دول الاتحاد الأوروبي تتوصل لاتفاق بشأن الهجرة واللجوء
٤ أكتوبر ٢٠٢٣
توصلت دول الاتحاد الأوروبي الى اتفاق حول نص رئيسي لإصلاح سياسة الهجرة في أوروبا، متغلبين على التحفظات الإيطالية. وكانت الخلافات قد برزت كحجر عثرة في جهود أوسع للاتحاد الأوروبي لإصلاح نظام اللجوء للتكتل.
إعلان
ذكرت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء (الرابع من أكتوبر/تشرين أول 2023) أن الدول الأعضاء بالتكتل مستعدة لتبني موقف مشترك حول قواعد اللجوء في حالات الأزمات، متغلبة على عقبة رئيسية. جاء ذلك في بيان صادر عن الرئاسة على منصة التواصل الاجتماعي (إكس).
وقالت الرئاسة الإسبانية "توصل سفراء الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن اللائحة التنظيمية التي تتناول حالات الأزمات والقوة القاهرة في مجال الهجرة واللجوء".
وكانت القضية قد برزت كحجر عثرة في جهود أوسع للاتحاد الأوروبي لإصلاح نظام اللجوء للتكتل. وحتى تبني الدول الأعضاء موقفا مشتركا، رفض البرلمان الأوروبي مواصلة المفاوضات حول حزمة الإصلاحات الشاملة.
وإنفراجة اليوم الأربعاء مكنت الدول الأعضاء من الاتفاق على موقفها حول آلية جديدة تحكم طريقة إعلان دولة عضو بالاتحاد عن أزمة ووضع قواعد خاصة بالأزمات. وأكد العديد من الدبلوماسيين الانفراجة، مما يسمح باستئناف المفاوضات مع البرلمان وهو شرط مسبق أساسي لتبني حزمة الإصلاحات.
ويهدف القانون الذي تتم مناقشته إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث أثناء أزمة اللاجئين 2015-2016، مما يسمح خاصة بتمديد مدة احتجاز المهاجرين على الحدود الخارجية للتكتل. وسيتعين الآن التفاوض على النص مع أعضاء البرلمان الأوروبي.
وأعاقت الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي واحدا من الملفات الرئيسية ضمن اتفاق الهجرة واللجوء الذي طرحته المفوضية الأوروبية في 20 أيلول/سبتمبر .2020 ويتعلق هذا الجانب بنظام التضامن الإجباري داخل التكتل حال حدوث تدفق ضخم للمهاجرين على حدود إحدى الدول الأعضاء.
وكانت المجر وبولندا والنمسا وجمهورية التشيك قد أعلنت معارضتها للاتفاق في تموز/يوليو الماضي، في حين امتنعت ألمانيا وسلوفاكيا وهولندا عن التصويت، مما جعل من المستحيل التوصل للأغلبية التي تتطلبها الموافقة عليه.
ولكن ألمانيا عادت الأسبوع الماضي ومهدت الطريق أمام الاتفاق المثير للجدل من أجل إجراء الإصلاح المقرر لسياسة اللجوء في الاتحاد الأوروبي، رغم المخاوف المتواصلة في أروقة الائتلاف الحاكم بالبلاد. ولطالما دعت ألمانيا إلى توفير حماية أفضل للأسر في ظل الأزمات.
أوضحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر حينها إن بلادها حصلت على تنازلات تتيح دعم الاتفاق ، بعد أن امتنعت عن دعم مسودة سابقة اعتبرتها قاسية للغاية بالنسبة لبعض فئات المهاجرين. وأوضحت فيزر أن التغييرات التي تم إدخالها للحصول على موافقة ألمانيا شملت التأكيد على إعطاء الأولوية للعائلات والأطفال عند وصولهم بشكل غير قانوني إلى أراضي الاتحاد الأوروبي وعدم تشديد معايير قبول طالبي اللجوء.
من جهتها أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن اعتقادها بأن اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على مكون
رئيسي آخر في حزمة إصلاح نظام اللجوء يعد بمثابة نجاح أيضا لحكومة بلادها. وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر في بيان نُشِر في برلين اليوم :" لقد ناضلنا في بروكسل حتى الدقيقة الأخيرة بقوة وبنجاح لتجنب تمييع الحد
الأدنى من المعايير الإنسانية المتعلقة على سبيل المثال بحق اللاجئين في التعليم والرعاية الصحية".
وأضافت بيربوك:" من خلال جهدنا عملنا على ضمان عدم إمكانية الأخذ بقواعد مرسوم الأزمات إلا في حالات مبررة بشكل مقنع للغاية".
