بعدما قصفت إسرائيل مستودعا للأسلحة يديره تنظيم حزب الله اللبناني قرب مطار دمشق يُعتقد أنه يتلقى شحن أسلحة بانتظام من طهران، عادت أسئلة جديدة قديمة للواجهة بشأن أهداف القصف ومستقبل حزب الله في الأزمة السورية.
إعلان
قصفت إسرائيل موقعا عسكريا جنوب غربي مطار دمشق بالصواريخ حيث أكد يسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي لراديو الجيش التحرك الإسرائيلي فيما يبدو، مشيرا بالقول"الواقعة التي حدثت في سوريا تتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سوريا". فيما أكدت المعارضة السورية أنّ طائرات عسكرية وطائرات شحن تجاري تحلق بانتظام من إيران لإمداد حزب الله وفصائل أخرى بالسلاح. وتتوجه الطائرات مباشرة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وفي حوار مع DW أكد فيتشسلاف ماتوزوف، المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي بشأن دعم حزب الله لنظام بشار الأسد مؤكداً أن مصير الأخير هو الرحيل عن سوريا في حال التوصل لحل سياسي هناك. ورغم أن إسرائيل حاولت أن تنأى بنفسها عن مجريات الحرب الأهلية في سوريا، فإنها تراقب عن كتب تحركات أعدائها هناك سواء تعلق الأمر بحزب الله أو بحليفه التقليدي إيران.
خطوط إسرائيل الحمراء
من جهته أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ إسرائيل "لن تسمح بحشد قوات إيران وحزب الله على حدود مرتفعات الجولان". وعبّر عن قلقه بشأن"النشاط الإيراني في سوريا واتخاذ إيران من الأراضي السورية قاعدة لتهريب السلاح لحزب الله في لبنان". فهل يعني هذا أن رسالة القصف الإسرائيلي مفادها أنّ طهران لن يُسمح لها مستقبلا باستعمال المجال الجوي لسوريا والعراق لدعم حلفائها هناك، وهل يعني أنّ إسرائيل باتت تؤكد أنها لن تسمح لإيران بتأسيس موطئ قدم عسكري دائم في سوريا. من جانبه أكد وزير السياحة الإسرائيلي من حزب اللكيود، ياريف ليفين، أنّ بلاده ستمنع تسريب أسلحة مخلة بالتوازن في لبنان. وأكد الوزير ليفين أن إسرائيل ملتزمة بإحباط أي محاولة لنقل مثل هذه الأسلحة.
وحسب تقديرات إسرائيلية فإن إيران تقود ما لا يقل 25 ألف مقاتل في سوريا بما في ذلك أفراد من الحرس الثوري ومسلحون شيعة من العراق وأفغانستان وباكستان. كما تعتبر إسرائيل أن حزب الله يملك ترسانة أسلحة تضم أكثر من مائة ألف صاروخ يمكن للكثير منها قصف أي منطقة داخل إسرائيل. وحرصت الدولة العبرية على عدم التورط عسكريا في مجريات الأزمة السورية إلا أن مسؤوليها يُذكرون دوما بخطوط حمراء يؤدي تجاوزها لرد عسكري فوري من قبيل نقل الأسلحة المتطورة لحزب الله و تأسيس "مواقع إطلاق" لشن هجمات على إسرائيل من مرتفعات الجولان.
مستقبل حزب الله في سوريا؟
توقع فيتشسلاف ماتوزوف، المحلل السياسي الروسي حتمية انسحاب حزب الله من سوريا في حل التوصل لحل سياسي هناك. فيما يُستبعد أن يغير القصف الإسرائيلي قواعد اللعبة في الصراع السوري على المدى المنظور. وهذه ليست هي المرة الأولى التي تتدخل فيها إسرائيل في سوريا أو ضد حزب الله لأن الأخير ليس إلا جزء من لعبة شطرنج أوسع ضمن ما يسمى بالهلال الشيعي. فقد لعبت إيران دورا محوريا في حملة نظام الأسد لسحق مقاومة المعارضة وهي تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي الذي يشكل حزب الله أحد أدواته الرئيسية في المنطقة.
وقد تمكنت طهران فعلا من ممارسة هذا النفود على مساحة واسعة تمتد عبر العراق وسوريا إلى لبنان وهو قوس نفوذ كانت قوى عربية سنية خاصة السعودية تحذر منه منذ سنوات. ومن غير الواضح كيف ستتفاعل إسرائيل مستقبلا مع هذا القوس، وهل ستختار مواجهة مفتوحة أم ضربات انتقائية. ويدل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تعليق الاتفاق النووي مع إيران على أن الدولة العبرية ترى في الجمهورية الإسلامية خطرا استراتجيا يهدد وجودها.
ح.ز/ م.م (DW، رويترز، د.ب.أ، أ.ف.ب)
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: تحالف استراتيجي رغم الأزمات
منذ تأسيس دولة إسرائيل وحتى عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مدا وجزرا وتقلبات وصلت في بعض الفترات إلى أزمات وفتور، لكن التحالف ظل هو العنوان الأبرز لهذه العلاقات.
صورة من: Getty Images/A. Wong
علاقات جديدة مع ترامب
في يناير الماضي أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه يريد للعلاقات مع الولايات المتحدة أن تكون "أقوى من أي وقت مضى" في عهد الرئيس دونالد ترامب. وفي الشهر نفسه، قال إن فترة رئاسة ترامب تمنح "فرصا كبيرة" لإسرائيل. تاريخيا لطالما كانت العلاقات قوية بين البلدين رغم كل شيء
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
تأسيس دولة إسرائيل
يوم 14 أيار/ مايو، 1948، أسس ديفيد بن غوريون دولة إسرائيل، بعد انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين. إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان سارعت إلى الاعتراف بدولة إسرائيل بعد 11 دقيقة من الإعلان عن تأسيسها. ومع ذلك، شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الأمريكية اضطرابا في السنوات الأولى.
صورة من: Getty Images
الخوف من تأزم العلاقات مع العرب
أدركت كل من إدارتي ترومان ودوايت ايزنهاور أن التقارب مع إسرائيل قد يؤدي إلى تأزم العلاقات مع حكام العالم العربي. وبالتالي أعربت واشنطن عن معارضتها الشديدة للحملة الإسرائيلية ضد مصر عام 1956، وبدأت في التنسيق مع فرنسا وبريطانيا ضمن ما عرف ب "أزمة السويس". وما لبث ايزنهاور أن بعث مذكرة إلى بن غوريون ينصحه فيها بالانسحاب من الأراضي المصرية.
صورة من: picture-alliance / akg-images
حرب 1967
خلال الحرب الباردة اتخذت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منحى جديدا لتصبح علاقات متينة ابتداء من بداية الستينات. خلال حرب 1967 احتلت إسرائيل سيناء، قطاع غزة، الضفة الغربية، وهضبة الجولان. هذه الحرب شكلت منعطفا في السياسية الأمريكية تجاه إسرائيل فقد تحولت واشنطن إلى الحليف الأساسي لاسرائيل.
صورة من: MOSHE MILNER/AFP/Getty Images
دور مزدوج
في أكتوبر 1967، قرر الرئيس ليندون جونسون تسليم إسرائيل دفعات كبيرة من الأسلحة.
في مناسبات عدة حاولت واشنطن أن توائم بين دورها كحليف رئيسي لإسرائيل، وكوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
صورة من: Public domain
معاهدة كامب ديفيد
في ايلول/ سبتمبر 1978، أشرف الرئيس جيمي كارتر على لقاء جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن بالرئيس المصري أنور السادات في كامب ديفيد. اللقاء كان تمهيدا لمعاهدة سلام وقعت بعد عام بين مصر وإسرائيل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
مصافحة تاريخية
في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، نسق الرئيس الأمريكي بيل كلنتون المصافحة التاريخية في واشنطن بين رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بعد توقيعهما على اتفاق انتقالي لمدة خمس سنوات ينظم الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
توتر مع إدارة أوباما
شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترا في عهد الرئيس باراك أوباما الذي تولى منصب الرئاسة في 2009. ففي يونيو طالب أوباما الإسرائيليين بتجميد بناء مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة. ورغم وجود جو بايدن نائب الرئيس الامريكي في إسرائيل، فقد أعطى نتيانياهو في آذار/ مارس 2010 الإذن ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية وهو ما خلق أزمة بين البلدين.
صورة من: Reuters/K. Lamarque
صفقة ضخمة
توترت العلاقات أيضا عندما حاول نتياهو عرقلة توقيع الاتفاق النووي التاريخي الغربي مع إيران. رغم ذلك وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل في أيلول/ سبتمبر 2016 صفقة بقيمة 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل للفترة 2019-2028، وهي الصفقة العسكرية التي اعتبرت الأكثر سخاء في تاريخ الولايات المتحدة.
الكاتبة: سهام أشطو