إرادة تنتصر على الصمم والبكم.. قصة لاجئ سوري في النمسا
٣ ديسمبر ٢٠١٨
حسام لاجئ سوري يعيش في النمسا منذ ثلاث سنوات، ورغم أنه ولد أصمّا وأبكمّا، إلا أنه أتيحت له فرصة إجراء تدريب مهني في شركة سيمنس، عملاق الصناعات الإلكترونية الألمانية، ليصبح مختصاً في التقنية الكهربائية.
صورة من: DW/A. Saleem
إعلان
لم يفتح لنا باب البناية بالزر الكهربائي، بل نزل الشاب حسام بنفسه ليفتح الباب ويستقبلنا بابتسامة مشرقة، تكفي للتعبير عن سعادته بقدومنا. فحسام الذي يبلغ من العمر (23 عاما) ولد لا ينطق ولا يسمع، حسبما تروي والدته لمهاجر نيوز: "منذ أن كان جنيناً أخبرنا الأطباء أنه قد يولد بتشوهات خلقية حيث كنت مصابة بالحصبة الألمانية". كان عمر حسام حوالي سنة ونصف عندما تأكد والداه من أنه لا يسمع، وهنا بدأت "معاناة طويلة" لتأهيل حسام من أجل أن يتمكّن من فهم ما يُقال له.
خضع حسام لعملية زرع حلزون، عندما كان في التاسعة من العمر، ساعدت على تحسن سمعه. إلا أن الجهاز السمعي تعطل خلال فترة الحرب ولم تستطع العائلة الذهاب إلى دمشق من أجل إصلاحه أو الحصول على جهاز جديد، كما تقول الأم، "ما أثر على سمعه ونطقه".
حافز للتغلب على الإعاقة
بسبب تفاقم الوضع في حمص اضطرت العائلة للهروب إلى لبنان على أمل العودة خلال أيام، لكن عدم تحسن الأوضاع في حمص حال دون ذلك. فقررت العائلة اللجوء إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا.
وصل الأب وحيداً في البداية، ثم قام بلم شمل العائلة والذي لم يشمل ابنه البكر حسام الذي كان قد تجاوز الثامنة عشر من العمر، ليلحق حسام بعائلته أثناء موجة اللجوء "المليونية" إلى أوروبا عبر البحر عام 2015.
رغم أن حسام ولد مصابا بالصمم والبكم، إلا أن والديه لم يتوقفا عن بذل أقصى ما بوسعهما، من أجل تعليم ابنهما وتطوير خبراته حسبما يؤكد والده مضيفا بالقول: "لديه طموح كبير ويحب الدراسة جداً كما أنه جريء ويحب التخطيط والرسم الهندسي".
وعندما وصلت العائلة إلى النمسا لم تكن تدري في البداية ماذا يمكن أن تفعل من أجل مساعدة ابنها البكر، كما يقول الأب، ويضيف: "كان يفاجئنا ويبحث بنفسه على الإنترنت عن منظمات تقدم المساعدة، كما أنه قام بالتسجيل في المدرسة بنفسه".
واجهت والدة حسام معاناة طويلة حتى استطاعت تأهيل ابنهاصورة من: DW/A. Saleem
إنجاز وطموح مستمر
استطاع حسام تعلم لغة الإشارة في النمسا خلال أربعة أشهر، كما حصل على شهادة المرحلة الإعدادية والتي كانت شرطاً من أجل البدء بالتدريب المهني لدى فرع شركة سيمنس، عملاق الصناعات الإلكترونية الألمانية، في النمسا.
ويدرس اللاجئ السوري حالياً في السنة الثانية من التدريب المهني الذي يستغرق أربع سنوات، من أجل أن يصبح مختصاً في التقنية الكهربائية. وخصصت له الشركة مترجماً للغة الإشارة من أجل أن يشرح له ما يصعب عليه فهمه. يقول حسام لمهاجر نيوز: "ألاقي صعوبات في التدريب المهني لكن المشكلة الأساسية ليست في الفهم، بل بضيق الوقت وقصر مدة إقامتي في النمسا مقارنة بزملائي".
وقد شهد وضع حسام تحسناً كبيراً عندما خضع لعملية أخرى لزرع حلزون الأذن العام الماضي. وقد سجل نفسه لدى الجمعية النمساوية لمترجمي لغة الإشارة من أجل مساعدته عندما تكون لديه مواعيد لدى الدوائر الرسمية.
