إدانات دولية وأممية واسعة للحكم بسجن صحفي أمريكي في روسيا
١٩ يوليو ٢٠٢٤
حكمت محكمة روسية بالسجن 16 عاما على صحفي أمريكي، في ختام محاكمة مغلقة وسريعة بعد إدانته بتهمة التجسس التي نفاها. ورفضت موسكو تقديم أدلة أو تفاصيل عنها. الحكم قوبل بإدانات أممية ودولية وحقوقية واسعة، ودعوات لإطلاق سراحه.
إعلان
حكمت محكمة في إيكاتيرينبورغ الروسية، الجمعة (19 يوليو/تموز 2024)، بالسجن 16 عاما على الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش بعد إدانته بتهمة التجسس.
وقالت كاترينا ماسلينيكوفو المتحدثة باسم محكمة إيكاترينبورغ صباحا إن المتهم "لم يعترف بذنبه"، ومارس حقه في إلقاء "كلمة ختامية" قبل صدور الحكم. وفي حال لم يستأنف هو أو الادعاء الحكم خلال أسبوعين، فسيُنقل إلى السجن.
واحتُجز إيفان غيرشكوفيتش في نهاية آذار/مارس 2023، أثناء عمله في إيكاترينبورغ في الأورال بتهمة "التجسس"، وهو اتهام لم تقدم موسكو إثباتات عليه، ورفضه الصحافي وعائلته والبيت الأبيض.
ورفض الكرملين مجددا الجمعة تقديم تفاصيل عن التهمة، وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف "إن اتهامات التجسس أمر حساس للغاية، ولا يمكننا الإدلاء بمزيد من التعليقات، والمحاكمة مستمرة".
روسيا: الصحفيون أعداء النظام
02:48
فيما ذكرت وكالة فرانس برس، التي ذكرت أن غيرشكوفيتش عمل معها في موسكو في 2020-2021، أن المحققين يتهمونه بجمع معلومات حساسة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن شركة أورالفاغونزافود، إحدى كبرى الشركات الروسية المصنعة للأسلحة والتي تنتج بشكل خاص دبابات تي-90 T-90 المستخدمة في أوكرانيا ودبابات أرماتا من الجيل الجديد، وكذلك عربات شحن.
ولم تستغرق محاكمة الصحفي الأمريكي، بعد 16 شهرا من الاحتجاز، سوى فترة قصيرة منذ 26 حزيران/يونيو. وفُرضت السرية على كامل الإجراءات ولم يتسرب أي شيء من الجلسات المغلقة.
إدانات واسعة للحكم ودعوات لإطلاق سراحه
وإثر صدور الحكم نددت وول ستريت جورنال به ووصفته بأنه إدانة "فاضحة". وقال مسؤولون في الصحيفة في بيان إن هذه الإدانة "تأتي بعدما قضى إيفان 478 يوما في السجن، محتجزا ظلما، بعيدا عن عائلته وأصدقائه... كل ذلك لأنه قام بعمله كصحفي". وتعهدت الصحيفة بمواصلة النضال من أجل إطلاق سراحه.
وندد الاتحاد الأوروبي "بشدة" بالحكم، وكتب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل على منصة اكس إن "روسيا تستخدم نظاما قضائيا مسيسا لمعاقبة الصحافي "، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يطالب بالإفراج عن ايفان وعن جميع السجناء السياسيين الآخرين".
من جانبها، وصفت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا الحكم بأن جاء إثر "محاكمة صورية ذات دوافع سياسية"، وكتبت على منصة "اكس" إن "هذا الحكم ... هو نقيض العدالة". وأضافت "الصحافة ليست جريمة. يجب إطلاق سراح إيفان فوراً".
وفي توصيف مشابه قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الحكم ذو "دوافع سياسية "، مشيرة على منصة إكس إلى أن "الصحافة ليست جريمة ولا يمكن إخفاء الحقيقة". وأضافت أن الإدانة أظهرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن "يخاف من قوة الحقائق" . ووصفت الحكم بأنه "جزء من الدعاية الحربية لبوتين".
وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة الحكم قائلا إن روسيا استهدفت غيرشكوفيتش "لأنه صحفي وأمريكي"، وقال بايدن، في بيان أصدره البيت الأبيض، إن الصحفي "لم يرتكب أي جريمة"، متعهدا بموصلة الجهود من أجل إطلاق سراحه.
وترى واشنطن أن الهدف من اعتقاله هو قبل كل شيء مبادلته بمعتقلين روس، في حين تشهد العلاقات توترا بين البلدين منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا. وأقرت موسكو بأنها تفاوضت على إطلاق سراحه، وتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه إلى قضية فاديم كراسيكوف، المسجون في ألمانيا في قضية اغتيال نُسبت إلى الأجهزة الخاصة الروسية.
من جانبه اعتبر متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الحكم ""يثير قلقا كبيرا يتصل بحقه في حرية التعبير بوصفه صحفيا"، حسب تصريح فرحان حق، الذي أضاف أن الأمم المتحدة تدعو الى الإفراج عن "جميع الصحفيين المعتقلين في روسيا لسبب بسيط هو قيامهم بعملهم". وفي أوائل تموز/يوليو، قضت لجنة خبراء عينتهم الأمم المتحدة بأن احتجازه "تعسفي" وأنه يجب إطلاق سراحه "دون تأخير".
كما اعتبرت مديرة الحملات في منظمة مراسلون بلا حدود ريبيكا فنسنت أن "الإدانة ... هي نتيجة محاكمة لا يمكن في أي حال اعتبارها عادلة أو حرة. ينبغي إلغاء هذا الحكم فورا".
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الحكم بأنه "جدير بالازدراء"، ودعا إلى الإفراج عنه "فورا".
ع.ج.م/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة