إستجواب مسئولين سوريين في فيينا وتوقع مواصلة ميليس لعمله
٦ ديسمبر ٢٠٠٥أفادت مصادر دبلوماسية في فيينا أن محققين تابعين للأمم المتحدة باشروا أمس الاثنين في العاصمة النمساوية استجواب مسئولين سوريين كبار في إطار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال مصدر دبلوماسي طالبا عدم الكشف عن اسمه "أن الاستجواب بدأ في مقر الأمم المتحدة" رافضا الإدلاء بأي تعليق حول عدد السوريين المستجوبين وهوياتهم. وكان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابراهيم غمبري اكد الخميس في نيويورك انه سيتم استجواب خمسة مسئولين سوريين كبار من الاثنين الى الأربعاء من قبل محققين تابعين للأمم المتحدة في فيينا. كما أوضح مصدر دبلوماسي اخر رفض ان يكشف عن اسمه "ان جلسات الاستجواب لا يترأسها ديتليف ميليس" رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول اغتيال رفيق الحريري موضحا أن "خمسة شهود (سوريين) موجودون" في فيينا.
ومنذ وافقت سوريا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر على أن يتم استجواب مسؤوليها في فيينا، لم تكشف سوريا ولا الأمم المتحدة عن هوية المسئولين المعنيين. وفي هذا الإطار أفاد مصدر مطلع على الملف في دمشق أن آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس شعبة المخابرات العسكرية لن يكون بين المسئولين السوريين الخمسة. ويذكر أن ميليس تقرير مرحلي نشر في 20 تشرين الأول/ أكتوبر أشار ميليس إلى "وجود أدلة متقاطعة" تشير إلى ضلوع مسئولين أمنيين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري في 14 شباط / فبراير 2005 في بيروت.
رفض وبرغماتية سورية
وكانت دمشق قد رفضت نتائج تقرير ميليس نظراً لأنه "مسيس كلياً"، مشيرة الى انه "يستند الى مجموعة من روايات" بعض الشهود المعروفين بمواقفهم المعادية لسوريا. ويذكر أن عرضت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر تصريحات سوري أكد انه اجبر على الإدلاء بشهادة خاطئة أمام لجنة ميليس. وتراجع هذا الشاهد السوري الذي يدعى هسام طاهر هسام عن شهادته أمام لجنة ميليس التي قال فيها إن "قرار اغتيال الحريري اتخذ في أيلول/سبتمبر 2004 خلال لقاء ضم خصوصا آصف شوكت وماهر الأسد شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري، واللواء جميل السيد مدير عام الامن العام اللبناني". وفي هذا السياق أيضاً أوقف اللواء السيد في أيلول/سبتمبر بطلب من ميليس مع ثلاثة ضباط كبار آخرين كانوا يعتبرون من أهم اركان النظام الامني السوري-اللبناني حتى انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل لماضي. وقال الناطق باسم اللجنة القضائية السورية الخاصة بالتحقيق حول اغتيال لحريري، إبراهيم دراجي أخيرا ان تقرير ميليس "انهار" بعد تراجع هسام عن شهادته.
وعلى النقيض من ذلك اعتبر رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس ان تراجع الشاهد السوري هسام هسام عن إفادته بدعم من دمشق لن يؤثر على مواصلة التحقيق. وعلى ضوء محاولة دمشق التأثير في صدقية التحقيق، دعا ميليس المعروف بتحفظه الاربعاء مجموعة صغيرة من الصحافيين اللبنانيين إلى مقر اللجنة الدولية. وهناك قام بطمأنتهم إلى أن إفادة الشاهد السوري المضادة لإفادته الأولى لن تؤثر سلبا على التحقيق رغم العاصفة التي أثارتها. ومن المقرر أن يقدم ميليس تقريره النهائي بحلول 15 كانون الأول/ديسمبر لكن مهمة لجنته قد تمدد إلى ما بعد ذلك.
مطالبة سورية بـ"تصحيح أخطاءه" لجنة التحقيق الدولية
ومن جهته قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة "فرانس 3" الفرنسية إن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يجب ان "تصحح الأخطاء" التي ارتكبتها. وأوضح الرئيس السوري في المقابلة التي أجريت معه من دمشق وتبثها المحطة اليوم الاثنين على دفعات "ننتظر أولا أن يكون هذا التحقيق مهنيا وان تصحح اللجنة الأخطاء التي ارتكبتها سابقا للتوصل إلى تقرير عادل وموضوعي يقول الحقيقة حول الجريمة التي أودت بحياة الرئيس الحريري". وجاء تصريح الأسد ردا على سؤال حول استجواب خمسة مسئولين سوريين كبار بدأ اليوم الاثنين في مكاتب الأمم المتحدة في فيينا ويمتد حتى الأربعاء حول اغتيال رفيق الحريري في إطار التحقيق الدولي الذي يرئسه القاضي الألماني ديتليف ميليس. ومضى الأسد يقول "لا يتوافر أي دليل يثبت ضلوع سوريا (في اغتيال الحريري). لا يتوافر دليل جنائي وليس من مصلحة سوريا ارتكاب فعل كهذا. من جهتنا فان الحقيقة ستبرئ سوريا كليا لا شك لدينا". وردا على سؤال حول موقف فرنسا قال الرئيس السوري "أنا لا افهم لماذا تلقي (باريس) بكل ثقلها" في التحقيقات التي يجريها ميليس. وأوضح انه يطلب منذ عامين موعدا للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال "حاولنا مرات عدة منذ سنتين وهذا مهم جدا لكن لم نتلق أي رد (..) في كل مرة نتلقى أجوبة عامة وغير مقنعة. ننتظر ردا واضحا".
دويتشه فيله + وكالات