لكن طموح حسام لا ينتهي بإكمال التدريب المهني، بل يطمح للحصول على شهادة البكلوريا بعد التدريب المهني من أجل أن يدرس الهندسة الطبية ويتخصص بتركيب حلزونات الأذن والأجهزة السمعية. يقول حسام: "أريد أن أساعد في تخفيف معاناة الأشخاص الذين يواجهون معاناة شبيهة بمعاناتي".
جميلات هربن من ويلات الحرب في السودان، ليجدن أنفسهن بترتيب الصدف في عالم فاخر، يعملن مع أشهر مصممي الأزياء، وشركات مستحضرات التجميل. وأخيراً وصل "الأسود الجميل" إلى عالم الموضة والشهرة بإطلالات ساحرة، قالت إحداهن.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Düren
هربت أدوت أكيش، عارضة الأزياء السودانية الأسترالية، من بلدها السودان قبل الحرب الأهلية إلى أستراليا مع عائلتها، حيث أُكتشفت موهبتها وجمالها المميز في مخيم للاجئين. وقالت أكيش، التي أصبحت مؤخراً الوجه الجديد لأشهر الماركات العالمية (شانيل)، " من النادر جداً أن يتم اختيار صاحبات البشرة الداكنة للترويج للعطور".
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
والأمر مشابه بالنسبة لعارضة الأزياء نيخور باول، التي هربت مع عائلتها من السودان بسبب الحرب الأهلية إلى الولايات المتحدة. لتجد نفسها تتألق في عالم الموضة على غلاف أشهر مجلات الأزياء (إيل في عام 2015)، غير أنها تشتكي من العنصرية.
صورة من: Getty Images/J. Countness
شهدت منصات الموضة في ربيع 2018 الكثير من التنوع الملفت، حيث كان للعارضات صاحبات البشرة السمراء حضورا كبيرا مقارنة بالسنوات السابقة. حليمة عدن، التي ولدت في مخيم للاجئين في كينيا، أول عارضة أزياء تطل بالحجاب على "فوغ أرابيا" في يونيو 2017.
صورة من: DW/A. Wasike
نصحها سائق سيارة أجرة في نيويورك بتبييض بشرتها، فقامت عارضة الأزياء نياكيم غاتويش، التي هربت إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، بنشر تلك النصيحة العنصرية على حسابها في إنستغرام. ومنذ ذلك الحين، يتزايد عدد متابعيها دائماً، وتستمر بالنجاح. إذ أنها متعاقدة مع أشهر الشركات العالمية مثل (كالفين كلاين)، و(لوريال).
صورة من: Getty Images/E. McIntyre
أنوك ياي الوجه الجديد لـ(إستي لودر)، كانت أول عارضة أزياء ذات بشرة سوداء تفتتح عرض (برادا) للأزياء في العشرين سنة الماضية. ولدت أنوك في مصر، وانتقلت في الثالثة من عمرها مع عائلتها إلى الولايات المتحدة، حيث لعبت الصدفة دورها باكتشافها، ليتحول الحلم إلى حقيقة.
صورة من: picture-alliance/MediaPunch/D. Corredor
الملقبة بـ" ملكة الفراشات"، شانيل نياسياس، عارضة أزياء ناجحة من جنوب السودان أيضاً. أعلنت مجلة (بازار) للأزياء بأنها من أفضل العارضات الجدد، التي تشارك في معظم العروض الكبيرة.
صورة من: Imago/M. Sangster
لم يقتصر عمل الأسطورة واريس ديري على تحولها من فتاة ريفية من الصومال إلى عالم الأزياء والشهرة في لندن. فقد جعلها كفاحها ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (الختان) أيقونة في جميع أنحاء العالم. اكتشفها مصور أزياء في عام 1987 في لندن، لتنطلق إلى الشهرة العالمية. كما تحولت سيرتها الذاتية إلى فيلم "زهرة الصحراء"، الذي يتحدث عن المعاناة، والحياة القاسية، التي عاشتها في الصومال.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Düren
لم يكتشف المصور الإنكليزي تيرين دونوفان واريس ديري فقط، بل ناعومي كامبل أيضاً. إذ ظهرت صور العارضتين في تقويم (بيريلي) في عام 1987. وبعد مرور عام، أصبحت كامبل أول عارضة ذات بشرة سوداء تشغل غلاف مجلة "فوغ" الفرنسية.
أستريد برانغ/ ريم ضوا.