في الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، تحيي إسرائيل يوما مشحونا بالذكريات بينما تتواصل المفاوضات في مصر لإنهاء الحرب وفق خطة ترامب. فيما تحذر ألمانيا من تصاعد معاداة السامية وتدعو للتضامن مع الجاليات اليهودية.
تقام في إسرائيل فعاليات بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس في السابع من أكتوبر.صورة من: Leo Correa/AP Photo/picture alliance
إعلان
تحيي إسرائيل اليوم الثلاثاء (السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2025) الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر حيث تقام فعاليات تذكارية بمناسبة ذكرى الهجوم.
ومن المقرّر أن تجتمع عائلات الضحايا وأصدقاؤهم في موقع مهرجان "نوفا" حيث قتل مسلحو حماس أكثر من 370 شخصا واختطفوا عشرات الرهائن.
كما ستقام مراسم أخرى في ساحة الرهائن في تل أبيب حيث تجري أسبوعيا تظاهرات تطالب بالإفراج عن بقية المحتجزين في غزة.
سوف تجتمع عائلات الضحايا في موقع مهرجان "نوفا" حيث قتل مسلحو حماس أكثر من 370 شخصا واختطفوا عشرات الرهائن. صورة من: Ohad Zwigenberg/AP Photo/picture alliance
"كان صعبا وهائلا"
بالمقابل، تحيي إسرائيل رسميا ذكرى هذا الهجوم هذا العام في 16 تشرين الأول/ أكتوبر كونها تعتمد التقويم اليهودي.
إعلان
وينظم الحفل التذكاري الرئيسي من قبل عائلات الضحايا، وليس من قبل الحكومة، في مؤشر على الانقسامات العميقة حول قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يحمله كثيرون مسؤولية الفشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يتيح الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس.
وقال إلعاد غانز لوكالة فرانس برس إنّ "ما وقع هنا كان صعبا وهائلا لكنّنا نريد أن نعيش ورغم كلّ شيء نستمر في حياتنا ونتذكر من كانوا هنا وللأسف لم يعودوا".
حذر فريدريش ميرتس من تصاعد معاداة السامية في ألمانيا، داعيا المواطنين إلى إظهار التضامن مع الجاليات اليهودية.صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
فعاليات في ألمانيا
تحيي ألمانيا الذكرى السنوية الثانية لهجمات السابع من أكتوبر من خلال وقفات تضامنية ومعارض ومراسم تذكارية في مختلف أنحاء البلاد.
ومن بين الفعاليات العديدة التي تقام بهذه المناسبة، يلتقي الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بعدد من المواطنين اليهود في مدينة لايبتسيغ.
كما تنكس الأعلام في عموم البلاد، وتقام مراسم تذكارية في مدن عدة، منها هامبورغ وليفركوزن، بينما تفتتح رئيسة البرلمان الألماني (البوندستاغ)، يوليا كلوكنر، معرضا في برلين يوثق الهجوم على مهرجان "نوفا" الموسيقي.
تتزامن الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر مع استمرار مفاوضات غير مباشرة في مصر بين إسرائيل وحماس لإنهاء حرب غزة.صورة من: Mamoun Wazwaz/APAimages/IMAGO
"يوم أسود"
من جانبه، حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من تصاعد معاداة السامية في ألمانيا، داعيا المواطنين إلى إظهار التضامن مع الجاليات اليهودية.
وقال ميرتس في رسالة مصورة إنه "منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 شهدنا موجة جديدة من معاداة السامية في ألمانيا، بأشكالها القديمة والجديدة، على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الجامعات وفي شوارعنا، أصبحت أعلى صوتا وأكثر وقاحة وعنفا".
ودعا المستشار الألماني جميع الألمان إلى التواصل مع المواطنين اليهود وجالياتهم، قائلا: "دعونا نظهر لهم أننا نقف إلى جانبهم، وأننا سنبذل كل ما في وسعنا لضمان أن يعيش اليهود في ألمانيا دون خوف وبثقة".
ووصف ميرتس هجوم حماس قبل عامين بأنه "يوم أسود" في التاريخ اليهودي، قائلا ""الرهائن يعانون معاناة لا يمكن تصورها، منذ عامين طويلين الآن".
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه واثق من إمكانية تنفيذ خطته للسلام في غزة قريبا.صورة من: IMAGO/MediaPunch
"فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق"
وفي سياق مفاوضات شرم الشيخ، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه واثق من إمكانية تنفيذ خطته للسلام في غزة قريبا.
وأضاف ترامب للصحافيين في واشنطن: "لقد أحرزنا تقدما هائلا.. لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، وسيكون اتفاقا دائما. الجميع يقف إلى جانبنا لإنجاح هذا الاتفاق. لم يحدث شيء كهذا من قبل، لم يره أحد مطلقا".
وتابع: "الجميع يريد أن يتحقق هذا الاتفاق... بما في ذلك، على ما أعتقد، حماس، وعندما تريد حماس أن يحدث ذلك، فسيحدث".
وكان وفدان من إسرائيل وحماس قد عقدا مفاوضات غير مباشرة في مصر أمس الاثنين حول خطة ترامب تناولت قضايا خلافية مثل المطالبة بانسحاب إسرائيل ونزع سلاح حماس.
وأيد الطرفان المبادئ العامة التي تقوم عليها خطة ترامب التي حظيت بدعم قوى عربية وغربية.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: عماد غانم
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م