إسرائيل تتوعد بالرد الفوري على أي إطلاق للنار من سوريا باتجاه أراضيها
٢٤ مارس ٢٠١٣ صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون اليوم الأحد (24 مارس/ آذار 2013) بأن "إسرائيل تنظر بخطورة إلى إطلاق النار باتجاه قوة من الجيش داخل الأراضي الإسرائيلية وتعتبر النظام السوري مسؤولاً عن ذلك". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن يعالون القول إن قواته "ردت بناء على سياسة الحكومة التي تقضي بالرد على أي اعتداء على السيادة الإسرائيلية". وأكد أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح للجيش السوري أو أي لجهة أخرى بخرق هذه السيادة". ولم يصدر بعد أي تعليق عن الجانب السوري.
وفتح الجيش الإسرائيلي النيران اليوم على نقطة عسكرية سورية في منطقة تل فارس بهضبة الجولان رداً على نيران سورية، دون أن يسفر الحادث عن إصابات أو أضرار.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الأردنية وأراضي الجولان السوري الذي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منه. وأفاد المرصد في بريد الكتروني مساء السبت أن "مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري" الواقع شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب) وذلك "إثر انسحاب القوات النظامية منه".
وأوضح المرصد أنه بذلك "تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام".
وكان مقاتلو المعارضة قد سيطروا في الأيام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان "إثر اشتباكات عنيفة وحصار استمر لأيام"، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن القوات النظامية تكبدت جراء الاشتباكات "خسائر بشرية ومادية"، بينما غنم مقاتلو المعارضة "عدداً من الآليات والأسلحة والذخائر". وتقع هذه المناطق خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من هضبة الجولان والأجزاء التي تحتلها إسرائيل منذ حرب العام 1967.
وكان مقاتلو المعارضة قد حققوا السبت تقدماً في المناطق الجنوبية بسيطرتهم على مقر قيادة لواء للدفاع الجوي في محافظة درعا بعد معارك لأكثر من أسبوعين، بحسب المرصد.
نتنياهو: الأزمة السورية هي السبب الرئيسي للاعتذار من تركيا
من جانب آخر كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تزايد حدة الأزمة في سوريا كان سبباً رئيسياً في قراره الاعتذار لتركيا عن مقتل تسعة أتراك كانوا ضمن قافلة تضامنية كانت في طريقها إلى قطاع غزة. ونقلت مواقع إسرائيلية أن نتنياهو كتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "حقيقة أن الأزمة السورية تتصاعد باستمرار كانت سبباً رئيسياً". وأضاف: "سوريا تنهار. وترسانتها الهائلة من الأسلحة المتطورة بدأت تسقط في أيدي عناصر مختلفة. والأمر الأكبر، الذي نخشاه، هو أن تضع الجماعات الإرهابية يدها على الأسلحة الكيميائية".
وقال: "بعد ثلاثة أعوام من انقطاع العلاقات الإسرائيلية-التركية، قررت أن الوقت حان لاستعادتها. الواقع المتغير من حولنا يتطلب أن نقوم بصورة مستمرة بإعادة تقييم علاقاتنا مع دول المنطقة". كما أشار إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب الوضع على الحدود ومستعدة للتعامل مع أي تطور.
وقال نتنياهو: "من المهم أن تكون تركيا وإسرائيل، اللتان يجمعهما وجود حدود مشتركة مع سوريا، قادرتين على التواصل مع بعضهما البعض، وهذا الأمر يتعلق بالتحديات الإقليمية. كما أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري وفرت فرصة لإنهاء الأزمة.. وهذا هو السبب أني اتخذت قرابة نهاية زيارة الرئيس الأمريكي قرار الاتصال برئيس الوزراء التركي لحل الأزمة وإصلاح العلاقات بين بلدينا".
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن أمس الجمعة بعد مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل عن اعتذار رئيس الحكومة الإسرائيلية لتركيا عن مقتل النشطاء التسعة عام 2010 في عملية عسكرية شنها الجيش الإسرائيلي على سفينة مافى مرمرة ضمن أسطول يحمل مساعدات ومؤن إلى قطاع غزة المحاصر. يذكر أن العلاقات بين البلدين تجمدت بعد حادثة سفينة مرمرة واشترطت تركيا اعتذار إسرائيل بشكل رسمي لإعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
من جانبه، وجه أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، انتقادات حادة لحكومة بنيامين نتنياهو بسبب تقديمها اعتذارا لتركيا عن مقتل تسعة من النشطاء الأتراك قبل ثلاثة أعوام. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية أمس السبت عن ليبرمان قوله إن الاعتذار الصادر عن نتنياهو لتركيا "خطأ فادح". وقال ليبرمان إن كل من شاهد صور سفينة "مافي مرمرة" يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن الجنود الإسرائيليين تصرفوا "دفاعاً عن النفس". وأعرب ليبرمان عن اعتقاده بأن الاعتذار سيكون له أثره السيئ على الحالة المعنوية لجميع الجنود الإسرائيليين.
وكان ليبرمان استقال نهاية العام الماضي من منصبه كوزير للخارجية في أعقاب اتهامات له بخيانة الأمانة ومنذ ذلك الوقت ونتنياهو يتولى منصب وزير الخارجية إلى جانب رئاسة الوزراء، وذكرت تقارير إعلامية في إسرائيل أن من المنتظر عودة الرجل الثاني في تحالف نتنياهو اليميني إلى منصبه في حال تبرئة ساحته في هذه القضية.
ش.ع/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)