1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"إدارة الأزمات" ـ هاجس الشركات في معرض هانوفر بألمانيا

١ يونيو ٢٠٢٢

بعد توقف لأكثر من عامين بسبب جائحة كورونا، افتتح معرض هانوفر الصناعي، الأهم في العالم، فيما بدأت الشركات الأوروبية التفكير في طرق أبواب أسواق جديدة، جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا والوباء، لكن الأمر لا يخلو من صعوبات.

يناقش معرض "هانوفر ميسي" القضايا المتعلقة بحماية المناخ والرقمنة
يناقش معرض "هانوفر ميسي" القضايا المتعلقة بحماية المناخ والرقمنةصورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance

 

بأغنية "لا تتوقف" لفرقة فليتوود ماك جاء افتتح  معرض هانوفر  "هانوفر ميسه"، المعرض الصناعي الأكبر في العالم، الأحد الماضي. لم يكن اختيار هذه الأغنية محض صدفة بل جاءت لتواكب التحديات الراهنة التي تفرض على الشركات التفكير بشكل جدي في تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا.

وأمام هذه التحديات الجسام، قد تجد الشركات صعوبة في التفكير في خططها للمستقبل.

وبعد توقف خلال الوباء، افتتح المعرض في مدينة هانوفر بشمال ألمانيا، لكن بنصف السعة التي كان عليها قبل وباء كورونا، إذ تقلص عدد المشاركين في المعرض، الذي كان قبل الجائحة أكبر معرض صناعي في العالم، في ظل غياب أكثر من ألف مشارك صيني بسبب قيود كورونا الصارمة في الصين.

ويبلغ عدد الشركات المشاركة في المعرض قرابة 2500 معظمها شركات ألمانية وأوروبية حيث كان تركيزها على الطاقة في ظل ارتفاع أسعار الوقود وحالة عدم اليقين جراء الحرب في أوكرانياويظهر ذلك جليا فيما تعرضه هذه الشركات من منتجات تدور حول  كيفية استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة واستدامة في ظل الأوقات الصعبة التي تعصف بالعديد من دول العالم.

وفي ذلك، شدد يوخن كوكلر – الذي يعمل في شركة "دويتشه ميسه" التي تنظم المعرض – "بدون مصادر للطاقة، فسوف تتوقف المصانع. إنه شرط مسبق أن تتوفر لديك طريقة مستدامة وموثوقة بها لتوفير مصادر الطاقة على مدار اليوم وعلى مدار الأسبوع .. هذا ما يفرضه الواقع الجديد".

استراتيجيات جديدة للعمل

ورغم أنه يتم الترويج بأن  الرقمنة والأتمتة والذكاء الاصطناعي يُمكن أن يوفر الحلول لمساعدة الشركات في توفير مصادر للطاقة واستخدامها بشكل أفضل ومساعدتها في التعامل مع اضطرابات سلاسل التوريد جراء الجائحة، إلا أن الواقع يضع حدودا للتكنولوجيا الحديثة.

وفي هذا السياق، شدد جورج كيوب، الذي يرأس وحدة التصنيع الصناعية في شركة البرمجيات الألمانية العملاقة SAP ، على أهمية مفهوم "الطبقة المادية"، مضيفا "الرقمنة تعد انعكاسا للطبقة المادية إذ بالتأكيد يتعين توافر وسائل نقل وخطوط إنتاج ومصادر".

وتواجه الشركات في الوقت الراهن العديد من التحديات في مجالات وأصعدة عدة إذ لا يفرض الوضع الجديد تحديدات تتعلق بمصادر الطاقة، بل أيضا يتعلق بكيفية إدارة الأنشطة والعمليات التجارية والصناعية.

تفقد المستشار الألماني أولاف شولتس الجناح الخاص بالشركات التي تعمل على تطوير التكنولوجيا الخاصة بتقليل انبعاث الكربونصورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance

وقد أشار إلى ذلك ثيلو برودمان، المدير التنفيذي للاتحاد الهندسي الألماني، بقوله: "يتعين على الشركات العاملة في مجال التصدير إعادة التفكير في استراتيجيتها". 

وأضاف أن اضطرابات سلاسل التوريد جراء جائحة كورونا قد دفعت العديد من الشركات إلى إعادة النظر في مدى اعتمادها على الموردين الصينيين، مشيرا إلى أن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية تلعب أيضا دورا بارزا في عملية اتخاذ القرارات حيال الشركات والأشخاص الذين يتم التعامل معهم.

وقال إن الحرب في أوكرانيا كشف عن حقيقة مفادها أن الدول غير الديمقراطية مثل روسيا لا يمكن اعتبارهم شركاء تجاريين موثوق بهم .

طرق أبواب أسواق جديدة

وفي ظل عالم متغير، يتعين على الحكومات والشركات الأوروبية أن تكون على أهبة الاستعداد لما وصفه المستشار الألماني  أولاف شولتس  "بواقع متعدد الأقطاب للقرن الحادي والعشرين".

وقد شدد شولتس خلال حفل الافتتاح الأحد الماضي على ذلك، قائلا: "إننا بحاجة إلى أن نجلب معنا البلدان الناشئة والنامية التي باتت مراكز قوة جديدة بفضل ما تملكه من ديناميكيات ديموغرافية واقتصادية".

وفي هذا السياق، قال برودمان إن الحل يتمثل في ضخ استثمارات في عمليات الإنتاج والبحث في مناطق أخرى من العالم لكي تكون "مستقلة وتمتلك سلاسل قيمة مغايرة تماما".

وإزاء ذلك، اتفق ممثلو الصناعات الأخرى على أن الشركات الألمانية من المرجح أن تتجه إلى دول في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا لتنويع سلاسل القيمة الخاصة بها.

وفي ذلك، قال فلفغانغ فيبر من رابطة صناعة الكهرباء والإلكترونيات في ألمانيا، إنه على ثقة من أن الشركات الألمانية  "مستعدة لضخ استثمارات في مثل هذه البلدان".

لكنه شدد على أن الشركات الألمانية ستكون في حاجة إلى دعم الدوائر السياسية لضمان أن تتوافر لها الظروف المثالية للقيام بأعمال تجارية في مناطق جديدة، مضيفا "أنه لأمر غاية من الأهمية أن يتعاون صناع السياسة والصناعة معا لفتح أسواق جديدة في جميع أنحاء العالم".

ورغم دعوة الشركات الألمانية إلى فتح أسواق جديدة، إلا أن حضور شركات من دول يُمكن اعتبارها بأنها توفر "أسواقا جديدة" محدودا للغاية في معرض هانوفر لهذا العام، ما يُلزم على صناع القرارات السياسية بذل المزيد للتعاطي مع واقع جديد متعدد الأقطاب.

تشيبوندا تشيمبيلو / م ع

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW