إسرائيل تخشى من انتفاضة جديدة وعباس يتهمها بنشر الفوضى
٢٥ فبراير ٢٠١٣ اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الاثنين (25 فبراير/شباط) إسرائيل بأنها تريد نشر الفوضى في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات "لا يمكن أن تمر ببساطة".
وقال عباس في خطاب ألقاه في المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية في رام الله إن "الإسرائيليين يريدون الفوضى عندنا ونحن نعرف ذلك ولن نسمح لهم" بذلك. وأضاف: "نحن نريد السلام والحرية لأسرانا ومهما حاولوا أن يجرونا لمخططاتهم لن ننجر (...) لن نسمح لهم باللعب بحياة أطفالنا وأبنائنا"، متهماً إسرائيل بأنها تصعد ضد المتظاهرين الفلسطينيين بإطلاق "الرصاص الحي عليهم".
وتوعد الجناح العسكري لحركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان له اليوم، بالرد بعد وفاة الأسير الفلسطيني عرفات جرادات أول أمس السبت في سجن إسرائيلي. وقال البيان الذي وزعته كتائب شهداء الأقصى في قرية سعير قرب الخليل قبل جنازة جرادات: "هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد على هذه الجريمة".
من جانبه، عبر وزير الأمن الداخلي في إسرائيل أفي ديختر اليوم الإثنين عن قلقه من أن تؤدي زيادة في الاحتجاجات الفلسطينية العنيفة بالضفة الغربية إلى اندلاع انتفاضة جديدة إذا أسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى. وقال ديختر للإذاعة الإسرائيلية: "وقعت الانتفاضتان السابقتان نتيجة لسقوط عدد كير من القتلى (خلال احتجاجات).. يمثل سقوط قتلى وصفة مؤكدة تقريبا لتصعيد أعنف." وقال ديختر يجب على إسرائيل أن تتحسس خطاها عند التصدي لأي احتجاجات، متهما الفلسطينيين بمحاولة الظهور في صورة الضحايا قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة الشهر المقبل.
"لا أحد يستطيع وقف تصاعد الحركة الشعبية"
وكانت إسرائيل طالبت أمس الأحد بأن تضع السلطة الفلسطينية حدا للاحتجاجات التي نظم الكثير منها في مناطق تقع خارج نطاق سيطرة السلطة، حيث اندلعت اشتباكات في الضفة الغربية بين نشطاء وجنود إسرائيليين وسط انتشار حالة من الغضب بسبب وفاة عرفات جردات، أحد المعتقلين في منطقة الخليل. وانتشر الجنود الإسرائيليون بكثافة اليوم لدى تشييع جردات الذي اعتقل قبل أسبوع واحد فقط لرشقه سيارات إسرائيلية في الضفة الغربية بالحجارة.
لكن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، حذر إسرائيل اليوم من عدم قدرة أي طرف على وقف تصاعد الحركة الشعبية ضدها بسبب ممارساتها. وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية، تعليقا على تصاعد التظاهرات في الضفة الغربية وخشية إسرائيل من اندلاع انتفاضة ثالثة، إن "ما يجري هنا لا يعمل بالضغط على الأزرار". وقلل عبد ربه بهذا الصدد من إعلان إسرائيل أمس أنها طلبت من السلطة الفلسطينية تهدئة الأوضاع في المناطق الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني لا علم لديه فعليا بمثل هذا الطلب. وتابع قائلا: " لا توجد أي جهة تستطيع أن تقول للحركة الشعبية أن تتوقف لأن هذه الحركة الشعبية لا تعمل بوسائل الضغط على الأزرار في انطلاقها وتوقفها".
وكانت السلطة الفلسطينية صرحت مساء الأحد على لسان وزير الأسرى عيسى قراقع أن جرادات قضى نتيجة التعذيب وليس بأزمة قلبية، وذلك استنادا إلى النتائج الأولية لتشريح الجثة. وأكد قراقع أن جثة جرادات تحمل "آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر، وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى، وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر". وأضاف أن النتائج أفادت أيضا أن "القلب خال من الأمراض والشرايين سليمة وخالية من التجلطات".
من جهتها، قالت إسرائيل إن "الكسور في الأضلاع قد تكون دليلا على جهود الإنعاش" وأضاف بيان صادر عن وزارة الصحة الإسرائيلية: "هذه النتائج الأولية ليست كافية لتحديد سبب الوفاة"، مؤكدة أن نتائج الفحوصات المجهرية وفحوصات السموم لا تزال معلقة.
س.ك / ع. ج (رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)