أثار الهجوم الذي أوقع ما لا يقل عن 84 قتيلا مساء الخميس في نيس بجنوب شرق فرنسا موجة من الإدانات في العالم أجمع، وتلقت فرنسا يوم الجمعة سيلا من رسائل "التضامن" من قادة العالم بأسره.
إعلان
ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة (15 تموز/ يوليو 2016) بالاعتداء الذي أوقع ما لا يقل عن 84 قتيلا في نيس بجنوب شرق فرنسا الخميس، ودعا إلى تعزيز الجهود من أجل "مكافحة الإرهاب".
كما ندد قادة ومسؤولون يمثلون 51 دولة آسيوية وأوروبية يشاركون الجمعة في قمة في منغوليا في بيان مشترك ب"الاعتداءات الإرهابية البغيضة والجبانة" التي ضربت مؤخرا أوروبا وآسيا، وكان آخرها في نيس مساء الخميس. وجددوا تأكيد "الالتزام برص الصفوف من أجل مكافحة آفة الإرهاب".
و أعرب الرئيس الألماني يواخيم غاوك عن صدمته إزاء الهجوم الذي أودى بحياة 84 شخصا على الأقل. وذكر المكتب الرئاسي اليوم الجمعة أن غاوك أعرب عن تعازيه للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وكتب غاوك في رسالة التعزية: "الرابع عشر من تموز/يوليو، وهو اليوم الذي تحتفل فيه فرنسا بعيدها الوطني، يمثل قيم الثورة الفرنسية التي هي قيمنا أيضا. الهجوم على فرنسا يعتبر لذلك هجوما على العالم الحر بأكمله. أفكاري وتعاطفي في هذه اللحظات الصعبة مع الضحايا وذويهم وكافة مواطني بلدكم".
اعتداء نيس..بشاعة جديدة في مسلسل هجمات إرهابية على فرنسا
الاعتداء الذي أوقع مساء الخميس (14 يوليو/ تموز 2016) 84 قتيلا على الأقل سقطوا دهسا بشاحنة في مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا هو الحلقة الأحدث وهو من أسوإ الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا أو أحبطتها منذ سنوات.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
الخميس (14 يوليو/ تموز 2016): أوضح مصدر قضائي أن شاحنة بيضاء اندفعت بأقصى سرعة في اتجاه حشد كان يضم الآلاف وبينه العديد من الأجانب، وحصدت ضحايا على مسافة كيلومترين. وأعلنت وزارة الداخلية أن الشرطة قتلت سائق الشاحنة. وقال رئيس مجلس منطقة نِيس: "كانت هناك أسلحة وأسلحة ثقيلة داخل الشاحنة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Mori
استخدم مهاجم نيس شاحنة تبدو عليها علامة "شاحنة مثلجات" للتمويه واندفع بالشاحنة مسافة كيلومترين في شارع Promenade des Anglais مخلفا أكبر عدد من الضحايا في صفوف المارة ومتابعي احتفالات العيد الوطني، في الشارع السياحي الكبير على كورنيش المدينة الواقعة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
بسبب منع عبور السيارات للشارع السياحي الكبير الذي نفذ فيه مهاجم نيس الإعتداء الإرهابي، لم يكن تدخل قوات الأمن الفرنسية سوى بعد أن قطعت الشاحنة مسافة كيلومترين وهي تدهس مئات المارة . واستخدمت الشرطة نيرانا كثيفة أدت لقتل المهاجم، الذي عثر بشاحنته على كميات من المتفجرات والأسلحة.
صورة من: Getty Images/AFP/V. Hache
حصيلة ثقيلة خلفها الهجوم الإرهابي في مدينة نيس، ورغم تدخل الوحدات الطبية وفرق الإسعاف على الفور الا أن عدد القتلى بلغ أربعة وثمانين شخصا ومئات الجرحى، ويخشى أن ترتفع الحصيلة بسبب الإصابات البليغة التي يعاني منها عدد من الجرحى.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أعلن مباشرة إثر إعتداء نيس، استدعاء احتياط الجيش من المواطنين لتعزيز صفوف الشرطة والدرك. الرئيس الفرنسي أكد أن الإعتداء ذو طابع إرهابي، وقال"ما من شيء سيجعلنا نتخلى عن عزمنا على مكافحة الارهاب وسوف نعزز اكثر تحركاتنا في سوريا كما في العراق. اولئك الذين يستهدفوننا على ارضنا سنواصل ضربهم في مخابئهم".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
على كورنيش "برومناد ديزانغليه" الشهيرة المحاذية للبحر المتوسط، على الكوت دازور، وفيما كان عرض الألعاب النارية التقليدي احتفالا بالعيد الوطني يشارف على نهايته، انقضت شاحنة بيضاء باقصى سرعة على الحشود المتجمعة بالآلاف وبينها العديد من الأجانب، فدهست كل من كان في طريقها على مسافة حوالى كيلومترين.
صورة من: Getty Images/AFP/V. Hache
(13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015): فرنسا تتعرض لأسوأ اعتداء إرهابي في تاريخها يشارك في تنفيذه للمرة الأولى انتحاريون، ويحصد 130 قتيلا غالبيتهم من الشباب، إضافة إلى 350 جريحا. واستهدفت الاعتداءات التي تبناها لاحقا تنظيم "الدولة الإسلامية " مسرح باتاكلان في باريس، والعديد من مقاهي ومطاعم العاصمة وقرب ستاد دو فرانس في ضاحية سان دوني.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
(7 يناير/ كانون الثاني 2015): الأخوان شريف وسعيد كواشي قتلا 12 شخصا في هجوم مسلح على مقر مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة. بين الضحايا مدير الأسبوعية وعدد من كبار رساميها وشرطيان. بعد يومين من المجزرة، لقي الأخوان كواشي مصرعهما بنيران الشرطة أثناء محاولتها اعتقالهما في ضاحية العاصمة.
صورة من: Reuters
(يونيو/ حزيران 2015) ياسين صالحي يقتل رب عمله ويقطع رأسه قرب مدينة ليون. وقال مسؤول في السجن إن عامل توصيل الطلبات ياسين صالحي (35 عاما) شنق نفسه في زنزانته (23 / 12 / 2015). الرجل كان يقضي عقوبة السجن بعد إدانته بقطع رأس رئيسه في العمل ومحاولة تفجير مصنع كيماويات. ووقع الحادث في نفس يوم الهجمات على شاطئ في تونس وعلى مسجد في الكويت. ونفى صالحي أن يكون لهجومه دوافع سياسية وقال إنه تشاجر مع رئيسه.
صورة من: Colourbox
(22 ديسمبر/كانون الأول): قالت السلطات الفرنسية إن رجلا يقود سيارة "فان" اقتحم بسيارته حشدا في سوق لعيد الميلاد في نانت بغرب فرنسا مساءً مما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص على الأقل. وأضافت أن خمسة أشخاص بينهم السائق لحقت بهم إصابات خطيرة وأن أحد المصابين في حالة حرجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Guileminot
(مارس/ آذار 2012) قتل محمد مراح (1988-2012) سبعة أشخاص منهم ثلاثة أطفال يهود وحاخام. أثار حادث الاعتداء على المدرسة اليهودية في تولوز حالة من الصدمة في فرنسا.
صورة من: Reutes/France 2 Television
تضامن الكثير من مسلمي فرنسا مع ضحايا العمليات الإرهابية. بعض ضحايا العمليات كان من أصول مسلمة.
صورة من: Getty Images/Afp/Remy Gabalda
12 صورة1 | 12
كما دان عدد كبير من الدول العربية، من بينها السعودية ومصر، الاعتداء في نيس خلال الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا مساء الخميس، بينما دعا الأزهر إلى "تخليص العالم من شرور" الإرهاب. ففي السعودية، التي تعرضت لسلسلة اعتداءات قبل عشرة أيام، عبر مصدر مسؤول عن "إدانة المملكة وبأشد العبارات لعمل الدهس الإرهابي الشنيع الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية".
وفي الإمارات المجاورة، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن "الإمارات تدين بكل قوة هذه الجريمة النكراء المروعة" التي "تحتم على الجميع العمل بحزم وبدون تردد للتصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله". وتشارك أبو ظبي والرياض إلى جانب فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ويشن حملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. ونددت سلطنة عمان والكويت وقطر والبحرين ولبنان أيضا بالاعتداء.
وفي مصر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي "تضامن مصر التام مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، الذي لا يعرف حدودًا ولا دينًا، بل امتدت يده الغادرة لتطال حياة الأبرياء وتدمر بدون تمييز في شتى دول العالم".
كما دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاعتداء وأعلن "وقوف الشعب الفلسطيني مع الشعب الفرنسي الصديق في هذه الظروف الصعبة ضد الإرهاب المجرم والأعمى". ودان الملك الأردني في برقية بعث بها الجمعة إلى الرئيس الفرنسي "الاعتداء الإرهابي الجبان"، وأعرب عن "غضبه واستنكاره الشديدين لمثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة"، مؤكدا "تضامن الأردن ووقوفه إلى جانب فرنسا وشعبها الصديق في هذه الظروف".
وفي الجزائر، عبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن "استنكاره الشديد" ودعا "الأسرة الدولية إلى الاتحاد أمام الإرهاب وإلى تضامن أكبر تحت إشراف الأمم المتحدة". ونددت تونس "بشدة بالاعتداء الجبان" الذي نفذه فرنسي من أصل تونسي ودعا الرئيس الباجي قائد السبسي إلى "التضامن" في مكافحة الإرهاب.