غزة.. تدمير مواقع للصواريخ وفتحات أنفاق وكثافة أقل للعمليات
١٣ يناير ٢٠٢٤
قال الجيش الإسرائيلي إنه دمر فتحات أنفاق ومنصات إطلاق صواريخ في غزة، وأنه بدأ مرحلة جديدة وأقل كثافة من العملية البرية، فيما قتل ثلاثة فلسطينيين بالضفة قالت القوات الإسرائيلية إنهم حاولوا اقتحام مستوطنة أثناء الليل.
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته التي تعمل بوسط قطاع غزة، عثرت على موقعين لإطلاق صواريخ، تابعين لحركة "حماس"، حيث تم إعداد القذائف لإطلاقها، "في الإطار الزمني الفوري".
وتظهر لقطات فيديو، شاركها الجيش الإسرائيلي، منصات إطلاق صواريخ، يتم تدميرها، حيث انطلق صاروخ واحد على الأقل بسبب الانفجار، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت (13 يناير/كانون الثاني 2024).
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن العمليات مستمرة في مدينة "خان يونس" بجنوب غزة، حيث دمر اللواء المدرع السابع، فتحة نفق لحركة حماس في مبنى، يتم استخدامه كمستودع أسلحة. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن اللواء السابع قتل العديد من مسلحي حماس بقذيفة دبابة في المنطقة.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري، قد صرح يوم الاثنين الماضي، بأن "الجيش الإسرائيلي بدأ مرحلة جديدة وأقل كثافة من العملية البرية لغزة بعد أسابيع من الضغوط من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لتقليص هجوم تسبب في دمار واسع النطاق ومقتل مدنيين". وأوضح أن التركيز سينصب الآن على معاقل حماس في وسط وجنوب غزة، مثل خان يونس ودير البلح.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد أكد مجدداً على أن إسرائيل لن تتوقف عن قتال حماس حتى تتحقق جميع أهدافها، وهي: القضاء على حماس، وإعادة جميع الرهائن إلى الوطن، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً على إسرائيل.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
مقتل فلسطينيين بالضفة الغربية
في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين مسلحين بسكاكين وبندقية وفؤوس، كانوا يحاولون اقتحام مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة أثناء الليل أمس الجمعة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن اثنين من بين القتلى يبلغان من العمر 16 عاماً، في حين يبلغ الثالث 19 عاماً.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن جندياً أصيب في تبادل لإطلاق النار مع المهاجمين أثناء اختراقهم السياج الخارجي لمستوطنة أدورا القريبة من مدينة الخليل الفلسطينية.
وتصاعدت أعمال العنف بالضفة الغربية في ظل المداهمات الإسرائيلية والاشتباكات المتكررة. وكان العنف في الضفة الغربية يشهد تصاعداً بالفعل قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة.
دعوات أممية لوقف إطلاق النار في غزة
تحدث منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث مجدداً في مجلس الأمن داعياً إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة. وقال غريفيث لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة "أكرر دعوتي لوقف لإطلاق النار. قبل كل شيء، أدعو المجلس إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنهاء هذه الحرب".
ووفقاً للأمم المتحدة، تم تدمير نحو 360 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي. وأعرب غريفيث عن أسفه للوضع المروع في قطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال: "في غزة، لا يزال الوضع مروعاً مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية". وتابع: "يمكننا أن نرى هذا في عشرات الآلاف من الأشخاص القتلى والمصابين، معظهم من النساء والأطفال.
وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة اليوم السبت أن 23843 شخصاً قتلوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، نحو 70 بالمائة منهم نساء وقصر. وأفادت السلطات الصحية أن غالبية القتلى من النساء والفتية والأطفال، وأنها أحصت 60317 جريحًا، في حين ما زال آلاف الأشخاص تحت الأنقاض.
وأكد غريفيث: "يمكننا أن نرى هذا في النزوح القسري لـ1,9 مليون مدني، 85 بالمائة من إجمالي سكان القطاع، أصيبوا بصدمات نفسية وأجبروا على الفرار مراراً وتكراراً مع تساقط القنابل والصواريخ".
ع.ح/ع.ج (د.ب.أ ، رويترز، أ.ف.ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance