في ذكرى "مؤتمر فانزيه" جددت ألمانيا وإسرائيل استنكارهما لإنكار الهولوكوست وكشفتا عن رغبتهما في الدفع تجاه قرار أممي في هذا السياق علاوة على اقتراحات لمواجهة إنكار الهولوكوست على مواقع التواصل.
إعلان
في الذكرى الثمانين لـ"مؤتمر فانزيه" الذي أجرى خلاله قادة نازيون في أربعينات القرن الماضي مشاورات حول ما أطلق عليه وقتها "الحل النهائي للمسألة اليهودية" والذي تعيّن بمقتضاه ترحيل معظم السكان اليهود إلى بولندا تمهيدا للتخلص منهم، أدانت ألمانيا وإسرائيل إنكار والتقليل من فضاعات المحرقة النازية (الهولوكوست).
وفي مقال نشرته صحيفة "تاغزشبيغل" الألمانية و"معاريف" الإسرائيلية انتقدت السفيرة الألمانية في إسرائيل سوزانا فازوم راينر والسفير الإسرائيلي في ألمانيا جيرمي يسخاروف، استمرار التشكيك في الهولوكوست والتقليل منها كحدث استثنائي في التاريخ.
وأشار المقال إلى أن الإنكار والتقليل من هذه الجريمة لا ينتشر بين الأطراف السياسية المتطرفة فحسب، لكنه يمثل ظاهرة دولية واجتماعية. ولهذا السبب تعتزم ألمانيا وإسرائيل حث الأمم المتحدة على إصدار قرار في هذا السياق ليكون "إشارة تبعث على الأمل ولإلهام كل الدول والمجتمعات التي تدعم التسامح والتنوع وتسعى إلى التسامح وتدرك أن تذكر الهولوكوست هو شرط ضروري لضمان عدم تكرار مثل هذه الجريمة"
ويعتبر مؤتمر فانزيه الذي عقد في فيلا على بحيرة فانزيه في برلين واحدا من التواريخ المهمة بالنسبة للهولوكوست، ففي العشرين من يناير عام 1942 تباحثت قيادات نازية حول موضوع القتل الممنهج لما يصل إلى 11 مليون يهودي في أوروبا. وهدفت هذه المباحثات في الأساس إلى الإسراع من عمليات القتل بحق اليهود.
وأشار المقال الصحفي الذي نشر بهذه المناسبة، إلى أن إنكار الحقائق التاريخية للهولوكوست لا يمثل تعديا على الضحايا وأبنائهم وأحفادهم وعلى اليهوديات واليهود في كل العالم وعلى دولة إسرائيل فحسب، لكنه يمثل تعديا على "الأساس الأولي للمجتمعات المسالمة والتعايش السلمي على مستوى العالم".
في الوقت نفسه قدم السفيران اقتراحات لإجراءات التصدي لإنكار الهولوكوست ومن بينها التوصل لتعريف موحد لمعاداة السامية والاستثمار في التعليم والتوعية بالإضافة إلى إجراءات من شأنها الحيلولة دون انتشار إنكار والتقليل من الهولوكوست على وسائل التواصل الاجتماعي.
ا.ف/ و.ب (تاغزشبيغل)
إحياء ذكرى الهولوكست.. كي لا تتكرر أسوأ جريمة في تاريخ البشرية
بحلول الذكرى السنوية ألـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازية "أوشفيتز"، تشارك أكثر من 50 دولة في فعالية ينظمها مركز ياد فاشيم في القدس. الخارجية الإسرائيلية وصفت الفعالية بأنها "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
يشارك في الفعاليات التي تقام في أورشليم/ القدس اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير وفود من نحو 50 دولة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التجمع في مركز ياد فاشيم لضحايا الهولوكست، يعد "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Zvulun
يشارك في الفعالية رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا، وكذلك ملوك إسبانيا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والأمير البريطاني تشارلز. وتعتبر إسرائيل الحضور الكبير علامة على التضامن في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Blondet
وتأتي هذه الفعاليات بمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتز" في 27 كانون ثاني/ يناير عام 1945 على يد القوات السوفيتية. وتقام الفاعلية تحت شعار "تذَكُر الهولوكست، مكافحة معاداة السامية"، وذلك في ظل تصاعد المشاعر المعادية للسامية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جدد التأكيد خلال مشاركته في الفعالية على مسؤولية بلاده في المحرقة وقال "إننا نكافح معاداة السامية، إننا نتحدى سم القومية، إننا نحمي الحياة اليهودية، إننا نقف إلى جانب إسرائيل. هذا التعهد أجدده هنا في ياد فاشيم أمام أعين العالم". وأضاف "أنحني بشدة" لذكرى "القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشرية".
صورة من: Reuters/A. Safadi
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتز- بيركناو"، الذي أقامه النازيون في بولندا التي كانت في ذلك الوقت قد وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا للمحرقة النازية (الهولوكست). مليون إنسان قضوا نحبهم في هذا المعسكر سيء الذكر.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
زار أكثر من 25 مليون شخص معسكر اعتقال أوشفيتز السابق النصب التذكاري لضحايا المحرق، منذ افتتاحه للزوار في عام 1947. وحاليا يستقبل المعسكر مليوني زائر من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هناك كل عام.
صورة من: AP
واليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ( 27 يناير/كانون الثاني) تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005 لتخليد ذكرى المحرقة النازية والإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي. وبقرارها هذا تحث الجمعية العامة للامم المتحدة دول العالم على إحياء هذه الذكرى وذلك لتجنيب الأجيال القادمة من القيام بعمال الإبادة الجماعية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
يرفض القرار الأممي (60/7) أي إنكار للمحرقة ويدين جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو المجتمعات على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني. كما يدعو إلى الحفاظ على مواقع حدوث الهولوكست والتي كانت بمثابة معسكرات الموت النازية ومعسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل القسري والسجون، وكذلك إنشاء برنامج دولي للتوعية وتعبئة المجتمع من أجل ذكرى المحرقة النازية. اعداد: علاء جمعة