إدانات دولية لروسيا بعد مرور 400 يوم على غزوها لأوكرانيا
٣١ مارس ٢٠٢٣
أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان الانتهاكات الجسيمة في أوكرانيا بسبب الغزو الروسي. وتوعد رئيس أوكرانيا بمعاقبة مرتكبي مجازر بوتشا في الذكرى الأولى لارتكابها. فيما دعا رئيس بيلاروسيا إلى "هدنة" ومحادثات "بدون شروط مسبقة".
إعلان
أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة (31 مارس/آذار 2023) الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أوكرانيا التي أصبحت "شائعة بصورة صادمة" بعد 13 شهرا على بدء الهجوم الروسي.
قال تورك أمام مجلس حقوق الإنسان، في كل مكان بأوكرانيا "يواجه السكان معاناة وخسائر هائلة وحرمانا وتشريدا ودمارا" مشددًا أيضًا على الآثار المستمرة والعميقة للأزمة على بقية العالم.
"لا تسامح مع مرتكبي مجازر بوتشا"
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الروسية من مدينة بوتشا أن بلاده "لن تتسامح" مع مرتكبي المجازر التي وقعت في هذه المدينة وصارت رمزا "للفظاعات" المنسوبة للجيش الروسي. وبينما تجري التحضيرات لإحياء الذكرى الاولى للانسحاب الروسي، توعد زيلينسكي قائلا "سنعاقب جميع المذنبين".
ومن جهته طالب المستشار الألماني أولاف شولتس بمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب هناك. وكتب شولتس على "تويتر" اليوم الجمعة: "أظهرت فظائع بوتشا قبل عام للعالم ما تعنيه حرب بوتين. الصور لا تزال في ذاكرتي... هذه الجرائم لا يمكن أن تمر دون عقاب. هذا هو السبب في أننا نقف متحدين وراء أوكرانيا. روسيا لن تفوز!".
في 31 آذار/مارس 2022 انسحب الجيش الروسي من هذه المدينة وكل المنطقة الشمالية لكييف، بعد شهر من بدء الغزو بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. بعد يومين من الانسحاب، تكشفت معالم المذبحة. اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بارتكاب فظاعات بعد اكتشاف مئات الجثث في بوتشا ومدن أخرى ومئات القبور بالقرب من إيزيوم و"غرف تعذيب" في مدن تمت استعادتها بحسب كييف.
مرور 400 يوم على الحرب
على صعيد متصل، نجح الجيش الأوكراني في التصدي لعدة هجمات روسية متزامنة على أقسام مختلفة من الجبهة الشرقية، فيما أحيى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذكرى مرور 400 يوم على بدء الصراع أمس الخميس. وأعلن الجيش الأوكراني بأن المناطق القريبة من كوبيانسك وليمانسك وباخموت وأفدييفكا ومارينسك تعرضت لهجمات.
وتصدرت بلدة باخموت في شرقي أوكرانيا الأنباء مرة أخرى، والمتنازع عليها بشدة على مدى عدة أشهر، وفقا لما أعلنته هيئة الأركان العامة في كييف في تقريرها عن الوضع. وأضاف بيان الهيئة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه رغم ذلك، فإن "المدافعين عن مدينتنا يسيطرون بشجاعة على المدينة ويصدون العديد من هجمات العدو".
وبمناسبة مرور 400 يوم على الحرب ضد الغزو الروسي، ألقى زيلينسكي عبر الفيديو كلمة ليلية قاتمة ولكنها تبعث على الأمل. وقال "400 يوم من دفاعنا ضد عدوان واسع النطاق. هذا طريق هائل تحملناه". وتابع أن أوكرانيا نجت في "أكثر الأيام رعبا" عندما بدأت الحرب في شباط/فبراير 2022.
مطالبات بتحقيق بشأن مزاعم ترحيل الأطفال الأوكرانيين قسريا
من جانب آخر، أعلنت الدول الـ 45 الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الخميس أنه سيجرى التحقيق في إطار المنظمة بشأن مزاعم قيام روسيا بترحيل الأطفال الأوكرانيين قسريا. وقالت ممثلة ألمانيا لدى المنظمة جيسا براوتيغام في بيان إن الدول الأعضاء، بالتشاور مع كييف، دعت إلى "بعثة خبراء" للتحقيق في الادعاءات.
وتابعت براوتيغام أن المعلومات التي يتم جمعها ستقدم إلى "آليات المساءلة المتصلة بهذا الشأن" جنبا إلى جنب مع المحاكم والهيئات القضائية الوطنية والإقليمية والدولية. وأضافت "لا يزال لدينا مخاوف بشأن انتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في أعقاب الحرب العدوانية الشاملة التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا، وتحديدا فيما يتعلق بالنقل القسري للأطفال وترحيلهم من قبل الاتحاد الروسي".
وتتهم الحكومة الأوكرانية موسكو بترحيل آلاف الأطفال بشكل غير قانوني من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى روسيا. وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي اعتبر مكتب حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مثل هذه التقارير أنها ذات مصداقية.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في أذار/مارس الجاري مذكرة توقيف ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومفوضة حقوق الأطفال الروسية ماريا لفوفا بيلوفا، بزعم مسؤوليتها عن اختطاف أطفال من الأراضي الأوكرانية المحتلة إلى الأراضي الروسية. وتصر روسيا على أنها نقلت الأطفال إلى مكان آمن بعيدا عن مناطق القتال.
رئيس بيلاروس يدعو إلى محادثات "بدون شروط مسبقة"
من جانبه، دعا رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشنكو الحليف المقرب من الرئيس الروسي الجمعة إلى "هدنة" في أوكرانيا ومفاوضات "بدون شروط مسبقة" بين كييف وموسكو.
وقال لوكاشنكو خلال خطاب إلى الأمة "يجب التوقف الآن، قبل أن يبدأ التصعيد. أجازف وأطالب بوقف للأعمال الحربية". وأضاف "من الممكن، بل من الواجب تسوية كل المسائل الجغرافية ومسائل إعادة الإعمار والأمن وغيرها حول طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة".
وتابع رئيس بيلاروس الذي يحمل الغرب وأوكرانيا المسؤولية عن النزاع، أنه يخشى حربا "نووية" بسبب الدعم الغربي لكييف فيما كان بوتين أعلن سابقا عزمه نشر أسلحة نووية "تكتيكية" في بيلاروس.
وأضاف "أنتم تدركون وتعلمون انه ليس هناك سوى حل واحد: المفاوضات! مفاوضات بدون شروط مسبقة". بيلاروس ليست طرفا مشاركا في النزاع في اوكرانيا لكنها قدمت أراضيها للجيش الروسي في هجومه على العاصمة الأوكرانية السنة الماضية ولشن ضربات بحسب ما تقول كييف. كما أجرت موسكو ومينسك تدريبات مشتركة وأنشأتا تجمعا عسكريا يضم جنودا من البلدين.
بينما استبعد الكرملين الجمعة وقف هجومه على أوكرانيا على الرغم من دعوة حليفه الرئيسي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى هدنة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "بالنسبة لأوكرانيا لا شيء يتغير: العملية العسكرية الخاصة مستمرة لأنها الطريقة الوحيدة لتحقيق الأهداف التي حددتها بلادنا اليوم".
ز.أ.ب/م.س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
في صور.. باخموت مدينة تنزف ..حصن أوكرانيا المنيع أمام روسيا
تحتدم المعارك حول وسط مدينة باخموت شرق أوكرانيا مع تبادل أوكرانيا وروسيا التصريحات بخوض معارك ضارية. الجولة المصورة تسرد قصة المدينة الاستراتيجية منذ بداية الحرب.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
معارك ضارية
مع احتدام المعارك في باخموت شرق أوكرانيا، تبادلت أوكرانيا وروسيا التصريحات بإيقاع خسائر فادحة في صفوف الطرف الآخر..فما قصة المدينة؟ ولماذا تعد حصن أوكرانيا المنيع أمام الروس؟
صورة من: Narciso Contreras/Anadolu Agency/picture alliance
مدينة قبل الكارثة
تعود هذه الصورة إلى ربيع العام الماضي وترمز إلى العائلة والطفولة في باخموت. بيد أنه في مايو / آيار الماضي، اقتربت المعارك من المدينة وتعرضت لهجمات بالمدفعية وغارات جوية من قبل القوات الروسية ما خلف دمارا كبيرا لحق بالكثير من المباني.
صورة من: JORGE SILVA/REUTERS
"فقدنا كل شيء"
تعرضت التجمعات السكنية في شرق باخموت للقصف الروسي للمرة الأولى في ربيع العام الماضي. وبسبب المعارك، نزح الكثير من سكان باخموت ومنهم السيدة هالينا التي قالت للصحافيين وهي تقف أمام منزلها المدمر " لقد شُرّدنا وفقدنا كل شيء وجرى تدمير كل شيء ولا مجال للعودة".
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
عناق أمام أنقاض المدارس
استهدفت الهجمات الروسية المدارس في باخموت. وفي يوليو / تموز الماضي، تعرضت مدرسة للتدمير، لكن لحسن الحظ لم يسفر القصف عن سقوط ضحايا. وأمام أنقاض المدرسة، تبادلت معلمتان العناق وسط حالة من الأسى.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
المباني التاريخية لم تسلم من القصف
خلال القصف الروسي، تعرضت الكثير من البنايات التاريخية في باخموت للتدمير مثل قصر الثقافة وبناية تعود إلى القرن التاسع عشر ومدرسة ثانوية عريقة خاصة بالفتيات. وجرى تدمير الكثير من المباني الحديثة التي تعد أبرز ملامح باخموت.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
النزوح عن باخموت
مع اشتداد المعارك، بقى قرابة أربعة آلاف شخص من باخموت بحلول السابع من مارس / آذار الجاري فيما كان يصل تعداد سكان المدينة قبل الحرب إلى 73 ألفا. وكان ألكسندر هافريس من بين السكان الذين قرروا النزوح عن باخموت حيث توجه وعائلته إلى العاصمة كييف بحثا عن الأمان.
صورة من: Metin Aktas/AA/picture alliance
هدنة هشة
غادر أكثر من 90 في المائة من سكان باخموت والمناطق المحيطة بها. لكن من اضطر إلى البقاء معظمهم مرضى وكبار السن واجهوا ظروفا مأساوية إذ لا يوجد سوى صيدلية واحدة ومحلات تجارية قليلة تفتح أبوابها لساعات قليلة خلال أوقات الهدنة. وعلى وقع ذلك، قدمت منظمات إغاثة ومتطوعون مساعدات إنسانية لمن بقي في باخموت.
صورة من: ANATOLII STEPANOV/AFP/Getty Images
حياة تحت القصف
رغم اشتداد المعارك، اضطر البعض للبقاء داخل باخموت ومنهم هذه السيدة الحامل وزوجها حيث التقطت هذه الصورة لهما أواخر يناير / كانون الثاني الماضي أمام أحد الملاجئ في المدينة. ويحتاج من يريد الدخول إلى باخموت للحصول على تصريح.
صورة من: Raphael Lafargue/abaca/picture alliance
حالة خوف مستمرة
بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، يضطر الكثير من سكان باخموت إلى الاختباء داخل الملاجئ خاصة كبار السن ومنهم السيدة المسنة فالينتينا بوندانيركو البالغة من العمر 79 عاما التي لا تستطيع النظر من شرفة منزلها لفترات طويلة خوفا على حياتها.
صورة من: Daniel Carde/Zumapress/picture alliance
الحياة اليومية في القبو
رغم مغادرة أفراد الأسرة إلى أوروبا، إلا أن نينا وزوجها قررا البقاء في باخموت. وفي ذلك، قالت نينا "لقد اعتدنا على سماع صوت دوي الانفجارات". وأكدت نينا أنها وزوجها لن يغادرا المدينة ما دام الجيش الأوكراني موجودا في باخموت.
صورة من: Oleksandra Indukhova/DW
تدهور الوضع الإنساني
تفاقم الوضع الإنساني في باخموت مع بدء القوات الروسية هجومها في الأول من أغسطس / آب الماضي. وعلى وقع ذلك، تعرضت شبكات الكهرباء والهواتف المحمولة للتدمير بسبب القصف فيما بات الحصول على مواد غذائية أمرا صعبا حتى أن بعض المتطوعين أصيبوا في الهجمات.
صورة من: Diego Herrera Carcedo/AA/picture alliance
هجمات بالمدفعية الثقيلة
أبرز المعارك حول باخموت دارت بين وحدات المدفعية. وحسب تقديرات الجيش الأوكراني فإنه جرى استخدام المدفعية والذخيرة الثقيلة خلال المعارك. وتعرضت باخموت لهجمات من مجموعة "فاغنر" الروسية. ورغم ذلك، يبدي الجيش الأوكراني مقاومة باسلة.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
علم أوكرانيا.. من باخموت إلى الكونغرس الأمريكي
تفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 20 من ديسمبر / كانون الأول الجنود الأوكرانيين في باخموت. وقد أخذ معه علما أوكرانيا يحمل توقيعات الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون في باخموت. وبعد يومين، زار واشنطن حيث قام بإهداء العلم إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي.
صورة من: Carolyn Kaster/AP Photo/picture alliance
علاج المصابين على جبهات القتال
تواجه الأطقم الطبية التابعة للجيش الأوكراني ظروفا صعبة حيث تضطر إلى علاج المصابين على جبهات القتال. وتعمل هذه الأطقم على إنقاذ المصابين رغم نقص الإسعافات والإمدادات الطبية. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل تعمل هذه الأطقم على ضمان نقل الحالات الحرجة إلى المناطق الآمنة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP Photo/picture alliance
مدينة تحت الأنقاض
بسبب القصف واحتدام المعارك، تعرضت 80 في المائة من المنازل في باخموت للتدمير، وفقا للسلطات الأوكرانية. هذه الصورة التقطت في أواخر ديسمبر / كانون الأول الماضي وتظهر تصاعد الأدخنة من المباني المدمرة.
صورة من: Libkos/AP/picture alliance
دمار هائل
في يناير/ كانون الأول الماضي، التقطت الأقمار الاصطناعية صورا لمدينة باخموت تظهر حجم الدمار الذي لحق بها. وجاء في التعليق: "ظلت المدينة مركزا لمعارك طاحنة بين الوحدات الروسية والأوكرانية خلال الأشهر الماضية وتكشف هذه الصور حجم الدمار الذي لحق بالبنايات والبنية التحتية في باخموت".
صورة من: Maxar Technologies/picture alliance/AP
مدينة أشباح
تضررت معظم مباني مدينة باخموت كثيرا بسبب التدمير حيث انهارت الأسقف وجدران المنازل ولم تنجو من القصف إلا واجهات الأبنية. وتظهر هذه الصورة التي التقطت من طائرة مسيرة في 13 من فبراير / شباط الماضي حجم الدمار الذي لحق بالمدينة والتي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح فيما تغطي الثلوج الأنقاض.
صورة من: AP Photo/picture alliance
الدفاع عن "قلعة باخموت"
مع اشتداد المعارك، تعهد زيلينسكي بالدفاع عن "قلعة باخموت" وهو الأسم الذي أطلقه على المدينة حيث هدد "بتدمير" القوات الروسية التي تطوق المدينة. ورغم ذلك، لم يستبعد مسؤولو حلف "الناتو" احتمال سقوط باخموت في أيدي الروس. دميترو كانيفسكي/ م.ع/ م.أ.م