من المتوقع أن تبحث حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدراسة مقترح مصري لإنهاء الحرب في قطاع غزة.، وذلك تزامنا مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في خضم تواصل المعارك الضارية في القطاع.
إعلان
تعتزم حكومة الحرب الإسرائيلية في وقت لاحق اليوم الاثنين (25 ديسمبر/ كانون الأول 2023) بحث اقتراح مصري لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفقا لما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية. وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قد ذكرت في وقت متأخر من مساء الأحد أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا في وقت سابق أن مصر قدمت اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة. ولكنرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد يوم الأحد أنهم سيواصلون القتال حتى يتم هزيمة حركة حماس الفلسطينية بالكامل. وقال نتنياهو إن هذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد يشكل تهديدا لإسرائيل. وذكرت قناة الشرق للأخبار السعودية، في نفس اليوم، نقلا عن مصادر مطلعة أن الاقتراح المصري ينص على إنهاء الحرب على عدة مراحل.
ويشير المقترح إلى أنه في مرحلته الأولى، سيكون الهدف فرض وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين على الأقل. خلال هذا الوقت، سيتم إطلاق سراح 40 رهينة. وفي المقابل ستطلق إسرائيل سراح 120 معتقلا فلسطينيا لديها. وسيلي ذلك - في المرحلة الثانية - إجراء حوار فلسطيني-فلسطيني برعاية مصر. وتنص المرحلة الثالثة بعد ذلك على وقف كامل لإطلاق النار واتفاق شامل بشأن تبادل الرهائن والمعتقلين. وفي خطوة أخيرة، تسحب إسرائيل جيشها من القطاع، ويتمكن جميع النازحين من العودة إلى منازلهم.
النزوح إلى المواصي بعد أن أعلنها الجيش الإسرائيلي منطقة آمنة
02:12
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين مقتل اثنين من جنوده أثناء القتال في شمال غزة، لترتفع حصيلة القتلى إلى 156. ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن الجيش القول إن الجنديين قتلا أمس الأحد. وقد أصيب جندي آخر بإصابات خطيرة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس الأحد أن ما لا يقل عن 15 جنديا من عناصره قتلوا في غزة منذ يوم الجمعة الماضي.
وتواصل اسرائيل الإثنين قصف قطاع غزة حيث تهدد مجاعة المدنيين بعد ليلة عيد ميلاد حزينة للفلسطينيين في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة تحت وطأة الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين. وفي ليلة الميلاد، لم يتوقف القصف في القطاع الفلسطيني. وفي وقت مبكر من الإثنين، أسفر قصف عن مقتل 12 شخصا بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، حسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس. وقالت الوزارة في بيان إن قصفا في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصا على الأقل. ووجهت اسرائيل نحو خمسين ضربة متتالية لوسط القطاع.
وشهدت نهاية الأسبوع سقوط عدد كبير من القتلى في القطاع المكتظ بالسكان وتسيطر عليه منذ 2007 حركة حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى تنظيما إسلاماويا إرهابيا.
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ، أ.ف.ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance