نتنياهو يعقد اجتماعا في "جبل الشيخ" بالجولان السوري المحتل
١٧ ديسمبر ٢٠٢٤
عقد رئيس وزراء إسرائيل اجتماعا أمنيا على جبل الشيخ في الجولان السوري، حيث سيطرت قوات إسرائيلية مؤخرا على منطقة حدودية عازلة، وأكد نتنياهو أن قوات بلاده ستبقى في المنطقة "حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل".
إعلان
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء عقد اليوم الثلاثاء (17 ديسمبر/كانون الأول 2024) اجتماعا أمنيا على جبل الشيخ في الجولان. وأكد مكتب نتنياهو في بيان أنه "أجرى تقييما أمنيا بشأن سلسلة جبل الشيخ مع وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد القيادة الشمالية ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)".
وتوغلت القوات الإسرائيلية مؤخرا في المنطقة الغازلة التي توجد فيها قوات الأمم المتحدة، كما سيطرت على مناطق خارج المنطقة العازلة، من بينها قمة جبل الشيخ (جبل حرمون) والجانب السوري من الجبل الاستراتيجي.
ويمتد جبل الشيخ بين سوريا ولبنان ويهيمن على مرتفعات الجولان السورية التي احتلت إسرائيل معظمها في العام 1967 قبل ضم المنطقة الخاضعة لسيطرتها في العام 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه زار مع نتنياهو "لأول مرة قمة جبل الشيخ" منذ انتشار القوات الإسرائيلية فيها في أعقاب إطاحة الرئيس بشار الأسد.
إسرائيل تستغل الأوضاع المضطربة في سوريا
02:32
وفيما أكد نتنياهو أن القوات الإسرائيلية ستبقى في المنطقة العازلة على الحدود السورية، وتحديدا على قمة جبل الشيخ، "حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل"، أكد كاتس في بيان "سنبقى هنا (في المنطقة العازلة) طالما كان ذلك ضروريا، إن وجودنا هنا في قمة الشيخ يعزز الأمن ويضيف أيضًا بعدًا للمراقبة والردع لمعاقل حزب الله في سهل البقاع اللبناني، فضلاً عن الردع ضد المعارضين في دمشق، الذين يدعون أنهم يمثلون وجهًا معتدلاً ويظهرون وجهًا معتدلًا". وأضاف في بيانه "إنهم في الواقع أعضاء في التيارات الإسلامية الأكثر تطرفا".
وأصدر كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بأن ينشئ بسرعة وجودا بما في ذلك بناء تحصينات، تحسبا لما يمكن أن يكون إقامة طويلةفي المنطقة. وأضاف كاتس: "قمة جبل الشيخ هي عيون دولة إسرائيل لرصد أعدائنا القريبين والبعيدين".
وكان نتنياهو قد أكد الأسبوع الماضي أنالجولان سيظل إسرائيليا "إلى الأبد"، وقال إن "تدعيم الجولان هو تدعيم لدولة إسرائيل وهو أمر مهم خصوصا في هذا الوقت. سنواصل ترسيخ وجودنا هناك وتطويره والاستيطان". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أن التوغل في المنطقة العازلة إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.
من جانبها وصفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هسكل أبو محمد الجولاني قائد "هيئة تحرير الشام" الإسلامية التي تولت السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بأنه "ذئب في ثوب حمل". وعرضت هسكل في مؤتمر صحافي مجموعة من الصور للجولاني تظهر انتماءه إلى الفصائل الإسلامية المتطرفة.
إعلان
وقالت "من المهم أن نتجنب الوقوع في محاولة تبييض صورة الجماعات الجهادية في سوريا. نحن نعرف من هم ونعرف حقيقتهم، حتى لو غيروا أسماءهم، نحن نفهم مدى خطورتهم على الغرب". وأضافت "هذه منظمات إرهابية وهذا (الجولاني) ذئب في ثوب حمل".
قاتل الجولاني واسمه الحقيقي أحمد الشرع لصالح تنظيم القاعدة في العراق بعد غزو الولايات المتحدة في العام 2003. وفي وقت لاحق، أسس الجولاني فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا تحت مسمى "جبهة النصرة"، التي تحالفت لفترة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ(داعش).
منذ انفصال تنظيمه عن القاعدة في العام 2016، أرسل الجولاني "تطمينات" إلى الأقليات الدينية ونفى وجود مخطط لفرض حكم إسلامي صارم. رغم ذلك، تبقى هيئة تحرير الشام مصنفة منظمة إرهابية من قبل العديد من البلدان الغربية وتخضع لعقوبات مدعومة من الأمم المتحدة.
ع.ج/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي