1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إدانات لهجوم نيس وباريس ترفع حالة التأهب الأمني

٢٩ أكتوبر ٢٠٢٠

رفعت فرنسا حالة التأهب الأمني التي تعيشها البلاد منذ فترة طويلة، فيما أخذت الإدانات تتوالى لهجوم مدينة نيس اليوم، والذي يعد الأحدث في سلسلة اعتداءات دموية عاشتها فرنسا خلال السنوات والأسابيع الماضية.

كنيسة "نوترودام" بنيس والتي وقعت داخلها الجريمة المروعة
كنيسة "نوترودام" بنيس والتي وقعت داخلها الجريمة المروعةصورة من: imagebroker/picture alliance

تحسبا لاعتداءات جديدة رفعت فرنسا حالة التأهب الأمني في أراضيها إلى أعلى مستوى بعد هجوم مدينة نيس، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس اليوم الخميس (29 أكتوبر/تشرين الأول). وأبلغ كاستيكس الجمعية الوطنية (البرلمان) بأن ردّ الحكومة على الهجوم سيكون "قويا وصارما".

وبدأت الإدانات تتوالى عقب قتل ثلاثة أشخاص أحدهم على الأقل نحرا، وجرح آخرين اليوم في مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا على يد شخص يحمل سكينا تم اعتقاله. وذلك في واقعة تشير إلى أن "كل شيء يشير إلى هجوم إرهابي"، حسب عمدة المدينة، الذي كشف أن المشتبه به كان يردد "الله أكبر". وفتحت نيابة مكافحة الإرهاب تحقيقا حول الهجوم.

وعقب الهجوم وقف النواب في البرلمان الفرنسي دقيقة صمت حدادا، قبل أن يغادر رئيس الوزراء جان كاستيكس ووزراء آخرين بشكل مفاجئ لاجتماع أزمة مع الرئيس إيمانويل ماكرون. وطالب إستروزي، الذي أكد أن ماكرون سيصل قريبا إلى نيس، بتعزيز الحماية للكنائس أو إغلاقها على سبيل الاحتياط.

وبعد الهجوم دعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الأوروبيين إلى "الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية"، وقال في تغريدة على تويتر "أشعر بصدمة وحزن عميقين لأخبار هجوم نيس المروع. نشعر بهذا الألم كلنا في أوروبا".

ونددت أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية بالهجوم وصفته بأنه"بغيض ووحشي"، وقالت إن أوروبا كلها تقف جنبا إلى جنب مع فرنسا وستظل متحدة وحازمة " في مواجهة الهمجية والتطرف.

من جانبها أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقوف ألمانيا إلى جانب فرنسا بعد الهجوم "الوحشي". وقالت في تغريدة نشرها المتحدث باسمها شتيفان زايبرت "أشعر بصدمة كبيرة إزاء عمليات القتل الوحشية في الكنيسة في نيس. أفكاري مع أقارب القتلى والجرحى. ألمانيا تقف مع فرنسا في هذا الوقت الصعب".

كما دان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي "الهجوم المشين" الذي "لن يزعزع الجبهة الموحدة للدفاع عن قيم الحرية والسلام". وأضاف في تغريدة "قناعاتنا أقوى من التعصب والكراهية والإرهاب".

من جانبه وصف مؤتمر أساقفة فرنسا الخميس الهجوم بأنه عمل "لا يوصف"، وأعرب المتحدث باسم المؤتمر الأب هوغ دي ووليمون عن أمله في "ألا يصبح المسيحيون هدفا للقتل". وأضاف أن "هناك حاجة ملحة لمكافحة هذه الآفة التي هي الإرهاب، وبالضرورة الملحة نفسها لبناء أخوة في بلدنا بطريقة ملموسة".

وأعلن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك أن الكنائس في جميع أنحاء البلاد ستقرع أجراسها في الثالثة بعد ظهر اليوم (1400 بتوقيت غرينتش) تكريما لضحايا هجوم الطعن بكنيسة في نيس، وقال إن الضحايا "تعرضوا للهجوم والقتل لأنهم كانوا في الكنيسة". وأكد أن الأساقفة "رغم الحزن الذي يثقل كاهلهم، فإن الكاثوليك لن يستسلموا للخوف، ويتطلعون، مع الأمة بأكملها، إلى مواجهة هذا التهديد الأعمى والغادر".

وعلّق الكرملين على الهجمات في فرنسا قائلا إن قتل الناس غير مقبول، لكن من الخطأ أيضا إيذاء المشاعر الدينية. وفي وسط التوتر الكبير بينها وبين فرنسا، دانت تركيا "بشدة" الهجوم "الوحشي" وفق بيان للخارجية التركية.

وهجوم نيس يعيد إلى الأذهان ذكرى الهجوم الجهادي خلال الاحتفالات بالعيد الوطني في 14 تموز/يوليو 2016، عندما صدم رجل بشاحنته حشدا ما أدى إلى مقتل 86 شخصا. كما أنه يأتي ضمن سلسلة من الهجمات الجهادية في فرنسا، كثيرا ما نفذها مهاجمون يطلق عليهم "ذئاب منفردة"، وأدت إلى مقتل أكثر من 250 شخصا منذ 2015.

وفرنسا في حالة استنفار أمني تحسبا لهجمات إرهابية منذ الاعتداء في 15 كانون الثاني/يناير 2015 على مجلة شارلي إيبدو، وتجري حاليا في باريس جلسات محاكمة متآمرين مفترضين في الهجوم.

والخميس أيضا، هاجم سعودي حارسا في القنصلية الفرنسية في جدة بـ"آلة حادة"، ما تسبب بإصابته بجروح، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية التي أشارت إلى اعتقال المعتدي.

تأتي هذه التطورات بعد أيام على نزول الآلاف إلى شوارع فرنسا للتضامن مع أستاذ التاريخ صموئيل باتي الذي قُطع رأسهلعرضه على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.

ودفع مقتله ماكرون إلى التعهد بقمع التطرف الإسلامي، بما يشمل إغلاق مساجد ومنظمات متهمة بالتحريض على التطرف والعنف. عير أن القرار أثار توتر لدى العديد من المسلمين الذي اعتبروا أن ماكرون يستهدف بشكل غير عادل مسلمي فرنسا الذين يقدر عددهم بما بين خمسة وستة ملايين شخص، وهي أكبر جالية مسلمة في أوروبا.

واندلعت احتجاجات ضد فرنسا في العديد من الدول الإسلامية، وحضّ عدد منها على مقاطعة المنتجات الفرنسية. وتفاقم التوتر بشكل خاص بين ماكرون والرئيس التركي رجل طيب أردوغان.

ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW