1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إخوان وسلفيو مصر: علاقة صراع أم تعاون؟

١١ ديسمبر ٢٠١١

يرى بعض المحللين وجود علاقة صراع أحياناً وتعاون في أحيان أخرى لوحظت في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية بين الإخوان المسلمين والسلفيين في مصر، ويتساءلون عما إذا كانت ستتكرر في المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية؟

مظاهرات لأنصار الإخوان المسلمين، صورة من الأرشيفصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

أكدت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في مصر فوز الإسلاميين بأغلبية كبيرة في المرحلة الأولى منها، غير أن "الإخوان المسلمون" حرصوا على التمايز عن السلفيين مؤكدين أنهم يمثلون "الاسلام الوسطي المعتدل" في مواجهة ما يسمى "التشدد السلفي".

ويرى مراقبون أن الصراع والتعاون بين جماعة الإخوان والحركة السلفية في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصرية شكلت نموذجا للسياسة بالمعنى العملي. فوصلت في حالة التعاون إلى إسقاط مرشحي القوى المدنية. أما في حالة التنافر فنشأت مواجهات دعائية بين الطرفين بلغت حدود التكفير. دويتشه فيله رصدت بعضاً من ملامح العلاقة بين السلفيين والإخوان، بالإضافة إلى مستقبل العلاقة بين الطرفين والقوى المدنية، قبل بداية المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية المصرية.

"الحرب بين الإسلاميين لا تفسد في الود قضية"

القيادي الإخواني المعروف عصام العريانصورة من: AP

"لا يشكّل التقدم غير المتوقع للسلفيين في الجولة الأولى للانتخابات أية مفاجأة"، كما يرى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمون. ويرى العريان في مداخلة لدويتشه فيله أنه لا ينبغي أن يتفاجأ أحد في الوزن النسبي لأي من القوى السياسية، وأن على الجميع تدارس هذا الواقع سواء من القوى المدنية أو القوى الدينية.

ويرى عصام العريان أن الشارع وحده بكل توجهاته هو الجدير بالاحترام، وينفي عن جماعته وحزبه ما اعتبره تشويهاً لعلاقة الإخوان المسلمين بالسلفيين، معتبرا التجاوزات بين الطرفين فردية وغير ممنهجة. ويدلل على ذلك بأن الفيديوهات والتصريحات بهذا الشأن تبرهن على أنها تمت في مواقع قليلة وعلى يد ما يمكن اعتباره جمهور للحركتين، وأنها ليست صادرة عن قياداتي الطرفين. ويضيف أنه لم يتبادل أي من قياديي القوتين الاتهامات، واصفا ذلك بالمناخ الطبيعي الذي تعيشه مصر ما بعد الثورة. ووصف "تهنئة السلفيين للإخوان وابتهاجهم بعد هزيمتهم من الإخوان في بعض المناطق مثل (دمياط)، على الرغم مما شهدته تلك الدوائر من تكفير كل طرف للآخر، بأنه يدل على وعي سياسي". ويتابع قوله : " ذلك من أدبيات الصراع الشريف، وهي بادرة لابد من تشجيعها - ليس بين الإخوان والسلفيين فحسب، بل وبين معظم القوى المتنافسة".

ويقول العريان إن المعيار الأول للتعاون المستقبلي بين الطرفين، سواء في المرحلة الثانية من الانتخابات أو تحت قبة البرلمان، بأنه سيكون "خدمة مصر". فالجماعة والقوى السلفية تفكر في مصلحة الوطن بطرق مختلفة، وهذا أمر صحي. فيما يرد على نصيحة القيادي التونسي راشد الغنوشي، الداعية إلى تعاون بين الإخوان والقوى المدنية لمواجهة السلفيين. ويقول العريان بهذا الصدد إنه يحترم القيادي التونسي ولكنه أيضاً يبدي تشككه من هذه التصريحات للغنوشي، خاصة وأن السيد الغنوشي - وفقا لتعبيره - يعلم المثل الشهير:"أهل مكة أعلم بشعابها".

قائمة بمرشحي حزب العدالة والحرية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمينصورة من: DW

"أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي ..."

ومنطلِقاً من نفس التحليل وإنْ اختلف في النتائج، يتحدث الخبير بالشؤون البرلمانية الدكتور عمرو هاشم ربيع عن مشهد المرحلة الأولى للانتخابات قائلا:" المعركة بين الإخوان والسلفيين لا تنتمي إلي تقنية ثابتة. ففي بعض المواقع كان التنسيق مهما، وفي مواقع أخرى كانت المواجهة ضرورية، بدليل وجود مواجهة بين الطرفين في دولة إعادة الانتخابات الخاصة بالمقاعد الفردية". ويستطرد قائلاً :"حيث ظهر جليا قدرة الإخوان على الحشد كجماعة طويلة الخبرة بالسياسة، فيما أرهبت تصريحات السلفيين المتعلقة بمستقبل مصر جزءا من جمهورهم، ناهيك عن خصومهم".

ويرى عمرو هاشم ربيع أن الطرفين حَسَمَا المواجهة في المقام الأول بإخراج القوى المدنية عبر الدعاية ضدها، "باستخدام تصريحات كتصريحات نجيب ساويرس، ممول حزب المصريين الأحرار، التي لا تسيء إلى حزبه فقط، بل وإلى مجمل الكتلة المصرية وباقي القوى المدنية"، بحسب تعبيره، وهو ما ساعد الإخوان والسلفيين على تخطي القوى المدنية.

يرى المراقبون أن شعارات السلفيين أخافت الأقباط الذين صوت بعضهم للإخوانصورة من: AP

ويلفت ربيع الانتباه إلى ضرورة عدم احتساب التجاوزات بين الإخوان والسلفيين. وينوّه إلى أنه صحيح أنه حدث وأن تحالف الإخوان والسلفيون مع مرشح كان قريبا من الرئيس المخلوع مبارك في إحدى الدوائر، وصحيح أن السلفيين أنفسهم دعموا مرشحاً من النظام السابق في الإسكندرية، غير أن القاعدة في التعامل بين الإخوان والسلفيين تتبع قاعدة: "أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، ويرى أنه ليس هناك اتفاق مكتوب بين الطرفين بهذا الشأن.

"الأقباط صوّتوا أحياناً لصالح لإخوان"

ويرى ربيع أن المرحلة الثانية للانتخابات ستشهد استفادة كل الأطراف مما حدث. ويعتقد أن السلفيين يحضّرون مفاجآت للإخوان، ولكن الإخوان مستفيدون من رهبة المجتمع من السلفيين. ويعتقد أن القوى المدنية يجب أن تسقط عن نفسها صفة "التيار المدعوم من الكنيسة"، وأن هناك ضرورة في أن تدافع القوى المدنية عن فصل الدين عن الدولة.

ويتابع ربيع كلامه قائلاً: "فتوجيه الكنيسة ناخبيها علنا للتصويت للكتلة المصرية الممثلة للتيار المدني خطأ كبير، لابد أن ترفضه القوى المدنية. وذلك على الرغم من كون الأقباط أنفسهم صوتوا في الأماكن التي كانت المنافسة محصورة بين السلفيين والأخوان، لصالح الإخوان بمنطق أقل الضررين". ويضيف أن هذا يعني أن الأقباط تحولوا كغيرهم إلى جماعة سياسية واعية بعيدا عن إملاءات الكنيسة.

هاني درويش

مراجعة: علي المخلافي (أ.ح)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW