تشكل مدينة إرفورت، عاصمة ولاية تورينغن في جمهورية ألمانيا الاتحادية، عقدة مواصلات هامة تصل بين ألمانيا ودول أوروبا الشرقية. ونظرا لما تتمتع به من تنوع في وسائل المواصلات، من مطار مدني ومحطة للقطارات وشبكة من الطرق السريعة، فقد سهل ذلك للزائرين الوصول الى هذه المدينة الجميلة وجعل منها بحق مدينة العشق والجمال، فهي كالمغناطيس تجذب السياح إليها من كل حدب وصوب.

خص الله هذه المدينة بأفضل رقعة في ألمانيا، إذ قال عنها رجل الإصلاح الديني مارتن لوثر في القرن السادس عشر: إنها موجودة في المكان الذي يجب أن تبنى فيه مدينة. وذُكرت مدينة إرفورت لأول مرة في عام 742 ميلادي في رسالة وصلت إلى البابا زكريا من الأسقف المشرف على الحملات التبشيرية في ذلك الوقت، ينصحه فيها ببناء أسقفية فيها لما تتمتع به من أرض خصبة ومكان إستراتيجي وحيوي. وحتى عام 1802 كانت المدينة تتبع لمنطقة كورماينس ومن ثم لمنطقة برويزن. وظلت إرفورت تلعب دورا سياسيا هاما في السياسة الألمانية حتى فترة قصيرة من اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1945.

أهم معالم المدينة

تتميز المدينة بعدة معالم، منها مدينة لوثر والأسقفية وجامعتها التي أسست عام 1392، التي درس فيها مارتن لوثر وحولت فيما بعد إلى متحف. وهناك مجموعة من النصب التذكارية المنتشرة في أنحاء المدينة بالاضافة إلى كاتدرائية مارين ومريم العذراء الواقعة على هضبة تناطح السماء ببرجها توحي بالضخامة والفخامة من بعيد وإلى جانبها مباشرة كنيسة القديس سفري، هذا بالإضافة للمجاري المائية والقناطر والأبراج والمباني التخصصية التي بنيت في عصر النهضة وجسر كريمر الذي يغص بالبيوت السكنية المبنية عليه وقلعة بترسبورغ ودير أوغستين. أما المدينة القديمة التي يعود بنائها للعصور الوسطى، فقد كان من المقرر هدم بعض أجزاءها في الفترة الشيوعية الماضية لبناء طريق سريعة، إلا أن هذا المشروع ولحسن الحظ توقف بعد الوحدة الألمانية وتم ترميم المدينة القديمة وإعادة بناء بيوتها الخشبية الجميلة، الأمر الذي أعاد للمدينة رونقها و طابعها القديم المألوف.

شخصيات ومشاهير

نظرا لما تتمتع به مدينة إرفورت من طبيعة تأخذ الألباب، كانت منذ نشأتها مقصدا للشعراء والأدباء والموسيقيين والسياح. فالجلوس على ضفاف الأنهار وخاصة قبالة الطاحونة المائية على نهر غيرا في المساء في جو هادئ، يدخل للقلب البهجة والسرور ويفجر المواهب والقرائح. تحتضن إرفورت الغرباء والسياح لدرجة يصعب على المرء تمييزهم عن سكان المدينة أنفسهم، وهذا ما كان علية الحال دوما، حيث كانت مركزا سياسيا وحضاريا وثقافيا متميزا في ولاية تورينغن. وجذبت الكثير من المشاهير كغوتة وباخ وشيلر بالإضافة الى طالبها المشهور مارتن لوثر.

توجد في مدينة إرفورت ذات الأرض المنبسطة أكبر حديقة للتنزه في ألمانيا اسمها حديقة إيكا وتبلغ مساحتها 40 هكتار. وقد اطلق على المدينة اسم مدينة الورود نسبة لكثرة الأزهار والورود والنباتات فيها. إن التناسق والتناغم المحقق بين طبيعة المكان والتصميم الموافق لهذه الحديقة طبعها بسمات خاصة بها على مستوى ألمانيا كما تعتبر حديقة أزهار الزينة الموجودة فيها على مساحة 6000 متر مربع أكبر حديقة في أوروبا على الإطلاق مما جعل منها تحفة هندسية يقصدها مصممو الحدائق من كل أنحاء العالم.

.