إردوغان يأسف لتوزيع كتاب مدرسي تركي في سوريا يصور النبي محمد
٨ ديسمبر ٢٠٢١
فوجئ سكان مناطق بمحافظة حلب السورية بتوزيع كتب دينية مدرسية قادمة من أنقرة بها رسوم تصويرية للنبي محمد، فنظموا مظاهرات وأحرقوا الكتب. الرئيس التركي أعرب عن أسفه لهذا العمل "المشين"، مؤكداً محاسبة المسؤولين عن تلك الكتب.
إعلان
أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء (8 ديسمبر/ كانون الأول 2021) عن أسفه لنشر كتاب مدرسي تركي للأطفال في مناطق سورية يحوي رسوماً تصويرية للنبي محمد، واصفاً الأمر بأنه "مشين".
وكانت السلطات المحلية في شمال سوريا قد قررت الشهر الماضي سحب الكتاب الصادر عن وزارة التعليم التركية في أنقرة. ويمتنع المسلمون عن تشخيص النبي محمد عبر رسوم أو أفلام ويرون فيها إساءة له.
وفي تصريحات أدلى بها خلال لقاء متلفز مع مفتين في أنقرة، قال إردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، إن المسؤولين فتحوا تحقيقاً لكشف "المسؤولين عن هذا العمل المشين".
وأضاف الرئيس التركي: "رغم أني لست على علم مباشر (بما حصل)، أنا حزين للغاية لحصول هذا الأمر خلال ولاية إدارة أنا مسؤول عنها". وتابع: "سنفعل ما يلزم بهذا الشأن"، مشدداً على عدم قبول "أعذار"، وأكد أن حكومته "ستتابع الأمر حتى محاسبة المسؤولين".
وكانت الكتب الدينية المخصصة للصف الأول الابتدائي قد وزّعت في مدارس عدة تقع تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا، بينها مدينة جرابلس الحدودية، التي سارع سكان فيها إلى إحراق الكتب.
كما نظّمت تظاهرات في مدينة الباب رفعت فيها لافتات كُتب عليها "إلا رسول الله". وقال مصطفى عبد الحق، وهو أحد سكان جرابلس، لوكالة فرانس برس نهاية الشهر الماضي: "فوجئنا صباحاً بوجود الكتب (...) التي تحوي صوراً تُجسد النبي، وهو أمر لا نرضى به"، مشيراً إلى أن ناشطين وسكاناً تواصلوا في ما بينهم وتم "جمع الكتب وحرقها" في وسط المدينة.
وتحظى تركيا بنفوذ متزايد في مناطق في محافظة حلب (شمال)، لاسيما مدن جرابلس والباب واعزاز وعفرين، التي سيطرت عليها تدريجاً إثر هجمات عسكرية عدة شنتها في سوريا منذ العام 2016.
وإلى جانب رعايتها لمجالس محلية أنشأتها لإدارة تلك المناطق وتواجد عسكري لقواتها، ضاعفت تركيا استثماراتها في قطاعات عدة، مثل الصحة والتعليم. كما تتواجد فيها مكاتب بريد واتصالات وتحويل أموال تركية ومدارس تعلّم باللغة التركية.
وتتبع المجالس المحلية للولايات التركية القريبة مثل غازي عنتاب وكيليس وشانلي أورفا، التي ترسل الكتب والمطبوعات إلى الشمال السوري.
ص.ش/ ي.أ (أ ف ب)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