إسرائيل تدرس سبل إنقاذ مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس
١٠ أكتوبر ٢٠٠٩قالت مصادر سياسية إسرائيلية اليوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول) إن الحكومة الإسرائيلية تدرس سبل تعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب مشاركته في القمة الثلاثية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما دون وقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ). كما تعرض لانتقادات أكثر حدة إثر طلب السلطة الفلسطينية، تأجيل مناقشة الأمم لمتحدة لتقرير جولدستون الخاص بحرب غزة التي حدثت قبل تسعة شهور، والذي قيل إنه يدين إسرائيل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر، الذي لم تذكر هويته، قوله إن إسرائيل تدرس إزالة حواجز عسكرية من بين الطرقات في الضفة الغربية وتسهيل التنقل وعمليات إصدار تصاريح البناء في رام الله. وأضاف المصدر أن إسرائيل قد توافق على طلب الفلسطينيين الشروع في مفاوضات الوضع الدائم، مشيرا إلى أن موضوع استئناف المفاوضات سيكون مدار بحث لدى عودة الموفد الأمريكي جورج ميتشل إلى واشنطن.
تضارب المواقف الإسرائيلي بشأن مستقبل المفاوضات
وتأتي هذه التطورات بعد التقاء المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أمس الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتياهو. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد وصف المحادثات مع المبعوث الأمريكي "بالبناءة"، مشيرا إلى أنها ركزت على "خطوات لدفع عملية السلام"، وذلك نقلا عن وكالة رويترز.
وفي سياق أخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، مخاطبا اوباما بمناسبة حصوله جائزة نوبل للسلام، "أعرب عن سروري بالعمل معكم في إطار تعاون وثيق خلال السنوات القليلة المقبلة لدفع السلام قدما وإعطاء الأمل لشعوب المنطقة التي تستحق العيش بسلام وأمن وكرامة".
وأما وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، والذي اجتمع مع ميشل في وقت سابق، فقد أبلغ المبعوث الأمريكي أنه يعتقد أن "الوقت حان للمضي قدما بتصميم" نحو سلام شامل في الشرق الأوسط. غير أن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أعرب عن عدم اعتقاده بالتوصل إلى اتفاق شامل مع الفلسطينيين. وأكد ليبرمان "أن أولئك الذين يؤمنون بأنه من الممكن التوصل في السنوات القادمة إلى اتفاق شامل يعني نهاية النزاع، لا يدركون الواقع. إنهم يروجون للأوهام ويدفعون المنطقة إلى نزاع شامل".
"ضرورة الالتزام بتنفيذ خارطة الطريق"
وكان المبعوث الأمريكي قد التقى أمس الجمعة أيضا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حيث جدد دعم واشنطن لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. كما وصف المسئول الأمريكي مباحثاته مع عباس، خلال مؤتمر صحفي عقده مع كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بأنها "إيجابية"، مشددا في الوقت ذاته على أن تحقيق السلام في المنطقة "مهم لجميع الأطراف بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية".
وتفيد الأنباء أن الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، وافقا، إثر هذه اللقاءات، على دعوة ميتشل لإرسال ممثليهما إلى واشنطن من أجل مواصلة المباحثات حول سبل استئناف المفاوضات السياسية وإحياء عملية السلام.
ومن جهته أكد عريقات أن عباس شدد خلال اللقاء على الموقف الفلسطيني المطالب بإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات خارطة الطريق لاستئناف مفاوضات السلام وفي مقدمتها الوقف الشامل للاستيطان والالتزام بحل الدولتين. كما أكد المسئول الفلسطيني أن عباس أصرّ على أن يكون الحوار المرتقب في واشنطن على شكل محادثات منفصلة وليس مباشرة مع الإسرائيليين، مؤكدا الموقف الفلسطيني بأنه لا مفاوضات مباشرة قبل وقف الاستيطان. يشار إلى أنه من المقرر أن يلتقي اليوم السبت المبعوث الأميركي جورج ميتشل مع سلام فياض، ريس الوزراء الفلسطيني.
(هــــــ.ع/ د.ب.ا/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: عبده المخلافي