إسرائيل- انتخابات مبكرة وحملة تطعيم واسعة هل تنقذ نتانياهو؟
٥ يناير ٢٠٢١
للمرة الرابعة وفي غضون سنتين، سيدلي الإسرائيليون بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، وأحزاب جديدة تخلط أوراق المشهد السياسي. في ظل الأزمة السياسة تطلق حكومة نتانياهو حملة تلقيح واسعة، فهل ستنقذه في الانتخابات القادمة؟
إعلان
عدد أقل من المتظاهرين، مقارنة مع ما كان عليه الوضع في الصيف، اجتمعوا في هذا المساء الدافي من كلنون الثاني/ يناير أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس. فمنذ أكثر من ستة أشهر تُنظم هذه الاحتجاجات الأسبوعية المناهضة لحكومة نتانياهو. والانتخابات المبكرة تُعتبر بالنسبة للكثيرين استفتاء جديدا على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الذي يحكم منذ سنوات طويلة.
"حان الوقت لينصرف"، تقول أيناف شوشاني، الطالبة التي تبلغ من العمر 24 عاما وتبيع بعض الأطعمة على هامش المظاهرة، وتضيف "أعتقد أنه بإمكاننا إحداث تغيير". وآخرون ينظرون إلى الانتخابات من منظور عملي. "إن تشكيك المعسكر اليميني في بيبي (بنيامين نتانياهو) أمر مثير"، تقول نوفار شامير، الشابة إسرائيلية من مدينة صغيرة جنوبي البلاد والتي لا تتوقع حصول تغير كبير بعد الانتخابات المبكرة القادمة. وتضيف "أود رؤية سياسيين صريحين يتذكرون ماذا يعني أن يكون المرء مواطنا عاديا". بنيامين نتانياهو، الذي في منصبه كرئيس وزراء منذ عام 2009 تسره نتائج استطلاعات الرأي الحالية قبل الانتخابات البرلمانية الرابعة في غضون سنتين. فحزبه الليكود في المقدمة كأقوى حزب. لكن يجب على نتانياهو تشكيل ائتلاف مع أحزاب أخرى للحصول على تأييد 61 نائبا من 120 داخل الكنيسيت، البرلمان الإسرائيلي.
خلاف حول الميزانية ونهاية ائتلاف هش
في الـ 22 من كانون الأول/ ديسمبر تم حل الكنيسيت لعدم اتفاق شركاء الائتلاف الحكومي بنيامين نتانياهو (الليكود) وبيني غانتس ( أبيض أزرق) على ميزانية عام 2020. والحكومة التي تولت مهامها قبل ثمانية أشهر من أجل مكافحة جائحة كورونا كانت تُعتبر هشة. وحسب اتفاقية الائتلاف كان بيني غانتس سيصبح رئيس الوزراء بدل نتانياهو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. لكن قلما وُجد إسرائيلي واحد يتوقع تنفيذ التناوب هذا البند من اتفاقية الائتلاف الحكومي. "لا أعتقد أن الكثيرين يرون في الانتخابات الجديدة قيمة مضافة كبيرة. والشعور السائد هو أن كل خيار سيئ، لأن الحكومة لا تعمل ويجب تنظيم انتخابات جديدة"، تقول الباحثة الإسرائيلية في اسطلاعات الرأي داليا شايدلين، التي تفيد بأنه عامة يسود الانطباع بأن "السياسيين منشغلون أكثر بمصالحهم السياسية أكثر من مشاغل المواطنين".
وحاليا البلاد في حجر صحي جديد وسط حملة تلقيح واسعة ضد فيروس كورونا. وحالات الإصابة بالعدوى ارتفعت مجددا في الأسابيع الأخيرة، لكن الحملة الانتخابية انطلقت. وحتى موعد الـ 4 من شباط/ فبراير على الأحزاب تسجيل قوائمها وليس هناك نقص في عدد الأحزاب ولا التحالفات التي تصطف إما في المعسكر المناهض أو المساند لنتانياهو. والمشهد السياسي الحالي مختلف عما كان عليه في الانتخابات السابقة وهذا قد يصعب الأمر على نتانياهو، إذ أنه "لأول مرة يواجه منافسة في المعسكر اليميني"، يقول جيدعون رحات، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس. وهذا يعني "أنه سيواجه عدة منافسين قد يأخذون منه أصواتا من المعسكر اليميني". والنتيجة، كما يقول رحات قد تكون الوصول إلى طريق مسدود يصعب تشكيل ائتلاف على غرار ما حصل في الانتخابات السابقة.
منافسة من داخل معشكر نتانياهو
ويُعتبر السياسي السابق من حزب الليكود، جيدعون ساعر الذي شكل مطلع ديسمبر/ كانون الأول حزب الأمل الجديد أقوى منافس لنتانياهو. وهدفه هو تشكيل حكومة ائتلافية بدون نتانياهو. ويرى مراقبون أن أصوات الأحزاب الصغيرة المختلفة في المعسكر اليميني ستكون حاسمة في الانتخابات. وساعر البالغ من العمر 54 عاما كان وزيرا للداخلية في حكومة نتانياهو وهو يرفض حل الدولتين مع الفلسطينيين. وبعد فترة استراحة سياسية قصيرة ترشح عام 2019 بدون نجاح ضد نتانياهو لرئاسة الليكود. والتحاق سياسيين آخرين من الليكود به مثل المقرب السابق من نتانياهو، زئيف إلكين والانضمام إلى الحزب الجديد، يمنح ساعر قوة سياسية ـ على الأقل كما تفيد استطلاعات الرأي ـ ليكون حزبه ثاني أقوى حزب. "والسؤال الأساسي يبقى: ماذا يعني هذا الرهان على مناهضة نتانياهو في المعسكر اليميني؟"، تقول المحللة السياسية داليا شايندلين. "ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أجندة حكومة لا يقودها نتانياهو ولا الليكود؟ هذا هو السؤال الذي سيطرحه الناخبون". وتحالف يمين الوسط أزرق أبيض بقيادة قائد الجيش السابق بيني غانتس أحرز نجاحا في الانتخابات الثلاث السابقة. وحاليا ليس واضحا هل الحزب سيتمكن بعد الائتلاف الحكومي الفاشل من الوصول مجددا إلى البرلمان؟
وحتى في ما يُسمى معسكر يسار الوسط بأحزابه المختلفة توجد صعوبة في إيجاد صوت موحد. والحزب الجديد "الإسرائيليون" الذي أسسه رون هولداي، عمدة تل أبيب الشهير يعد الناخبين من وسط اليسار بتوفير موطن جديد. ومن سيشكل تحالفات سياسية مع الآخر، فهذا سيُعرف فقط في الأسابيع المقبلة.
حملة انتخابية مع حملة التلقيح واسعة
وفي الأثناء يشير بنيامين نتانياهو إلى نجاحاته في السياسة الخارجية "كصانع سلام" مع دول عربية دون تقديم تنازلات حقيقية للفلسطينيين. فبمساعدة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، تمكن في وقت وجيز من التوقيع على اتفاقيات تطبيع مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب وعلى إعلان نوايا مع السودان. ومن ناحية السياسة الداخلية يراهن على حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وكتب نتانياهو في تغريدة "إسرائيل بطلة العالم في التطعيم". وإلى حد الآن يكثر الحديث في وسائل الإعلام عن إسرائيل بسبب حملة التطعيم السريعة والواسعة. ويبقى السؤال هل الناخبون سيتذكرون سياسة الحكومة التي يتم انتقادها في مواجهة كورونا أم حملة التطعيم؟ وسحب قاتمة فوق المعسكر الحكومي قد تتسبب فيها على كل حالمحاكمة نتانياهو بتهم الفساد التي نستأنف في شباط/ فبراير.
وإلى حين موعد الانتخابات في الـ 23 من آذار/ مارس قد يحصل ويتغير الكثير. وبالرغم من أن نتانياهو يوصف من قبل مسانديه "بالعبقري"، فإنه يجب عليه تقوية تحالفاته السياسية مثلا مع الأحزاب اليمينية المتطرفة. ومنذ الانتخابات في أبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول 2019 لم ينجح في تكوين ائتلاف مستقر يحتاجه للبقاء في منصبه رئيسا لوزراء إسرائيل!
تانيا كريمر/ م.أ.م
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
قبل أكثر من سبعين عاماً أعلن عن قيام إسرائيل. ذات الإعلان يؤرخ له الفلسطينيون بيوم "النكبة". عقود طوال من الشد والجذب بين الطرفين دون التوصل إلى حل نهائي للصراع الذي خلف ضحايا كثر وخسائر جسيمة.
صورة من: Getty Images/A. Wong
"النكبة"
"عيد الاستقلال" بالنسبة للإسرائيليين هو ذكرى "النكبة" بالنسبة للفلسطينيين. فبسبب حرب 1948 فقد فلسطينيون كثر بيوتهم ومورد رزقهم. وقدر عدد الذين خرجوا من بلدهم حينذاك بـ 700.000 فلسطيني، يُنعتون اليوم باللاجئين الفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعلان التأسيس والاعتراف
في الـ 14 من أيار/ مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. وكانت أمريكا أول الداعمين لتلك الدولة والمعترفين بها ورُفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. قيام إسرائيل فتح الباب على مصراعيه لـ"صراع الشرق الأوسط".
صورة من: picture-alliance/akg-images
"أرض الميعاد"
اليهود أكبر مكون في المجتمع الإسرائيلي. ويصل عدد سكان الدولة العبرية اليوم أكثر من 8٫5 مليون نسمة. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ"أرض الميعاد"، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود.
صورة من: AFP/Getty Images
حرب الأيام الستة
تعددت الحروب بين إسرائيل وجيرانها العرب، ففي 5 حزيران/ يونيو 1967 نشبت حرب جديدة بين الدولة العبرية وبين كل من مصر وسوريا والأردن، لتكون الثالثة في سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي. لكنها سرعان ما انتهت بنصر إسرائيلي واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
صورة من: picture alliance/AP/KEYSTONE/Government Press Office
لاجئون في دول الجوار وفي الضفة والقطاع
يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بحوالي 5 مليون لاجئ فلسطيني. وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فإن اللاجئين الفلسطينيين يوجدون بـ 58 مخيم في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وتُطلق كلمة "لاجئ" على الخارجين من فلسطين بعد نكبة 1948، في حين يقال "نازحون" لمن غادروا فلسطين بعد "نكسة" 1967.
ظروف مزرية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً اجتماعية واقتصادية قاسية في المخيمات. فقد كشفت أونروا في تقاريرها عن الأوضاع المزرية لهؤلاء، والتي تمتاز عموماً بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة المكبلة. علاوة عن بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي. ويشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات لا "يملكون" الأرض التي بني عليها مسكنهم، في حين يمكنهم "الانتفاع" بالأرض للغايات السكنية.
صورة من: John Owens
لماذا أنوروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. وتعمل على المساعدة والحماية وكسب التأييد لهم، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. وتخصص الوكالة مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع داخل المخيمات وخارجها. تم تأسيس الوكالة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/
حرب رابعة
في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 قام الجيشان المصري والسوري بهجوم مفاجئ على القوات الإسرائيلية المرابطة في سيناء وهضبة الجولان. حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية. انتهت الحرب رسمياً مع نهاية 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر تفتح الباب
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977 فاجئ الرئيس المصري أنور السادات العالم بزيارته إلى إسرائيل، لتنطلق مفاوضات سلام شاقة برعاية أمريكية وتتوج في سبتمبر/ أيلول 1978 بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد، التي تبعها توقيع معاهدة السلام في 26 آذار/ مارس من عام 1979. أنهت المعاهدة حالة الحرب وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. لم يحظ السلام بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/CNP/Arnie Sachs
اتفاق أوسلو
بعد شهور من المفاوضات السرية الموازية لعملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991 تم في 13 من سبتمبر/ أيلول 1993 في حديقة البيت الأبيض توقيع اتفاق أوسلو الذي كان إعلاناً عن المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقال. حصل كل من ياسر عرفات وإسحاق رابين وشيمون بيريز على نوبل للسلام. لكن المعاهدة قوبلت برفض فصائل فلسطينية لها. انعقدت جولات كثيرة لاستكمال السلام الذي تعثر باندلاع الانتفاضة الثانية.
صورة من: Getty Images
معاهدة وادي عربة
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1994 وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقع رئيس الأردن وإسرائيل معاهدة سلام بينهما. أنهت معاهدة وادي عربة رسمياً عقوداً من حالة الحرب، بيد أنها لم تكتسب شرعية شعبية في الأردن حتى اليوم، ففي نظر الشريحة الأكبر من الأردنيين، الذين يشكل الفلسطينيون أكثر من نصفهم، لا تزال إسرائيل "عدواً". وبموجب المعاهدة احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Gibson
حق العودة
حق العودة حلم يراود معظم اللاجئين الفلسطينيين. ولجأ الفلسطينيون وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو إلى تشكيل لجان ومؤسسات بهدف الحفاظ على قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMA Wire/APA Images/A. Amra
الإمارات والدولة العبرية تعلنان التطبيع الكامل
توصلت الإمارات وإسرائيل إلى "اتفاق سلام تاريخي"، حسب الرئيس ترامب الذي قال إنهما ستباشران قريبا لقاءات لعقد اتفاقيات عدة. وتعد الإمارات أول بلد خليجي يعلن عن تطبيع كامل مع إسرائيل. محمد بن زايد أعلن في تغريدة أنه تم في اتصال مع ترامب ونتانياهو "الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد بأن مخطّط الضمّ "تأجّل" لكنّه "لم يُلغ".
البحرين تنضم للإمارات
شهرا بعد الإعلان الإماراتي-الإسرائيلي، انضمت البحرين إلى الدولتين، ووقع بنيامين نتنياهو اتفاقي سلام مع وزيري خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحريني عبد اللطيف الزياني. يُعتقد أن البحرين لن تكون الأخيرة، وأن هناك دولا عربية قد تنضم، في مؤشر جديد على قرب نهاية رسمية للصراع العربي-الإسرائيلي ليتحول إلى صراع فلسطيني-إسرائيلي، بيدَ أن هناك دولا في المنطقة لن تغير موقفها كإيران.