إخلاء فوري لخمسة أبراج في لندن ليلاً خوفاً من اندلاع حريق
٢٤ يونيو ٢٠١٧
بعد تسعة أيام من الحريق الهائل الذي أتى على برج غرينفل وأودى بحياة عشرات الأشخاص، أخلت السلطات البريطانية خمسة أبراج سكنية في شمال لندن بشكل طارئ وفوري.
إعلان
قبيل منتصف ليل الجمعة السبت (24 حزيران/يونيو 2017)، أعلنت بلدية كامدن في لندن ضرورة إخلاء ما مجمله 800 شقة موزعة على خمسة أبراك ضمن مجمع يعرف باسم "شالكوتس استيت" للقيام بأعمال صيانة "طارئة" من الحرائق. إ ذأن الكساء الخارجي لواجهات هذه الأبراج هو نفسه الذي كان مستخدماً في برج غرينفل حيث أوقع الحريق الذي اندلع ليل 13 إلى 14 حزيران/يونيو 79 قتيلاً على الأقل. وتشتبه السلطات في أن الكساء المؤلف من طبقتين من الالومينيوم بينهما مادة البوليثيلين هو المسؤول عن الانتشار السريع للنار على مجمل المبنى.
وشددت المسؤولة في بلدية كامدن، جورجيا غولد، أن إخلاء الأبراج الخمسة "تم بشكل فوري. لم نكن متأكدين من أن السكان في أمان". وأضافت غولد "حريق غرينفيل غيّر كل شيء، ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالمخاطرة". وتابعت أن "المهم هو سلامة الناس بينما نقوم بأعمال طارئة". وأشارت إلى أن أعمال تغيير الكساء الخارجي ستستغرق بين "أسبوعين إلى أربعة أسابيع".
حريق برج غرينفيل يذكي روح التضامن في لندن
01:03
ومع حلول الليل، غادر العديد من سكان برج تابلو منازلهم ومعهم حقائبهم. وقال كايسي اوبونغ رئيس جمعية المستأجرين لوكالة فرانس برس "تلقّينا أمراً بإخلاء المبنى، سأبلغ السكان". وأعرب سكان آخرون عن الاستغراب لصدور أمر الإخلاء في وقت متأخر إلى هذا الحد. وقال أحمد محمد (19 عاما) المقيم في برج تابلو مع والديه وشقيقتيه إن أسرته تبلغت أمر الإخلاء من أحد الجيران. وتابع أحمد "إنها فوضى. كان لدينا خمس دقائق لجمع حاجياتنا. لا أفهم لماذا يطلبون إخلاء 800 شقة بشكل فوري. اشعر بالأمان هناك ولا أعتقد أن المبنى الذي نقيم فيه مهدد".
وأعلنت بلدية كامدن فجر السبت أنها حجزت "مئات الغرف في فنادق" في مختلف أنحاء لندن لسكان ابراج "شالكوتس استيت". وتابعت البلدية "ندعو كل السكان إلى المكوث لدى أصدقاء أو أقارب اذا استطاعوا لكننا سنؤمن لهم مكان إقامة إذا تعذر عليهم ذلك". وأشارت رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، إلى أنها تفكر في سكان الأبراج الذين تم إجلاؤهم وقالت "نعمل مع أجهزة الطوارئ والسلطات المعنية وندعمها لحماية السكان".
والجدير ذكره إن إخلاء أبراج "شالكوتس استيت" يأتي بعد سلسلة من الاختبارات حول السلامة من الحرائق في المباني اعتبرت السلطات أنها غير مرضية خصوصاً في ما يتعلق بالكساء الخارجي الذي وضعه المتعهد نفسه في برج غرينفل. وكانت ماي أعلنت أمام البرلمان أول أمس الخميس أن "الحكومة أمرت بمعاينة الكساء الخارجي لكل المباني" السكنية التابعة للبلديات في مختلف أنحاء بريطانيا. ويقول مكتب ماي إن 600 مبنى على الأقل في انكلترا وحدها استخدم فيها الكساء الخارجي نفسه على غرار برج غرينفل.
خ. س/ ع. ج. (أ ف ب)
مدن مرشحة لتعويض لندن كأهم مركز مالي في أوروبا
الخروج المحتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يكلف لندن خسارة موقعها كعاصمة للمال والأعمال في أوروبا. فما هي المدن المحتملة لخلافة العاصمة البريطانية كمركز للمال والأعمال في القارة العجوز؟
صورة من: Adam Berry/Getty Images
أهمية موقع لندن ستتلاشى
قرابة 350 ألف شخص يعملون في المركز المالي لندن. هذه المدينة تعتبر حتى الآن الخيار الأول للبنوك العالمية، التي يمكنها تسويق منتجاتها في كافة أرجاء الاتحاد الأوروبي، وهي ملزمة في نفس الوقت لاتباع القوانين المالية السارية في بريطانيا، والتي تعتبر أسهل من القواعد الأوروبية.
صورة من: Getty Images
باريس
"تعالوا إلى باريس واغتنموا فرصكم هناك!"، هذا الإعلان كان موجودا على الموقع الإلكتروني لصحيفة الفايننشال تايمز. العاصمة الفرنسية لها مكانة مالية مميزة حاليا، كما كان الرئيس أولاند قد أعلن بأن بلاده ستعمل على تذليل العقبات الضريبية الموجودة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Ehlers
فرانكفورت تختصر الطريق
مدينة فرانكفورت الألمانية هي مقر البنك المركزي الأوروبي وتحتضن أهم بورصة في القارة، تتنافس مع مدينة باريس على استضافة هيئة الرقابة المصرفية الموحدة الموجودة حتى الآن في لندن. المطار الدولي الكبير الموجود في المدينة يختصر الطريق ويقرب المسافات. ولكن العديد من المدراء الماليين الدوليين يعتبرون المدينة مملة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ميونيخ وتجربة جديدة
تسعى مدينة ميونيخ الألمانية أيضا لاحتضان مقر هيئة الرقابة المصرفية الموحدة. وزير مالية ولاية بافاريا ماركوس زودر وجه رسالة لوزير المالية الاتحادي في ألمانيا فولفغانغ شويبله دعاه فيها لأن يضع كل ثقله من أجل نقل مقر الهيئة الأوروبية إلى ميونيخ. وتعتبر هذه المدينة ثاني أكبر مركز مالي ألماني بعد فرانكفورت.
صورة من: AP
لوكسمبورغ: ضرائب منخفضة
ترى حكومة لوكسمبورغ أن عاصمتها هي الأحق لتصبح مقرا لهيئة الرقابة المصرفية الأوروبية. وتستند في ذلك إلى قرار يعود لعام 1965 ينص على نقل كل الهيئات المالية الأوروبية إلى لوكسمبورغ. وبسبب التخفيضات الضريبية والمعاملات الإدارية الميسرة يغري هذا البلد البنوك والصناديق الاستثمارية وشركات التأمين كي تنتقل إلى هناك.
صورة من: AP
أمستردام جذابة للآسيويين
رئيس مجموعة اليورو، الهولندي ييروين ديسيلبلويم، يطرح عاصمة بلده كخيار يمكن اعتماده بعد لندن. وصرح لقناة "إر تي إل" بأن المؤسسات الآسيوية الموجودة في لندن يمكنها التوجه الآن إلى فرانكفورت أو أمستردام. صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية كتبت بأن العديد من الشركات الآسيوية قررت فعلا الانتقال من لندن إلى أمستردام.
صورة من: Jenifoto-Fotolia.com
دبلن وأفضلية اللغة الإنكليزية
في ايرلندا يتم الحديث باللغة الإنكليزية. وهذه ميزة واحدة من بين عدة مزايا تحظى بها العاصمة الايرلندية دبلن. مثل لوكسمبورغ تتميز دبلن بأنها مركز لرؤوس الأموال والصناديق الاستثمارية. عدة شركات تكنولوجية عملاقة مثل غوغل وفيسبوك اتخذت من دبلن مقرا لفرعها الأوروبي. وعموما تدفع الشركات التي مقرها في ايرلندا ضرائب بمستوى 12.5 بالمائة.
صورة من: Imago/S. Görlich
فروتسواف: فرصة للابتعاد عن الغلاء
فقدت لندن الكثير من جاذبيتها، حتى قبل الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي. فقبل سنوات بدأت البنوك بنقل الآلاف من موظفيها إلى مدن أوروبية تتسم بمستويات معيشية أرخص. وفي عام 2007 افتتح بنك كريدي سويس مقرا له في مدينة فروتسواف البولندية. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلن البنك شطب ألفي وظيفة في لندن. يشغل بنك "يو بي إس" السويسري 1600 شخص في مدينة كراكوف البولندية.
صورة من: DW/S. Bartlik
دوسلدورف
لا تقتصر المنافسة بين المدن الأوروبية على اجتذاب المؤسسات المالية فقط، وإنما تسعى أيضا لجذب شركات مختلفة. وتعمل دوسلدورف الألمانية من أجل اجتذاب شركة فودافون للاتصالات وربما نقل مقرها الرئيسي من لندن إليها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Deutzmann/Eibner
برلين
العاصمة الألمانية تسعى هي الأخرى لتكون مقرا لبنك الاستثمار الأوروبي الداعم للشركات الناشئة في أوروبا. والآن أطلقت وكالة متخصصة في برلين موقعا إلكترونيا هدفه الإجابة على كل أسئلة الشركات البريطانية بهذا الشأن، حسب صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".