إسرائيل تحيي ذكرى ضحايا المحرقة والمقاومة اليهودية
١٨ أبريل ٢٠٢٣
وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ أكاليل الزهور على نصب ياد فاشيم التذكاري حيث تحيي إسرائيل اليوم ذكرى المقاومة اليهودية وملايين اليهود الذين قتلوا خلال المحرقة النازية (الهولوكوست).
إعلان
أحيت إسرائيل اليوم الثلاثاء (18 أبريل/نيسان 2023)، ذكرى المقاومة اليهودية وملايين اليهود الذين قتلوا خلال المحرقة النازية (الهولوكوست).
ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد لمدة دقيقتين في الصباح، حيث توقفت السيارات في الشوارع وتوقف المارة في إحياء للذكرى بدقيقتى صمت .
ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ أكاليل الزهور على نصب ياد فاشيم التذكاري.
وتحتفل إسرائيل بيوم هاشواه، يوم ذكرى المحرقة منذ عام 1951. ويتم هذا العام إحياء الذكرى الثمانين للمقاومة اليهودية ضد قوات الأمن الخاصة الألمانية في "جيتو وارسو" ، والتي بدأت في 19 نيسان/ أبريل 1943. وانتهت الانتفاضة بعد نحو أربعة أسابيع، ولم يتبق سوى عدد قليل من يهود وارسو على قيد الحياة.
وسيحضر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مراسم إحياء الذكرى في وارسو غدا الأربعاء.
وقتل النازيون الألمان والمتواطئون معهم نحو 6 ملايين يهودي خلال حقبة النظام النازي (1945-1933). وفقاً للأرقام الرسمية، لا يزال 147 ألفا و199 من الناجين من المحرقة يعيشون في إسرائيل.
وقال نتنياهو في ياد فاشيم مساء الإثنين إن تاريخ الانتفاضة يلزم الإسرائيليين بالوحدة الداخلية. "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها هزيمة أولئك الذين يريدون تدميرنا". وقال إن إيران اليوم هي التي يجب منعها من تسليح نفسها بأسلحة نووية.
وبعد ذلك بساعات فقط، هددت طهران إسرائيل مرة أخرى بالدمار. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في التلفزيون الرسمي إن "أدنى خطأ من جانبكم تجاه أمن بلادنا سيقابل بتدمير مدينتي تل أبيب وحيفا". ولطالما هدد رؤساء إيران في الماضي العدو اللدود ،إسرائيل، بالدمار.
ووصل رئيسي إلى السلطة في عام 2021. وواجه أسلوب حكومة رجل الدين المحافظ انتقادات واسعة النطاق منذ ذلك الحين. ويعتبر يوم 18 نيسان/أبريل هو يوم عطلة في إيران لتكريم القوات المسلحة الوطنية.
ولأول مرة يشارك ولي العهد الإيراني السابق، رضا بهلوي في إحياء ذكرى الهولوكوست في إسرائيل. ورافقته وزيرة الاستخبارات الاسرائيلية جيلا جملئيل، والتي وصفتها بأنها "زيارة تاريخية". وقالت جملئيل إن بهلوي هو "أرفع شخصية إيرانية قامت بزيارة عامة لإسرائيل على الإطلاق". وزار بهلوي حائط البراق، المعروف أيضا باسم حائط المبكى، في القدس اليوم الثلاثاء.
ومنذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، تعتبر إسرائيل العدو اللدود لطهران. ونادراً ما تحدث بهلوي، الذي لم يتمكن من العودة إلى وطنه بعد الثورة، بشكل علني في الماضي.
سفارة إسرائيل في ألمانيا تحيي الذكرى
ومن ناحية أخرى، أحيت السفارة الإسرائيلية في ألمانيا اليوم الثلاثاء ذكرى مقتل 6 ملايين يهودي على أيدي النازيين في مراسم أقيمت في نصب زاكسينهاوزن التذكاري. وأشعل كورت هيلمان، المولود في عام 1933 والذي نجا من فظائع النظام النازي، شعلة تذكارية في النصب التذكاري المركزي "المحطة زد"- حيث كان موقع معسكر إبادة في السابق.
ومثل ما هو معتاد أن يحدث في إسرائيل في يوم الذكرى، دوت صفارة الإنذار أيضا لمدة دقيقتين في معسكر اعتقال زاكسينهاوزن السابق في أورانينبورغ، خارج برلين مباشرة.
وأدان وزير العدل الألماني ماركو بوشمان جرائم النظام النازي في مناسبة إحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست. وقال "سنشعر بالعار إلى الأبد". وتابع إنه يشعر بالتواضع والامتنان لتمكنه من إحياء ذكرى الضحايا مع المواطنين اليهود.
وأشار بوشمان أيضاً إلى مظاهرة فلسطينية جرت في برلين قبل حوالي 10 أيام، تم خلالها، وفقاً لتسجيلات الفيديو، الهتاف بشعارات معادية لإسرائيل ومعادية للسامية. وشدد الوزير على أن الوضع الذي لا يشعر فيه اليهود في ألمانيا بالأمان غير مقبول.
ودعا سفير إسرائيل، رون بروسور، اليهود إلى الوقوف متحدين. وقال إن "الدولة القومية للشعب اليهودي هي تجسيد للاستقلال اليهودي. إنها تجسيد لقدرتنا على اختيار مصيرنا دون الاعتماد على الآخرين". وفي الوقت ذاته، وأعاد بروسور للذاكرة الانتفاضة التي اندلعت في حي وارسو اليهودي قبل 80 عاماً.
ع.ح./ف.ي. (د ب أ)
لوحات من الهولوكوست - لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عاشوا الرعب والتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية او هاربين من حملات الابادة ورسموا معاناتهم باللون والخطوط . بقي بعضهم على قيد الحياة ونقل لوحاته وذكرياته الأليمة معه، فيما غادر بعضهم الحياة ولم تبق سوى لوحاته الفنية.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة "سقوف المباني في الشتاء" لموريتس مولر. ينعقد معرض "فن من الهولوكوست" على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem