إدلب.. ماس يدعو لوقف إطلاق النار وترامب يعلن مساعدته لتركيا
٢٨ فبراير ٢٠٢٠
دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى وقف فوري لإطلاق النار في إدلب بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش التركي هناك، فيما جدد ترامب التأكيد على دعمه لجهود تركيا لخفض التصعيد في شمال غرب سوريا وتجنب كارثة إنسانية.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اليوم الجمعة (28 فبراير/ شباط 2020): "ندين الهجمات المستمرة للنظام السوري وحليفته روسيا في الشمال السوري، والأحداث التي وقعت الليلة الماضية تبين الخطر الكبير الذي سيكون عليه الحال إذا تفاقم الوضع العسكري هناك".
وكان ما لا يقل عن 33 جنديا تركيا قتلوا أمس الخميس في غارة جوية سورية على مقر للجيش التركي في الشمال السوري وجرح العشرات، بحسب ما أعلنته أنقرة. واتهم رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا نوربرت فالتر بوريانس كلا من الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بانتهاك القانون الدولي بسبب الهجمات على المدنيين.
وقال فالتر بوريانس لشبكة التحرير الألمانية التي تضم عددا كبيرا من وسائل الإعلام الألمانية الصادرة غدا (السبت): "كلا الرئيسين لا يكترث بمئات الآلاف من الضحايا المدنيين خلال ضربهما لأهدافهما".
في سياق متصل، قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب أيد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة خفض تصعيد العنف في شمال غرب سوريا ودعا الحكومة السورية وروسيا وإيران إلى وقف هجماتها.
وقال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض "جدد ترامب التأكيد على دعمه لجهود تركيا لخفض التصعيد في شمال غرب سوريا وتجنب كارثة إنسانية". جاء ذلك بعد مقتل 33 جنديا تركيا في هجوم للقوات السورية المدعومة من روسيا في محافظة إدلب السورية.
وقال دير في البيان "اتفق الزعيمان على أنه يجب على النظام السوري وروسيا وإيران وقف هجومهم قبل مقتل وتشريد المزيد من المدنيين الأبرياء". كانت إدارة الاتصالات التركية قد قالت على تويتر في وقت سابق إن الرئيسين ناقشا التطورات في المنطقة واتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة المأساة الإنسانية في إدلب، حيث شردت أحدث موجة من القتال قرابة مليون شخص.
ع.ش/ ص.ش (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
مواجهة بين أنقرة ودمشق... ساحتها إدلب
شهدت إدلب خلال الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً حاداً بين النظام السوري وتركيا، مما يضع المنطقة تحت تساؤلات حول إمكانية تحول هذه المواجهة إلى منحنى أخطر، فما هي آخر التطورات بين الطرفين حتى اللحظة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/M. Said
قتلى بين الطرفين
دق كل من النظام السوري وتركيا ناقوس الخطر بعد أن ثار غضب الأخيرة لمقتل 8 أتراك؛ من بينهم خمسة جنود في قصف طال موقعين لها خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، لترد أنقرة بقصف مواقع سورية موقعة 13 قتيلاً. وأسفرت الغارات السورية عن ارتفاع عدد القتلى الأتراك، ليبلغ حتى هذه اللحظة 14 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Idilbi
نقاط مراقبة تحت المراقبة!
تخضع ثلاث نقاط مراقبة تركية لحصار من النظام السوري، ويشار إلى أن تركيا تملك اثنتي عشر نقطة مراقبة في إدلب، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي يعود لعام 2018. وقد أجج الصراع على النقاط التركية المحاصرة الخلاف بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/AA
إسقاط طائرة هليكوبتر تعود للجيش السوري الحكومي
في الحادي عشر من الشهر الحالي سقطت مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري أثناء تحليقها في سماء إدلب، مما أدى إلى مقتل عسكريين سوريين. واتهمت وسائل إعلام تركية الفصائل السورية بهذا. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر عسكري إصابة "إحدى طائرات الهليكوبتر العسكرية بصاروخ معاد " فوق منطقة النيرب في ريف إدلب الجنوبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Alsayed
تقدم على الطريق الدولي
تركز تقدم جيش النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي المجاور، حيث يمر طريق "إم 5" الدولي، فارضاً سيطرته على عدة بلدات وقرى. ويشكل الطريق أهمية استراتيجية إذ يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية في حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Maher
تعزيز تركي
قامت القوات التركية بتعزيز نقاط المراقبة التابعة لها بعناصر من قوات المهام الخاصة "الكوماندوز"، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة. تضمنت التعزيزات عربات عسكرية مختصة بالتشويش الراديوي، وسيارات إسعاف عسكرية مدرعة.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Haj Kadour
النزوح الأكبر
أدى تصاعد العنف بين الطرفين إلى موجة نزوح كبيرة، وصلت إلى 700 ألف سوري حتى اللحظة، وذلك هروباً من 200 ضربة جوية نفذها طيران النظام السوري في منطقة إدلب، كما ذكر المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا جيمس جيفري. فيما وصفتها الأمم المتحدة بـ"أسوأ موجة نزوح منذ بدء الحرب".
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
وضع مأساوي!
يعاني النازحون من الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، دون مكان مبيت يأويهم، مع تعاظم الوضع المأساوي في المحافظة التي تصل نسبة النازحين فيها إلى 40% من السكان، خاصة بعد سيطرة النظام السوري على الممرات الإنسانية التي كانت تزودهم بمساعدات الطوارئ الدولية؛ بما فيها الغذاء.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Al Sayed
"على الناتو التدخل"
طالبت تركيا من خلال وزير دفاعها خلوصي آكار، بتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" بهدف وقف هجمات قوات النظام السوري على إدلب. وكان أردوغان أعلن في وقت سابق عن "مواصلة الرد" على أي هجمات سورية، مهدداً بعملية واسعة في المحافظة إن لم تتوقف القوات السورية عن زحفها.
صورة من: DHA
البيت الأبيض: لا تدخل عسكري في إدلب
جاء الموقف الأمريكي تجاه الأزمة في إدلب عن طريق مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والذي أكد عدم وجود نية للتدخل العسكري في المحافظة، بينما ذكرت مصادر أمريكية أخرى أن واشنطن تفكر في دعم العسكريين الأتراك عبر تقديم معلومات استخباراتية ومعدات عسكرية، مؤكدة وقوفها إلى جانب تركيا.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
موسكو في كفة الميزان الأخرى
اعتبر دبلوماسيون روس أنّ الأحداث في إدلب تؤثر سلباً على العلاقات الروسية التركية، فيما ذكر الكرملين في عدة مناسبات سياسية أنه لا يمكن لموسكو الوقوف مكتوفة الأيدي أمام هجمات المسلحين ضد النظام السوري. إعداد مرام سالم
صورة من: picture-alliance/Zuma/Kremin Pool/E. Biyato