ع.ج.م/إ.ف (د ب أ، أ ف ب)
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
إنقاذ رغم أنف السياسة.. منظمة إغاثة أوروبية تحصل على "نوبل البديلة"
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance
تتويج لجهود منظمات الإنقاذ
منظمة " إس أو إس ميديتيرانيه" الأوروبية تفوز بجائزة رايت لايفليهود، المعروفة باسم " جائزة نوبل البديلة"، لعام 2023 إلى جانب ناشطة حقوقية في غانا، ونشطاء في البيئة من كينيا وكمبوديا. فوز المنظمة الاوروبية جاء تكريما "لعملياتها الإنسانية للبحث والإنقاذ في البحر المتوسط" حسب اللجنة، ما يلقي الضوء على جهود منظمات الإنقاذ رغم المصاعب الكبيرة التي تواجهها.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/AP/picture alliance
متطوعون لإنقاذ المهاجرين
تأسست المنظمة في مايو/أيار عام 2015 لأجل المساهمة في إنقاذ أرواح المهاجرين غير النظاميين الذي يعبرون البحر المتوسط، بعدما ارتفعت أرقام الغرقى بشكل كبير، خصوصاً مع انفجار موجة اللجوء من سوريا، وارتفاع عدد المهاجرين القادمين من إفريقيا. تقول المنظمة إن التأسيس جاءَ بعد فشل الاتحاد الأوروبي في منع وقوع وفيات بين هؤلاء المهاجرين، ونجحت في إنقاذ حوالي 34 ألف شخص منذ تأسيسها.
صورة من: Vincenzo Circosta/AFP/Getty Images
إنقاذ الجميع أياً كانوا
المنظمة هي غير حكومة، أوروبية المنشأ ولا تتبع لبلد معين، لكنها تملك فرقاً في ألمانيا، وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. ويمولها في الغالب متبرعون خواص. تؤكد أن عملها يتأسس على الإنسان وكرامته بغض النظر عن أصوله وجنسيته ودينه وموقفه السياسي وغير ذلك، إذ تؤكد أن حقوق الإنسان تطبق على الجميع، ومن ذلك إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط.
صورة من: SOS Mediteranee/dpa/picture alliance
طواقم متخصصة تجوب البحر المتوسط
موّلت المنظمة سفينة الإنقاذ أكواريوس التي نشطت بين عامي 2016 و2018، وحاليا تمول المنظمة سفينة أوشن فايكينغ. يصل طول هذه الأخيرة إلى 59 مترا وعمقها إلى 15 مترا. يعمل فيها طاقم للإبحار من تسعة أشخاص، بالإضافة إلى طاقم طبي، وتحتاج يوميا لمصاريف عمل تقدر بـ14 ألف يورو، حسب موقع المنظمة، وهي من أكبر سفن الإنقاذ الموجودة في البحر المتوسط.
صورة من: Fabio Peonia/LaPresse/AP/picture alliance
ليست مجرد سفينة إنقاذ
تقدم هذه السفينة خدمات استقبال المهاجرين وتقديم الرعاية ومن ذلك توفرها على قسم خاص بالرعاية العاجلة وقسما خاصاً للنساء والأطفال. بسرعة تصل إلى 14 عقدة (26 كلم في الساعة)، تعد سفينة أوشن فايكينغ أسرع من أكواريوس، كما تملك رادارين وكاميرتين بالأشعة تحت الحمراء، ما يعطي خياراً أفضل للمنظمة في عمليات الإنقاذ للوصول إلى المهاجرين المهددين بالغرق.
صورة من: Jeremias Gonzalez/AP/picture alliance
طريق ليبيا-إيطاليا.. المنفذ الأكثر خطراً
عملت "إس أو إس ميديتيرانيه" أولاً في المياه الدولية بين إيطاليا وليبيا، بحكم أنها طريق العبور الأكثر شهرة بين المهاجرين. كان عملها أسهل عندما كان مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي ( MRCC ) هو المكلف بالإنقاذ، لكن بعدما تولت السلطات الليبية أمر التنسيق، صعبت كثيرا مهمة هذه المنظمة، بسبب عدم تجاوب طرابلس مع محاولاتها للتواصل.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
عراقيل من إيطاليا وليبيا
تقول المنظمة إن السلطات الليبية تعترض سبيل الكثير من المهاجرين في المياه الدولية وتعيدهم بشكل غير قانوني إلى ترابها، رغم أن لا يمثل مكانا آمنا لهم. واجهت كذلك مشاكل مع إيطاليا، ومن ذلك منع سفينتها من دخول المياه الإيطالية لعدة أسابيع عام 2022، ما خلق أزمة عابرة بين روما وباريس التي عرضت استقبال السفينة قبل أن تعدل روما عن موقفها الرافض.
صورة من: Salvatore Laporta//KONTROLAB/IPA/picture alliance