إسرائيل تجدد رفضها دخول المساعدات إلى غزة "للضغط على حماس"
عارف جابو أ ف ب، رويترز، د ب أ
١٦ أبريل ٢٠٢٥
انتقدت "أطباء بلا حدود" تدهور الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة ومقتل مسعفين ومتعاونين مع المنظمة. في حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن "أي مساعدات إنسانية لن تدخل غزة" وأن الجيش سيبقى في المنطقة العازلة في كل الأحوال.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "لن تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ومنع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغطالرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان" ((أرشيف)صورة من: Mohamed Abd El Ghany/REUTERS
إعلان
قالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية اليوم الأربعاء (16 أبريل/ نيسان 2025) إن قطاع غزة أصبح "مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم" جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت أماند بازيرول منسقة الطوارئ في المنظمة لقطاع غزة "نشهد بالوقت الحقيقي القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري" مشيرة إلى أن الاستجابة الإنسانية "تعاني كثيرا من انعدام الأمن وحالات النقص الحادة".
ورأت المنظمة الإنسانية غير الحكومية أن سلسلة من الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية تشهد على "ازدراء فاضح بأمن العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة". وقد قتل 11 من المتعاونين مع المنظمة منذ بدء الحرب فيقطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل إٍسرائيل.
وتابع بيان المنظمة "نناشد السلطات الإسرائيلية الرفع الفوري للحصار غير الإنساني والقاتل المفروض على غزة، وحماية حياة الفلسطينيين فضلا عن الطواقم الإنسانية والطبية والعمل مع كل الفرقاء للعودة إلى وقف إطلاق النار والمحافظة عليه".
يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وتمنع إسرائيل كذلك دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتفيد منظمة "أطباء بلا حدود" أن مخزونات المواد الغذائية والوقود والأدوية قد نفدت. وأشارت المنظمة خصوصا إلى نقص في مسكنات الأوجاع والأدوية للأمراض المزمنة والمضادات الحيوية والمعدات الجراحية الأساسية.
أوضاع إنسانية مزرية في قطاع غزة
03:20
This browser does not support the video element.
مصادر فلسطينية: مقتل مدنيين في شمال القطاع
من ناحية أخرى ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اليوم الأربعاء، أن عشرة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم جراء هجوم جوي إسرائيلي استهدف منزلا في شمال غزة. وقالت الوكالة، نقلا عن مصادر طبية، إن عدة أشخاص أصيبوا بجروح إثر الهجوم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يتحقق من صحة التقرير. ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر آثار الهجوم الجوي الذي تم شنه، خلال الليل، على منطقة شرقي مدينة غزة، حيث تم إجلاء الجرحى.
وشن الجيش الإسرائيلي عملية في المنطقة نهاية الأسبوع الماضي لتوسيع ما وصفه بأنه "منطقة أمنية". ودعا الجيش المدنيين إلى إخلاء المنطقة.
إعلان
لا مساعدات إنسانية والجيش سيبقى في المنطقة العازلة
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأربعاء أن "أي مساعدات إنسانية لن تدخل غزة" حيث عاودت إسرائيل ضرباتها الجوية الكثيفة وهجومها البري.
وأضاف كاتس "لا أحد يخطط حاليا للسماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، ولا توجد أي استعدادات لإتاحة دخولها".
وتمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع منذ الثاني من آذار/مارس.
كما أكد كاتس بقاء القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة "في أي اتفاق مؤقت أو دائم" بشأن غزة. وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية "ستبقى في المناطق الأمنية كمنطقة عازلة بين العدو والمجتمعات (الإسرائيلية) في أي وضع مؤقت أو دائم في غزة". وتابع الوزير أن "القوات ستبقى في ما يسمى بالمناطق الأمنية في قطاع غزة ولبنان وسوريا إلى أجل غير مسمى".
وسيطرت القوات الإسرائيلية على مساحات واسعة من غزة خلال الأسابيع الأخيرة، في حملة متجددة للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فإن حوالي ثلثي قطاع غزة يخضع لأمر إخلاء إسرائيلي أو تعتبر منطقة محظورة من قبل الجيش الإسرائيلي، وهذا ينطبق على ما يقرب من 70 في المئة من القطاع غزة، وفق ما كتب غوتيريش على منصة "إكس".
تحرير: عبده جميل المخلافي
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance