أيد الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرافض لإقامة دولة فلسطينية "من جانب واحد" بعد تزايد الدعوات الدولية لإحياء الجهود من أجل التوصل إلى حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود.
إعلان
صوت الكنيست الإسرائيلي بغالبية واسعة الأربعاء (21 فبراير/شباط 2024) لصالح قرار اقترحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضد أي "اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية"، والذي سيكون وفقا للنص بمثابة مكافأة "للإرهاب غير المسبوق" لحركة حماس.
ويأتي التصويت بعد أيام من نشر صحيفة واشنطن بوست تقريرا عن إعداد الولايات المتحدة وعدد من حلفائها العرب خطة شاملة لتحقيق سلام إسرائيلي-فلسطيني دائم بعد انتهاء الحرب في غزة، تنص خصوصا على جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية.
ورحب نتنياهو بالتصويت قائلا عبر منصة إكس إن "هذا التصويت التاريخي يؤكد تصميمنا الجماعي"، مضيفا "لن نكافئ الإرهاب باعتراف أحادي الجانب ردا على مذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر، مثلما لن نقبل الحلول المفروضة".
ويؤكد نص القرار الذي تبناه 99 من أصل 120 نائبا في الكنيست، أن "إسرائيل ترفض بشكل قاطع الإملاءات الدولية بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين"، وأن هذه التسوية لا يمكن تحقيقها إلا "من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ومن دون شروط مسبقة".
واندلعت الحرب بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس من قطاع غزة على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأدى إلى مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردا على ذلك، شنّت إسرائيل هجوما على قطاع غزة خلف حتى الآن 29313 قتيلا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفق السلطات الصحية التابعة لحركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
مؤشرات واعدة بإحراز تقدم في المفاوضات
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن الخطة التي تعمل عليها إدارة بايدن وعدد من الدول العربية الحليفة تنص على وقف إطلاق النار "لمدة لا تقل عن ستة أسابيع"، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في غزة، بالإضافة إلى جدول زمني ينتهي بإقامة دولة فلسطينية.
واعتمدت الصحيفة في تقريرها على تصريحات مسؤولين أميركيين وعرب قالوا إنهم يأملون التوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في الأسبوع الثاني من آذار/مارس.
وفي سياق متصل قال بيني غانتس، عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي إن هناك "مؤشرات مبكرة واعدة بإحراز تقدم بشأن اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة وسط محادثات إقليمية لضمان تطبيق هدنة. لكنه أوضح أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد، فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال في غزة حتى في شهر رمضان ، الذي يبدأ الشهر المقبل.
وأضاف غانتس في مؤتمر صحفي متلفز: "هناك محاولات مستمرة للدفع باتجاه اتفاق جديد بشأن الرهائن، وهناك مؤشرات مبكرة واعدة على تقدم محتمل" بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت"الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. وتابع "لن نتوقف عن البحث عن طريقة ولن نفوت أي فرصة لإعادة بناتنا وأولادنا إلى الوطن".
وتتوسط قطر ومصر بدعم أمريكي للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن رهائن لدى حماس ومسجونين فلسطينيين لدى إسرائيل.
الأردن ينزل جوا مساعدات "طبية عاجلة"
في غضون ذلك أعلن الجيش الأردني في بيان الأربعاء أن طائرة تابعة له قامت بإنزال مساعدات "طبية عاجلة" في غزة بالتعاون مع بريطانيا.
ونقل البيان عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله "قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي، الأربعاء، بإنزال مساعدات طبية عاجلة على المستشفى الميداني الأردني غزة".
وأوضح أن "عملية الإنزال جاءت بالتعاون مع الجانب البريطاني، وذلك لتعزيز إمكانيات المستشفى وزيادة قدرة الكوادر الطبية في تقديم خدمات صحية وعلاجية للتخفيف عن الأهل في قطاع غزة".
وبحسب الجيش الأردني يتم إنزال المساعدات بواسطة مظلات موجهة بنظام تحديد المواقع (جي بي أس).
وأضاف المصدر أن "هذه الخطوة تأتي استمراراً لجهود المملكة الأردنية الهاشمية بالوقوف بجانب الأشقاء في ظل الحرب على قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "المستشفى مستمر في عمله رغم ما يعانيه من أوضاع صعبة نتيجة الحرب على غزة".
هـ.د/ أ.ح/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance