إرسال سفينة بديلة لناقلة "صافر" المتهالكة أمام اليمن
١٥ يوليو ٢٠٢٣
بعد تحذيرات من كارثة بيئية قبالة سواحل اليمن بسبب احتمال تسرب أكثر من مليون برميل نفط من ناقلة "صافر" المتهالكة، أكدت الأمم المتحدة إرسال سفينة بديلة لها. وستستغرق عملية نقل النفط أسبوعين لكن خطر تسرب نفطي لايزال قائمًا.
إعلان
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم السبت (15 تموز/يوليو 2023)، إبحار سفينة "نوتيكا" البديلة لناقلة "صافر" النفطية العائمة أمام سواحل محافظة الحديدة، بغرب اليمن.
وقال ديفيد غريسلي، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "سفينة نوتيكا البديلة في طريقها من جيبوتي إلى الحديدة، وسيتم نقل مليون برميل من النفط من داخل ناقلة صافر المتهالكة إلى السفينة البديلة". وأوضح أن عملية التفريغ ستبدأ الأسبوع المقبل.
وكان غريسلي أعلن الأسبوع الماضي أن عملية نقل النفط ستستمر أسبوعين، مشيرًا إلى أن إجمالي ما جُمع بلغ 118 من أصل 143 مليون دولار تحتاجها الأمم المتحدة لتفادي الكارثة النفطية المحتملة.
وكانت السلطات في محافظة الحديدة تسلمت المعدات الخاصة بتدريب فرق الإنقاذ والمراقبة لعملية تفريغ الناقلة صافر لمواجهة أي تسرب نفطي.
ونتيجة لعدم خضوع خزان النفط صافر لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح يشكل تهديدًا خطيرًا على المنطقة، حيث يحمل أكثر من 1,1 مليون برميل نفط، وهو ما يجعله عرضة لخطر تسرب أو انفجار يهدد البيئة في اليمن والإقليم.
"خطر حصول تسرب لايزال قائمًا"
وستضخّ شركة سميت سالفدج (SMIT Salvage) النفط من "صافر" إلى السفينة "نوتيكا" التي اشترتها الأمم المتحدة خصيصًا لهذه العملية، قبل أن تقوم بقطر الناقلة الفارغة، في عملية تقدّر كلفتها بـ148 مليون دولار.
وقال غريسلي في اجتماع لمجلس الأمن: "لقد أكدت SMIT لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه يمكن المباشرة بنقل النفط مع مستوى خطر ضمن النطاق المقبول".
وأضاف أن سفينة صافر "مثبتة تمامًا لأجل نقل النفط من سفينة لأخرى"، مؤكدًا أن "خطرًا متبقيًا" لا يزال قائمًا وأنه تم وضع خطة "في حال وقوع حادث". وبحسب غريسلي، أعطت سلطات المتمردين الحوثيين في صنعاء الضوء الأخضر لبدء عملية النقل.
وبحسب الأمم المتحدة تحمل الناقلة "صافر" أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة "إكسون فالديز". وكان تسرّب النفط من "إكسون فالديز" في العام 1989 أدى إلى واحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي حال حصل تسرّب من "صافر" فإن البقعة النفطية يمكن أن تطال إضافة إلى الساحل اليمني، سواحل السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال، وستبلغ كلفة تنظيف المياه نحو 20 مليون دولار بحسب تقديرات الأمم المتحدة التي تحذّر كذلك من عواقب كارثية بيئيًا واقتصاديًا وإنسانيًا.
ويعتمد 1,7 مليون شخص في اليمن على الصيد البحري الذي يمكن أن يصاب بنكسة كبرى من جراء أي تسرب نفطي قد يؤدي كذلك إلى إغلاق موانئ عدة تستخدم لإيصال المواد الغذائية.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..