إذاعات الشباب في الأردن - تبسيط للمضمون أم قتل للوقت
٢١ فبراير ٢٠١٤بالنسبة للإذاعات الشبابية في الأردن فإنها تتوجه الى فئة الشباب عبر برامج تهتم بقضاياهم وتعتمد على "البساطة في الطرح ، بعيداعن التعقيد والتنظير". وبالنسبة لبعض هؤلاء الشباب فإنهم يستمعون لتلك الإذاعات فقط لعدم وجود اهتمامات أخرى، أي من قبيل "إشغال أوقات الفراغ". أما بالنسبة للمختصين في هذا القطاع، فمع التأكيد على وجود تأثير إيجابي لبعض هذه الاذاعات على الشباب، هناك سلبيات في المضمون يجب العمل على إصلاحها، حتى لا تصبح البرامج عبارة عن "ترهات وجلسات مزاح وضحك دون هدف".
فرح علوش (طالبة جامعية) تقول لـDW /عربية، إنها تستمع لبرامج تطرح مواضيع تهم الشباب من باب إضاعة الوقت.وتعترف أن تلك البرامج "غير مملة وبعيدة عن السياسة والاقتصاد". فهي تركز بالخصوص على المشاكل العاطفية، وتضيف أن بعض صديقاتها يستمعن للراديو بسبب "جمال صوت المذيعين وإمكانية الحوار معهم" وذلك من خلال الاتصالات الهاتفية على الهواء مباشرة.
"لا تخضع لـضوابط أخلاقية واجتماعية"
أما الموظف الحكومي أحمد العموش فيعبر عن اعتقاده أن تأثير الإذاعات على الشباب رهين بأمور عدة، من بينها مستوى ثقافة مقدم البرنامج وأسلوب حواره وطبيعة برنامجه. ويقول لـDW عربية، "في الفترة الأخيرة ظهرت إذاعات تسببت لدى الشباب في "خلخلة بعض الثوابت والقيم الاجتماعية والمبادئ"، حيث تفتقر البرامج إلى المعلومات الدقيقة كما إنها "لا تخضع لـضوابط أخلاقية واجتماعية".
وتعتبر آية علقم مديرة "JBC Radio" أن الإذاعة تشكل وسيلة إعلامية مهمة بالنسبة للشباب خاصة وأنهم "يستمعون إليها كثيرا في سياراتهم وخلال تنقلاتهم كما ترافقهم حتى على الموبايل أيضا". وتضيف في حوار مع DW /عربية، أن البرامج التي تعتمد على "البساطة في الطرح وتبتعد عن التعقيد والتنظير" هي التي تستقطب الشباب، كما "يجب أن يكون مقدمو البرامج الإذاعية من الشباب كي تتلاشى الحواجز بينهم وبين المستمعين".
وتعبرالمديرة علقم عن اعتقادها أن لغة الخطاب مع الشباب يجب أن تكون بسيطة وأن تصل إليهم بسرعة، مشيرة إلى أن "التواصل مع الشباب ببساطة ودون تعقيد لا يعني أن المواضيع التي يتم علاجها تافها، بل مهمة ولكن في قالب آخر غير تقليدي ولايدعو الى الملل".
رسالة الإذاعة: "السمو بالفكر والأدب والثقافة"
ويرى المذيع رائد الحراسيس في حديث معDW /عربية، أن دور الإذاعات قد يكون أكبر من دور الكثير من المحطات التلفزيونية لكنه "أضعف جزئيا من وسائل الاتصال المجتمعية" التي أصبح تأثيرها واضحا وكبيرا. كما يؤكد على ضرورة أن تكون المادة المطروحة للنقاش عبر الأثير متنوعة وقريبة من الشباب و"بلغة تخاطب بسيطة".
من جهتها تؤكد المذيعة سمر غرايبة لـDW /عربية، أنها تحاول من خلال برامجها الإذاعية أن تحاكي المجتمع وتقترب من هموم الشباب "فالاذاعات أصبحت اليوم مؤثرة باتجاه الشباب، كما يتشابك عملها مع الإعلام الاجتماعي ومواقعه المختلفة.
غير أن الإعلامي عمر العزام يلاحظ في لقاء مع DW /عربية، أن رسالة الإعلام الإذاعي هي الرقي بالمجتمعات والسمو بالفكر والأدب والثقافة، ملاحظا أن ما نسمعه اليوم من تلك المحطات ﻻ يتعدى أن يكون عبارة عن "ترهات وجلسات مزاح وعك وضحك بدون هدف، مما يسيء ويضر بالمتلقي والذوق العام" حسب رأيه.
ويضيف العزام أن التأثير الإيجابي للإذاعات يأتي من خلال الإتزام بالأهداف السامية للعمل الإذاعي، بعيدا عن الترهات ويقول "نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمثل هذه المؤثرات الإيجابية، في ظل ما نعيشه وتحياه مجتمعاتنا من فراغ فكري وثقافي".
"إشغال الشباب عن قضايا هم بأمس الحاجة لها"
ويقول الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي في حديث معDW /عربية، إن عملية إلتقاط البث الإذاعي أصبحت اليوم سهلة جدا ومتوفرة من خلال أجهرة الهواتف المتنقلة، ويضيف أن الإذاعات الشبابية تعمل على استقطاب الشباب من خلال بث البرامج المثيرة والأغاني أوالموسيقى التي تجلب اهتمامهم."فهم متشوقون لها لأنها تريح أفكارهم وتشغل أوقات فراغهم".
ويشير الخزاعي إلى أن تلك الإذاعات قد تؤثر سلبا على الشباب من خلال برامج أو أغان لا تتماشى مع هوية المجتمع وثقافته وعاداته وتقاليده كما إنها قد تشغل عقل الشباب بأخبار"غير دقيقة ومبالغ فيها"، إضافة إلى أنها قد تبعدهم عن الدراسة والتحصيل العلمي وعن زيارة الأصدقاء أوالتواصل مع الأهل والاقارب.
ويضيف الخبير الاجتماعي أن بعض البرامج الإذاعية التي تبث في المساء ترتبط بالقصص الغرامية والمشكلات العاطفية مع الجنس الاخر، وهذه البرامج قد تؤثر على مشاعر الشباب بشكل سلبي" لأنها تركز فقط على إثارة مشاعر الحب والعاطفة بين فئة الشباب وإشغالهم عن أي أعمال أخرى.
ويخلص الخزاعي إلى القول بأن عدد الإذاعات في الأردن كبير جدا و"هي تقليد لبعضها البعض ولا يوجد فيها جديد"
وكثيرا ما تخلوا البرامج من عنصر الإفادة، فتصبح مضيعة للوقت فقط ، و"هذا ما يؤثر على تفكير الشباب ويشغلهم عن قضايا أخرى قد يكونوا في أمس الحاجة إليها".