أعلنت إسبانيا أنها توصلت إلى اتفاق مع بريطانيا يقضي بأن يبقى إقليم جبل طارق جزءا من اتفاقيات الاتحاد الأوروبي وسينطبق وضع منطقة شينغن على الإقليم التابع لبريطانيا ويتمتع بالحكم الذاتي.
إعلان
أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ارانشا غونزاليس لايا اليوم الخميس (31 ديسمبر/كانون الأول 202) توصل بلادها مع بريطانيا إلى اتفاق مبدئي يتم بموجبه انضمام منطقة جبل طارق (الذاتية الحكم والتابعة للمملكة المتحدة) إلى منطقة شينغن.
وأوضحت الوزيرة أنه بهذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة أمكن منع اعتبار الحدود بين إسبانيا ومنطقة جبل طارق الواقعة في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة إيبريا منطقة حدود خارجية للاتحاد الأوروبي غير مسموح بتجاوزها اعتبارا من مطلع العام الجديد.
وستجعل هذه الخطوة جبل طارق أكثر ارتباطا بإسبانيا والاتحاد الأوروبي بعد خروج المملكة المتحدة من التكتل، وكان 96% من سكان جبل طارق البالغ عددهم 33 ألف نسمة قد صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي أجرته المملكة المتحدة صيف 2016.
وأضافت الوزيرة الإسبانية أن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه بين مدريد ولندن يجب أن يتم الاتفاق عليه في وقت لاحق بين الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي في وقت لاحق.
مضيق جبل طارق.. جسر استراتيجي أم خنجر في خاصرة أوروبا؟
02:11
ومع انضمام جبل طارق إلى منطقة شينغن، سيتم نقل الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى المطار الدولي في هذه المنطقة حيث ستفتش وكالة حماية الحدود (فرونتكس) المسافرين هناك.
وقالت غونزاليس لايا إن إسبانيا ستتولى الإشراف على الإجراءات الرقابية وهذه مسألة حساسة بالنسبة للناس نظرا للنزاع بين إسبانيا وبريطانيا حول السيادة على هذه المنطقة، وكانت إسبانيا تصر على تولي الإشراف على إجراءات الرقابة لأنها ملزمة حيال الدول الأخرى في دول شينغن بالرقابة على الحدود الخارجية للمنطقة، وذكرت مدريد أن بريطانيا لا يمكنها القيام بهذا لأنها لا تنتمي إلى منطقة شينجن ولا حتى منطقة جبل طارق لأنها ليست دولة.
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ، رويترز)
جبل طارق: الصراع على الجيب البريطاني
تشييد حواجز بيتونية في البحر ضاعف من حدة الصراع بين مدريد ولندن، ومؤخرا اتفق الجانبان على استقبال بعثة مراقبين من الاتحاد الأوروبي إلى إقليم جبل طارق، في محاول لامتصاص الأزمة.
صورة من: Getty Images
تصعيد للنزاع
تتنازع إسبانيا والمملكة المتحدة بسبب إقامة أكثر من 70 كتلة إسمنتية قبالة سواحل جبل طارق. وفي نهاية شهر يوليو/ تموز قامت حكومة جبل طارق هناك بتشييد شعاب اصطناعية في البحر الأبيض المتوسط. مهمة هذه الحواجز البيتونية حماية المياه الساحلية ومنع الأنشطة غير المشروعة للصيادين الإسبان. إسبانيا اعتبرت الإجراء بأنه غير قانوني، لأن تلك المياه تخضع للسيادة الإسبانية.
صورة من: Reuters/Jon Nazca
احتجاج صيادي الأسماك
احتجاجا على تلك الحواجز التي وضعت تحت الماء، قام 38 قارب صيد إسباني بالدخول يوم الأحد 18 أغسطس/ آب إلى سواحل المنطقة البريطانية. الصيادون الإسبان احتجوا على بناء الحاجز واشتكوا من أنه يمنعهم من الدخول إلى مناطق الصيد. زوارق حراس الشواطئ أغلقت الطريق عليهم وأجبرتهم على العودة.
صورة من: Getty Images
سفينة حربية قبالة الساحل
الصراع شهد تصعيدا جديدا عندما رست سفينة حربية بريطانية يوم الاثنين 19 أغسطس/ آب قبالة سواحل جبل طارق. رحلة السفينة المسلحة التي كانت ستشارك في مناورات بحرية، كان متفق عليها سابقا مع إسبانيا. تزامن هذا الأمر مع التوترات الدبلوماسية.
صورة من: Marco Moreno/AFP/Getty Images
ساعات طويلة من الانتظار
فرضت إسبانيا مراقبة أكثر صرامة على الحدود لمن يريد دخول إسبانيا من جبل طارق. وصار على سائقي السيارات أن يأخذوا في الاعتبار فترات انتظار تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر. إسبانيا بررت الضوابط بأنها ضرورية للتفتيش عن مهربين.
صورة من: Reuters
محاولة لصرف الأنظار؟
رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو اتهم الحكومة الإسبانية بأنها "تريد صرف الأنظار عن مشاكلها الخاصة مثل فسادها وفضائح تبييض الأموال التي تقوم بها". إسبانيا تدفع حاليا باتجاه "مسار تصادمي" وتحاول قطع خيط الحوار الدبلوماسي.
صورة من: MARCOS MORENO/AFP/Getty Images
مساعدة من الاتحاد الأوروبي
في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أعرب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي عن استيائه من بناء الشعاب الاصطناعية ورفض هذا الإجراء "غير المقبول" كليا. والآن يفترض أن تقوم بعثة مراقبين من الاتحاد الأوروبي بدراسة الوضع على الحدود. هذا ما اتفق عليه زعيما الدولتين مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو.
صورة من: picture alliance / empics
الاتحاد الأوروبي كوسيط
وتهدف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في وضع حد للنزاع المستمر منذ أسابيع بين لندن ومدريد. وستعمل البعثة بمشاركة السلطات الإسبانية والبريطانية وستقوم بالتحقق من الوضع على الحدود. متى يبدأ الخبراء عملهم؟ أمر لم يتضح بعد.
صورة من: Getty Images/Pablo Blazquez Dominguez
مستعمرة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني
السبب البعيد للخلاف بين الدولتين هو أن إسبانيا لم تتقبل بشكل كامل انضمام جبل طارق لبريطانيا. في معاهدة أوترخت لعام 1713 تم التوقيع على ملكية البريطانيين لجبل طارق. وبعدها باءت كل المحاولات الإسبانية للسيطرة عليها بالفشل. ووفقا لدستور عام 1969 بات جبل طارق مستعمرة تابعة للتاج البريطاني.
صورة من: Getty Images/Afp/Marcos Moreno
البقاء مع بريطانيا
يتمتع جبل طارق بحكم ذاتي في الشؤون الداخلية. فقط الدفاع والشؤون الخارجية تتولاها المملكة المتحدة. البريطانيون يقولون إنهم سيقبلون عودة الإقليم لإسبانيا في حال وافق السكان على ذلك. في الاستفتائين الذين أجريا في عامي 1967 و 2002، صوت نحو 99 بالمئة من السكان لصالح بقاء جبل طارق تحت التاج البريطاني.