إسبانيا تفتح تحقيقا في مقتل مهاجرين على سياج مليلية
٢٩ يونيو ٢٠٢٢
وعدت الحكومة الإسبانية بـ"تعاون كامل" مع التحقيقات حول مقتل 23 مهاجرا إفريقيا خلال محاولتهم دخول البلاد انطلاقا من المغرب. جاء ذلك غداة إعلان النيابة العامة الإسبانية فتح تحقيق في الوقعة، التي أثارت انتقادات أممية.
إعلان
وعد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء (29 يونيو/حزيران 2022) بـ"تعاون كامل" من جانب حكومته مع التحقيقات حول مقتل 23 مهاجرا إفريقيا كانوا يحاولون الجمعة الماضي دخول جيب مليلية الإسباني انطلاقا من الأراضي المغربية.
وقال سانشيز في مقابلة مع إذاعة "كادينا سير" "يؤسفني جدا سقوط أرواح بشرية" مشددا مرة أخرى على "حق سبتة و مليلية " الجيبان الإسبانيان الواقعان في الأراضي المغربية، "في حدود آمنة" متهما "المافيات (..) التي تتاجر بالبشر".
وقضى ما لا يقل عن 23 مهاجرا وأصيب 140 شرطيا بجروح، وفقا للسلطات المغربية، عندما حاول نحو ألفي مهاجر فجر الجمعة عبور السياج الفاصل بين مليلية والمغرب.
وأعلنت النيابة العامة الإسبانية أمس الثلاثاء فتح تحقيق في الواقعة. وقال مكتب المدّعي العام الإسباني في بيان إنّه "طلب فتح تحقيق لتسليط الضوء على ما حدث". وعزت النيابة العامة هذا القرار إلى "خطورة الأحداث التي قد تكون مست الحقوق الإنسانية الأساسية للأشخاص".
وجاء إعلان النيابة العامة الإسبانية بعد ساعات من مطالبة الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في هذه المأساة، الأكثر دموية على الإطلاق عند الحدود بين المغرب والجيبين الإسبانيين سبتة ومليلية اللذين يشكلان حدود الاتحاد الأوروبي الوحيدة مع القارة الأفريقية. واتهمت الأمم المتحدة كلا من المغرب وإسبانيا "باللجوء المفرط إلى القوة" ضد هؤلاء المهاجرين ، كما جاء على لسان الناطق الرسمي باسمها ستيفان دوجاريك.
وحمل أحد مسؤولي مراقبة الحدود بالمغرب عصابات التهريب مسؤولية ما وقع من أحداث عنف قال إنها اتخذت طابعا شبه عسكري. وأضاف أن للمهاجمين طابع رجال الميليشيات ومنهم عسكريون سابقون من دول شهدت حروبا وصراعات، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
ع.ج.م/إ. ف (أ ف ب/ رويترز)
مهاجرون أفارقة عالقون في المغرب وعيونهم معلقة على أوروبا
هي معاناة مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى أرادوا أن يكون المغرب ممراً إلى الفردوس الأوروبي. إلا أنه ما لبث أن أضحى مقراً لهم. ولم يجدوا أمامهم غير الجبال لتأويهم والسماء لتزيدهم برداً في فصل الشتاء القاسي.
صورة من: Ayadi Motadamina
حلم موؤد
أحلام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى تنهار مجرد وصولهم إلى المغرب. فالحدود المغربية الإسبانية، ومعبر سبتة ومليلية، تحول دون بلوغهم "الجنة": أوروبا.
صورة من: DW/Ilham Talbi
الجبال والغابات مأواهم
بعد صدمة الواقع المرير، يجد المهاجرون أنفسهم بعيدين عن الفردوس الأوربي وبدون منازل تأويهم. فيتجهون نحو الجبال والغابات في المغرب، ليصنعوا لأنفسهم مأوى في انتظار الفرج. ويعتبر جبل "غوروغو" بالناظور/ شمال المغرب، واحداً من الأمكنة التي يقطن فيها المهاجرون الأفارقة نظراً لقربه الجغرافي من مليلية.
صورة من: DW/Ilham Talbi
بطالة وعوز
الكثير من الشباب المهاجر يعلق بالمغرب والقليل جداً يفلح في الوصول بطريقة ما إلى أوروبا. معظم الشباب يعاني من بطالة وفقر مدقع. ويزيد الوضع سوءاً عدم أخذ ذلك بالحسبان؛ إذ قد يبقى البعض عالقاً في المغرب لمدة قد تتجاوز السنة بلا نقود.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
نساء يذقن الأمرّين
معظم النساء المهاجرات لا يأتين وحيدات. بل برفقة أطفالهن وأحياناً كثيرة يرافقن أزواجهن. هن الأخريات يعانين من غياب مأوى يقيهن شر البرد والتحرش والتعنيف.
صورة من: DW/Ilham Talbi
أطفال يتضورون جوعاً
تأمين الأكل والشرب للأطفال هو الشغل الشاغل للمهاجرات من الأمهات. فبعد أن تأكدن من صعوبة العبور إلى وجهتهن الأولى يبقين في مصارعة مع ظروف الحياة الصعبة والحرمان من أبسط شروط العيش.
صورة من: DW/Ilham Talbi
المرض بالمرصد
الشباب القادم من دول جنوب الصحراء لا يحمل في جعبته غير حقيبة صغيرة للملابس، وأخرى كبيرة خيالية مليئة بالأحلام الوردية. يعجز البعض عن إكمال الطريق إلى أوروبا نتيجة الوقوع فريسة للمرض.
صورة من: Ayadi Motadamina
المجتمع المدني والحكومة يفعلان ما بوسعهما
مساعدة المهاجرين لا تقف عند مدهم بالأكل والشرب بل تتعداها إلى أمور أخرى: الخدمات الصحية، والسكن، والإدماج في المجتمع. حيث تعمل جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب الحكومة، لإنقاذ المهاجرين من وطأة الغربة والبطالة والمرض. وتعتبر "ماما حاجة" واحدة من النساء اللواتي كرسن حياتهم للعناية بصحة هؤلاء المهاجرين. إعداد مريم مرغيش