في تناقض مع ترامب.. إسبر لا يرى أدلة لهجمات على سفارات بلاده
١٣ يناير ٢٠٢٠
بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، يتساءل المرء عن السبب الفعلي الذي دفع الحكومة الأمريكية لقتل قاسم سليماني؟ ترامب أوضح أنه كان يخطط لمهاجمة سفارات بلاده، وإسبر يقول إنه لا يرى دليلا على ذلك.
إعلان
من جديد تتعرض مصداقية الرئيس ترامب وبشدة من قبل وزير دفاعه مارك إسبر. ترامب برر مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بنية الأخير مهاجمة سفارات بلاده في اربع دول على الأقل ، فيما قال وزير دفاعه مارك إسبر إنه لا يرى دليلا على ذلك.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في حديث تلفزيوني أجراه أمس الأحد إنه لا يرى أدلة محددة من مسؤولي المخابرات على أن إيران كانت تخطط لمهاجمة أربع سفارات، الأمر الذي أكده الرئيس دونالد ترامب لتبرير قتل جنرال إيراني كبير.
وفي حين اتفق إسبر مع ترامب على أن وقوع هجمات أخرى على السفارات الأمريكية أمر مرجح، قال لمحطة (سي.بي.إس) التلفزيونية إن تصريحات ترامب لمحطة فوكس نيوز لم تكن تستند إلى أدلة محددة بشأن هجوم على أربع سفارات. وقال إسبر "ما قاله الرئيس هو أنه من المحتمل أن تكون هناك هجمات إضافية على السفارات. أشارك في هذا الرأي... لم يستند الرئيس إلى أدلة محددة".
إلى ذلك مازال موظفون كبار في الحكومة الأمريكية يبدون تحفظا إزاء تصريحات ترامب بخصوص مبررات مقتل سليماني، رغم أن ترامب ذكر الكثير من التفاصيل بهذا الخصوص. كما وجه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من جمهوريين وديمقراطيين انتقادات لترامب وإدارته لعدم إبلاغ المجلسين بقرار اغتيال قاسم سليماني.
وبسؤال إسبر عما إذا كان ضباط المخابرات قدموا له أدلة ملموسة بشأن هذه المسألة، قال "لم أشهد شيئا فيما يتعلق بأربع سفارات".
وفي مقابلة أخرى مع شبكة (سي.إن.إن) قال إسبر إن الإدارة الأمريكية تلقت "معلومات مخابراتية دقيقة" ترجح وقوع هجوم واسع النطاق على عدد من السفارات وإن هذه المعلومات لا يمكن أن يطلع عليها سوى "مجموعة الثمانية" وهي مجموعة من كبار قادة الكونجرس الذين يتم اطلاعهم على المعلومات الحساسة التي لا يمكن لباقي أعضاء الكونجرس الحصول عليها.
وقال آدم شيف رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب، وهو ديمقراطي وعضو بمجموعة الثمانية، اليوم الأحد إن المجموعة لم تتلق أي معلومات بشأن هجمات محتملة على أربع سفارات. وأضاف شيف "لم تناقش مجموعة الثمانية في أي إفادة استهداف أربع سفارات... تحديدا".
ح.ع.ح/ح.ز(رويترز)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".