات، إذ كان سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايتبلاتس شاهدا على هجوم عامري باستخدام شاحنة عام 2016 مما أسفر عن مقتل 12 شخصا. وفي وقت لاحق قتلت الشرطة الإيطالية عامري، الذي فر بعد الحادث من ألمانيا، بالرصاص.
إ.ع /أ.ح (د ب أ، رويترز)
عام على اعتداء برلين- نصب تذكاري وحزن وشعور بالخذلان
أحيت ألمانيا الذكرى السنوية الأولى لاعتداء الدهس الإرهابي الذي ضرب عاصمتها برلين. كيف استحضرت الحكومة الاتحادية هذا الحادث الأليم؟ وهل من خطوات عملية تجاه أسر الضحايا والجرحى؟ وماذا عن الأخطاء والتقصير؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
تدشين نصب تذكاري
أمام ذوي الضحايا والمصابين، أزاح عمدة برلين ميشائل مولر اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2017) وبحضور المستشارة أنغيلا ميركل الستار عن النصب التذكاري للهجوم. وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" فولفغانغ شويبله من بين الحاضرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B.von Jutrczenka
"من أجل الوئام بين جميع البشر"
وحفر على النصب التذكاري النص الآتي: "تخليداً لذكرى ضحايا هجوم 19 كانون الأول/ديسمبر 2016. من أجل الوئام بين جميع البشر". وشهد نهار الثلاثاء عدة فعاليات في ميدان برايتشايدبلاتس، المكان الذي يضم سوق الميلاد، لتكريم الضحايا وهم من ست جنسيات: الألمانية والبولندية والإيطالية والتشيكية والإسرائيلية والأوكرانية.
صورة من: Reuters/F.Bensch
انتقادات واتهامات
تعرضت أنغيلا ميركل للانتقاد لأنها انتظرت عاماً حتى الاثنين (18 كانون الأول/ديسمبر 2017) لاستقبال ذوي الضحايا. جاء ذلك بعد الانتقادات والاتهامات التي وجهتها أسر الضحايا لميركل بالخمول والإخفاق السياسي بعد وقوع الهجوم. عدد كبير من الألمان مقتنعون بأنه كان من الممكن تجنب الاعتداء. وأشارت تقارير كثيرة إلى الأخطاء المرتكبة في ملاحقة أنيس عامري الذي كان يعرف قبل الاعتداء بأنه إسلاموي خطير وتاجر مخدرات.
صورة من: DW/Imtiaz Ahmad
والدة سائق الشاحنة..تشكو من الخذلان
تشكو جانينا أوربان، والدة سائق الشاحنة التي استُعملت في الهجوم، من الخذلان بسبب تجاهل السلطات الألمانية لها كأم فقدت ابنها في الاعتداء.
صورة من: DW/M. Majerski
شتاينماير يعترف بالتقصير
أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن رأيه في أن هناك أوجه تقصير لدى الحكومة والمجتمع في التعامل مع أسر ضحايا ومصابي هجوم الدهس الإرهابي. وقال شتاينماير في خطابه خلال فعالية إحياء الذكرى الأولى للهجوم بحضور عدد من أسر الضحايا إن بعض الدعم الذي تم تقديمه لذوي الضحايا والمصابين جاء متأخراً وظل غير مرضي.
صورة من: Getty Images/J.MacDougall
تدارك الأخطاء
من أجل إيجاد أرضية معقولة في التعامل مع أسر الضحايا عينت الحكومة الألمانية مندوباً لشؤون ذوي الضحايا هو كورت بيك، رئيس وزراء ولاية رينانيا بلاتينا السابق الذي قدم قبل أيام مع وزير العدل الألماني هايكو ماس (الصورة) تقريراً حول ما فعلته الحكومة وكذلك النواقص في تقديم المساعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
تدابير أمنية في أسواق عيد الميلاد
فرضت في سوق الميلاد بميدان برايتشايدبلاتس ببرلين وأسواق أخرى كثيرة في ألمانيا تدابير أمنية مشددة هذه السنة. ووضعت كتل اسمنتية كبيرة لمنع مرور أي آلية. وقبل أيام من الاحتفال بعيد الميلاد، ما زال الزبائن يقولون أنهم متأثرون بهذا الهجوم.
إعداد: م.أ.م