إسبانيا: اعتقال كاتب ألماني من أصل تركي انتقد أردوغان
١٩ أغسطس ٢٠١٧
ألقت السلطات الإسبانية القبض على كاتب ألماني من أصول تركية بموجب مذكرة اعتقال صادرة من تركيا. من جانب آخر وصف مسؤول تركي طلب الحكومة الألمانية من تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لألمانيا بـ"المتعجرف"!
إعلان
ألقت السلطات الإسبانية القبض على الكاتب الألماني المنحدر من تركيا، دوغان أخانلي، بناء على طلب اعتقال من تركيا، حسبما ذكر محاميه إلياس أويار. كما ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أن أخانلي اعتقل في إسبانيا بعد أن أصدرت تركيا مذكرة اعتقال دولية بحقه بعد انتقاده للرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وذكرت مصادر - لم يتم تسميتها - من وزارة الخارجية الألمانية اليوم السبت (19 أب/ أغسطس 2017) ، أن الخارجية الألمانية على علم بالواقعة وتسعى إلى توفير الرعاية القنصلية لأخانلي. ويعيش أخانلي منذ فراره من تركيا في ألمانيا منذ عام 1991 ولا يحمل حاليا سوى الجنسية الألمانية.
ولم تتضح بعد الاتهامات الموجهة لأخانلي. وقال المحامي أويار في تصريحات لصحيفة "شتات أنتسايغر" الألمانية إن هناك مذكرة عاجلة من الشرطة الدولية (الإنتربول) لدى الشرطة الإسبانية بحق موكله.
من جانب آخر، نددت تركيا السبت برد فعل ألمانيا على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأتراك المجنسين في ألمانيا إلى عدم منح أصواتهم إلى تحالف حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحاكم، ووصفتها بأنها "متعجرفة".
ودافع بشدة نائب رئيس الوزراء التركي والناطق الرسمي باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ عن تصريحات أردوغان وقال إنها موجهة فقط إلى الناخبين من أصل تركي في ألمانيا. واعتبر في تصريحات تلفزيونية أن أردوغان "عبّر عن رأيه بوضوح وانفتاح، لكن انظروا إلى الردود غير المحترمة والمتعجرفة والخارجة عن حدود اللياقة"، مضيفا "أريد أن أندد بردود الفعل هذه وأسلوب التخاطب غير المحترم"، حسب رأيه.
وكانت برلين قد طلبت من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "عدم التدخل" في الحملة الانتخابية الألمانية. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن شيبرت عبر تويتر "ننتظر من الحكومات الأجنبية عدم التدخل في شؤوننا الداخلية".
وكان أردوغان دعا أمس الجمعة الألمان من أصل تركي إلى عدم التصويت لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تنتمي إليه ميركل، ولا للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، ولا لحزب الخضر، واصفا هذه الأحزاب بأنها "عدوة لتركيا".
ويقول محللون إن حوالي 1.2 مليون مواطن ألماني من أصل تركي يحق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية.
ز.أ.ب/ ع.خ (أ ف ب، د ب أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)